قصف جيش الاحتلال، الليلة الماضية، عدة مواقع للمقاومة في قطاع غزة، مدعيًا أنها جاءت ردًا على إطلاق عدد من البالونات الحارقة تجاه مستوطنات "غلاف غزة".
قصف الليلة الماضية لم يكن الأول من نوعه، منذ انتهاء معركة "سيف القدس" في شهر مايو المنصرم، جميعها كانت بذات الحجة، في محاولة من الاحتلال فرض قاعدة جديدة بأن أي بالون حارق يطلق من قطاع غزة، سيجابه كأنه صاروخ.
الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، يرى أن ما يقوم به الاحتلال عبارة عن محاولة لـ"فش الغل"، وإثبات قدرته وقوته المتهالكة أمام المستوطنين بأنه يطبق ما وعدهم به، بأن يكون الرد على البالون تمامًا كما الرد على الصاروخ.
المقاومة تدرك ما يريده العدو من وراء استفزازاته لها، لذلك تغمض عينيها، وتبعث رسائل للوسطاء بأن يلجموه
وأشار الصواف خلال حديث مع "شمس نيوز" إلى أن المقاومة تدرك تمامًا ما يريده العدو من وراء تلك الاستهدافات لمواقعها، قائلًا "هي تدرك ما يريده العدو، الذي يحاول استفزازاها قدر المستطاع، لذلك هي تغمض عينها قليلًا، ولا تريد منحه فرصة أخرى".
ولفت إلى أن ما يتم قصفه لا يحدث أضرارًا تذكر، لدى المقاومة، هذا ما يدفعها لأن تصمت، مضيفًا "أيضًا صمتها فيه رسائل للوسطاء ليلجموا العدو قبل أن تقول المقاومة كلمتها، ويكونوا هم الشهود على ذلك، كونه من قصف وقصف وقصف، دون أي رد".
وتابع الصواف "عندما تقرر المقاومة الرد، والدخول في أي جولة، لن يكون هناك مجال لتحميلها أي مسؤولية، وسيكون التحميل كله على الاحتلال".
واستدرك حديثه "الاحتلال يدرك جيدًا أن أي عدوان على قطاع غزة لن يكون نزهة، أو سهلًا، وإنما سيواجه تمامًا كما كان في سيف القدس، كون أيدي المقاومة لا زالت على الزناد".
من ناحيته شدد المتحدث باسم حركة حماس، حازم قاسم، على أن استمرار الاحتلال في عدوانه على قطاع غزة، سيكون مقابله للمقاومة موقف تقدره وفق معطيات ميدانية، وسياسية وإجماع وطني فصائلي تتحرك من خلاله في إطار التفاهمات داخل الغرفة المشتركة.
المقاومة تتابع وتدير كل المتغيرات السياسية والميدانية عن كثب وتدرسها وفق تقديرها للموقف وإجماع وطني
وقال قاسم في تصريحات إذاعية "الاحتلال يعرف جيداً أن المقاومة قادرة في اللحظة المناسبة على بعثرة أوراقه وتبديل معادلات الردع التي حاول فرضها، وما حدث في معركة سيف القدس دليل واضح على قدرة المقاومة في اتخاذ قرارها الحكيم الذي يخدم مصلحة شعبنا الفلسطيني".
وأكد أن المقاومة تتابع وتدير كل المتغيرات السياسية والميدانية عن كثب وتدرسها وفق تقديرها للموقف وإجماع وطني، مضيفًا "المقاومة لديها القدرة والجرأة على اتخاذ القرار المناسب الذي يربك حسابات الاحتلال".
وتابع قاسم "ماضون في نضالنا المشروع من أجل استرداد حقوق شعبنا الفلسطيني والعيش بحرية وكرامة وكسر الحصار الظالم عن قطاع غزة".