رأى القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الدكتور جميل عليان أن مرحلة جديدة من الصراع مع العدو الصهيوني قد بدأت مع ارتفاع حدة التصعيد في شمال فلسطين المحتلة بين جيش الاحتلال والمقاومة اللبنانية، مع إشارته إلى انَّ أن تلك المرحلة تختلف عن سابقاتها، إلا أنها شكلها الظاهري قديم بعمر الصراع.
وذكر الدكتور عليان في تعليقٍ على قصف المقاومة الإسلامية في لبنان لمواقع العدو ليل الخميس، أن بضعة صواريخ مجهولة المصدر انطلقت من مناطق نفوذ تابعة لحزب الله في الجنوب اللبناني دفعت دولة العدو بغباء سياسي الى انتهاك السيادة اللبنانية، وسيادة حزب الله، عبر شن غارات مدفعية وجوية، لافتاً إلى أن الفعل ورد الفعل -حتى اللحظة- يبدو مضبوطاً ومحسوباً بدقة من الطرفين؛ لأن كليها لا يحبذ خيار المواجهة عسكرية الشاملة، غير أنَّ التوقيت والمعادلات مختلفة تماما عن سابقاتها.
مأسسة قانون الإنتصار
وأشار إلى ان العدو يدفع قوى المقاومة في غزة والضفة وال ٤٨ ولبنان حتى إيران الى تجسيد ومأسسة "قانون الانتصار" من خلال "توحيد الجبهات" عملياً.
وقال الدكتور جميل عليان في التعليق الذي وصل "شمس نيوز": "هذه المعادلة التي يريد تأكيدها حزب الله من خلال الرد بالمثل وان ما يمر به لبنان ومن أزمات خلقتها له (إسرائيل) وامريكا لن تغير من علاقة العداء والصراع والمواجهة مع العدو الصهيوني"، مستدركاً "هذه المواجهة سترفع من وتيرة ومنسوب المواجهة والانتفاض ضد العدو في الضفة الغربية".
وأشار الدكتور عليان إلى ان ما حدث في الجنوب اللبناني وشمال فلسطين المحتلة يؤكد على الارتباك الصهيوني في تعامله مع التطور الكبير لأسلحة حزب الله؛ خاصة ما يتعلق بالصواريخ الدقيقة، والتطور المتنامي في قوة وامتداد محور المقاومة، مبيناً أن ما يجري من قبل العدو محاولة لجس رد فعل حزب الله على التحرش الصهيوني.
وذكر أن صواريخ المقاومة الإسلامية في لبنان تحمل رسالة مهمة من محور المقاومة بعد تنصيب رئيسي رئيسا للجمهورية الإسلامية في إيران، مفادها أنها ستتجاوز موقفها السابق في الرد على اي حماقة من العدو الصهيوني ضدها، وضد مشرعها النووي والصاروخي، وان ما يحدث في مياه الخليج رسالة مباشرة لأمريكا، والعدو الصهيوني ومن ربط مصيره بهما.
وأكد الدكتور عليان أن العدو يدرك تمام الإدراك فشله في التعامل مع جبهتين في آن واحدٍ، قائلاً: "قبل شهرين في معركة سيف القدس في التعامل مع جبهة واحدة انه لن يستطيع التعامل مع جبهة الشمال والجنوب في وقت واحد، وان مصيره سيكون الى الهاوية اذا حاول أن يفتعل مشكلة مع محور المقاومة مجتمعا في وقت واحد".
وأضاف: "إن ما يحدث في المنطقة سواء في سيف القدس او الصواريخ من الجنوب اللبناني، او استعراض القوة الإيرانية في المياه الخليجية والاطلسي يؤكد ان زمام المبادرة بيد قوى ومحور المقاومة، وان المنطقة تتجه بسرعة نحو ترتيبات جديدة ومتنامية لصالح فلسطين ومحور المقاومة وضد المحور الصهيوأمريكي وسدنته من تطبيعيي بعض الأنظمة العربية.
صواريخ الضاحية امتداد لسيف القدس
واعتبر الدكتور عليان ان هذه المواجهة الجديدة في الجنوب اللبناني هي استمرار لسيف القدس، قائلاً: اكدنا منذ اللحظة الاولى ان مرحلة المواجهة الشاملة مع العدو الصهيوني قد بدأت والتي لم تقف حدودها عند غزة، أو القدس، أو جبال بيتا، وأبو صبيح، أو بيت أمر، ونابلس، أو حدود اهلنا في أراضي الـ 48، كما انها بتقديري لن تقف ايضا عند حدود جنوب لبنان واصبح العدو الان كالفراشة التي تطير حول النيران لتحترق في النهاية بها".
وذكر ان ما يدور في المنطقة من صراع وجودي بين المشروع الصهيوامريكي وبين مشروع المقاومة تشكل رسالة مهمة ايضا للنظام العربي والدول الاسلامية ان تعيد النظر في علاقاتها الإقليمية وتموضعها وان اي علاقة مع العدو لا مستقبل لها مطلقاً، ولن تكون سوى كالمستجير من الرمضاء بالنار.
وقال: "حان الوقت لكل الأنظمة العربية التي راهنت على للعدو وامريكا ان تعيد حساباتها وتتصالح مع مصالح وشعوب وتاريخ وثقافة المنطقة".
واختتم تعليق على قصف المواقع الإسرائيلية في شمال فلسطين، قائلاً: "ان روح المواجهة التي بدأت تعم المنطقة وعلى كل الجبهات وراي العالم كله في اوليمياد طوكيو ان فكره التعامل مع افراد من دولة العدو حتى في مجال الرياضة غير مقبول وان هذا العدو غير مقبول في العقل والوعي ونسيج المنطقة".