في مشاهد تذكّر بعام 2000، أغلقت المحال التجارية وعمّ الإضراب الشامل المدن الفلسطينية كافة في الأراضي المحتلة عام 1948 والضفة الغربية؛ وذلك تنديداً بالعدوان على غزة ونصرة للقدس والأقصى.
وتشارك في الإضراب أطر شعبية وجماهيرية مختلفة وأحزاب وحركات سياسية ووطنية، وغالبية غير حزبية، بعدما دعت إليه لجنة المتابعة العربية في الداخل كخطوة احتجاجية على الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة في فلسطين.
وأغلقت اليوم مرافق الحياة كافة في الداخل، باستثناء التعليم الخاص، وبدأت الحشود تتوافد إلى القرى والبلدات كما أفادت مصادر «الأخبار»، تحضيراً للمشاركة في فعاليات وأنشطة سياسية تم التحشيد والدعوة إليها في اليومين الماضيين.
وكانت لجنة السلطات المحلية في الداخل قد دعت إلى الالتزام بالإضراب العام والشامل، كما أعلنت اللجنة القُطرية لأولياء أمور الطلاب العرب دعمها للإضراب، وقرّرت الحكومة الفلسطينية مشاركة موظفي القطاع العام في الإضراب، بالإضافة إلى نقابات ومؤسسات في الضفة الغربية المحتلة والداخل.
من جهتها، دعت حركتا «فتح» و«حماس» إلى إضراب شامل في الضفة للتعبير عن التضامن مع ما يتعرّض له قطاع غزة من عدوان إسرائيلي متواصل منذ 9 أيام أسفر عن استشهاد أكثر من 220 شخصاً وجرح المئات إلى جانب تدمير مهول.
وفي الإطار، وجّهت لجان مختلفة ومؤسسات فلسطينية وأفراد وفنانون، في بيانات منفصلة ومقاطع فيديو، دعوات إلى الالتزام في الإضراب والمشاركة في الفعاليات النضالية، والمطالبة بـ«وقف العدوان على قطاع غزة، والعدوان المستمر على القدس المحتلة، والمسجد الأقصى، وحي الشيخ جراح، وسحب كافة العصابات الاستيطانية وقوات القمع من جميع البلدات العربية، بما فيها مدن الساحل».
وقالت اللجنة القطرية للسلطات المحلية، في بيان، إن «وحدتنا والتزامنا وإرادتنا، الفردية والجماعية، في هكذا ظروف وتحديات مركبة، هي السبيل الوحيد والأنجع لمواجهة وتجاوز جميع التهديدات والتحديات، بكل كبرياء وكرامة وشموخ... إن الموقف المبدئي والشجاع، والممهور بالحكمة والمسؤولية القيادية، المحلية والقطرية، يقتضي منا جميعاً أفراداً وجماعات، إلى الالتزام بالإضراب وبالعمل الفاعل على إنجاح وإيصال رسائله، إلى حيث يجب أن تصل»، معتبرة أن «هذه المسألة تتجاوز قضية حقوقنا الشرعية والمشروعة، إنما تتجه نحو المسألة الوجودية الجماعية، بل ماهية ومعنى هذا الوجود وقيمته».
بدورها، أعلنت اللجنة القطرية لأولياء أمور الطلاب العرب عن دعمها للإضراب، وقالت في بيان: «نحن نمر بظروف غير اعتيادية، أزمة تهدّد أمن وأمان مجتمعنا وطلابنا بشكل عام وطلابنا في المدن المختلطة بشكل خاص».
وفي بيان، دعت حركة حماس الشعب الفلسطيني إلى إضراب شامل في جميع المدن من النهر إلى البحر: «في القدس والضفة والداخل، وإعلان النفير الثوري وإطلاق المسيرات نحو نقاط الاشتباك والمواجهة في خطوط التماس كافة».
من جهتها، دعت حركة فتح إلى إضراب عام الثلاثاء في الضفة الغربية تضامناً مع غزة، وضد استمرار العدوان الإسرائيلي في القدس والضفة.
ولاقت الدعوة قبولاً واسعاً عبر منصات التواصل، حيث رأى نشطاء ومغرّدون أن توحيد الصف أمام الاحتلال هو أولى خطوات الانتصار، مشيرين إلى الإضراب العام الذي خاضه الشعب الفلسطيني عام 1936، والذي استمر لـ 6 أشهر كاملة.
المصدر: الأخبار اللبنانية