وقف العالم أمام ساعة غزة يرتقبها وهي تسيء وجه نتنياهو وقادة جيشه، الذين عادوا منها مستجدين تهدئة، وموافقين على شروط وضعتها القاهرة، تتناغم وبشكل واضح مع شروط المقاومة لإيقاف معركة "سيف القدس" التي بدأتها دفاعًا عن المسجد الأقصى وانتهاكات الاحتلال في المدينة المقدسة.
خيارات نتنياهو أمام المقاومة، كانت محدودة ولا مجال له للهرب من استحقاقات حماقته التي بدأها في إيغال جيشه والمستوطنين بحق أهل الشيخ جراح، كذلك الأمر على الحواجز والطرق في القدس والضفة المحتلة.
مدير مركز أطلس للدراسات الاسرائيلية عبد الرحمن شهاب، شدد على أن الهزيمة التي مني بها الاحتلال في غزة، كانت لكافة مكونات الكيان، المستوى الوزاري والأمني والاستخباراتي، جميعهم ذاقوا مراره هذه الهزيمة.
وأوضح شهاب في حديث مع "شمس نيوز" أن نتنياهو خلال أيام المعركة فعل كل ما باستطاعته ليتمكن الجيش من تحقيق أي أهدافه التي وضعها، مضيفًا "تواجه مع الأمريكان والأوروبيين، ووقف سدًا منيعًا للسماح للجيش بأخذ فرصته الكاملة".
واستدرك حديثه "رغم كل ذلك الجيش فقد الأدوات ولم يعد لديه أي خطة أو هدف من الأهداف الصورية التي وضعها"، مشيرًا إلى أن بعض هذه الأهداف جاءت من أجل الصراع على الصورة الداخلية عندهم، كوضع اغتيال بعض القائدة على قائمة الأهداف.
وتابع "التفكير باغتيال قائد ما أو شخصية لن يؤثر على المسار الفلسطيني، ورغم ذلك فشل الجيش ونتنياهو معًا في الحصول على جزء من هذه الصورة"، مؤكدًا أن الذي هُزم هي "اسرائيل" بأكملها عندما كسرت المقاومة العمود الفقري لها.
وتابع "عندما ينظر نتنياهو في عيني غانتس وكوخافي، يقول لهما منحتكما الفرصة الكاملة لكي تنتصرا أنتم والجيش، (..) المشكلة ليست عندي"، لافتًا إلى أنه يقول هذا الكلام للجميع.
وعن تأثير المعركة على وضع نتنياهو السياسي، قال شهاب "نتنياهو قبل الحرب لا يختلف عنه بعدها بشأن تشكيل الحكومة ووضعه السياسي، لأن الهزيمة التي حصلت للمجموع، والجميع يدرك أنها هزيمة للجيش وليس له وحده".
وأشار إلى أن نتنياهو وخصومه لن يستطيعوا تشكيل أي حكومة، كون الأمر يعتمد على التفسخات والخصومات الجديدة التي ظهرت عند بعض التيارات التي ترفض الالتقاء بتيارات أخرى.
ورجح شهاب أن يتم التوجه إلى انتخابات خامسة، وفي ذات الوقت ستبقى المشكلة قائمة، متابعًا "النظام السياسي وصل إلى عقدة لا يمكن تجاوزها، وهي تزايد قوة اليمين المتطرف على حساب اليمين المتعقل.
وتابع "المخرج الوحيد من أزمة الحكومة والانتخابات هو تغيير الفهم في التعامل مع العرب، وكبح جماح التطرف"، مشددًا على أنه في حال استمر الوضع على ما هو عليه فلن يستطيعوا تشكيل حكومة حتى بعد الانتخابات الخامسة.
