قرر الجيش الأمريكي، قبل أيام، عدم شراء نظام "القبة الحديدية" من "إسرائيل"، والتي اثبتت فشلها خلال معركة "سيف القدس" بين المقاومة الفلسطيني والاحتلال الإسرائيلي.
ووفقا للتقرير، اختار الجيش الأمريكي قاذفة Dynetics المملوكة لشركة Leidos الأمريكية، وذلك بعد اختبار النظامين الشهر الماضي في White Sands Missile) Range) في نيو مكسيكو.
ويحتوي نظام Dynetics، على قدرات كشف بزاوية 360 درجة ويمكنه إطلاق النار على أهداف متعددة في وقت واحد وهو سهل التشغيل ويمكن دمجه بالكامل مع نظام قيادة معركة الدفاع الجوي والصاروخي المتكامل للجيش.
من أهم الانجازات
عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي د. يوسف الحساينة، أكد أن من أهم الإنجازات الميدانية التي حققتها المقاومة مؤخراً في معركة "سيف القدس"، أن الجيش الأمريكي قام بإلغاء صفقة شراء لمنظومة القبة الحديدية بعد أن أثبتت فشلها في التصدي لصواريخ المقاومة.
وقال الحساينة في تصريح سابق،:" يعيدنا هذا الإنجاز الذي تحقق على يد المقاومة الفلسطينية، بالذاكرة إلى الإنجاز الذي حققته المقاومة الإسلامية في حزب الله في حرب تموز 2006، حيث أذلت المقاومة في حينه ما كان يوصف بـ"فخر الصناعة العسكرية للاحتلال" المتمثلة في دبابة "الميركافاه"، ما دفع الهند إلى إلغاء صفقة تعاقد تقضي بتوريد دبابة "الميركافاه" بما يقارب2 مليار دولار.
وأشار الحساينة إلى، أن هذه الإنجازات التي تراكمها قوى المقاومة في المنطقة، رغم قلة الإمكان، والحصار غير الأخلاقي الذي تتعرض له، مقابل ما يمتلكه العدو من ترسانة متطورة جلب لها الدعم التقني والمالي من كل القوى الإمبريالية والاستعمارية في العالم، وحتى من شركائه الأمنيين من دول المنطقة، تؤكد أن إرادة القتال والمقاومة والإيمان بعدالة القضية التي تتمتع بها قوى المقاومة الحيّة، صنعت بصبرها الإستراتيجي "معادلة ردع" حقيقية مع هذا الكيان.
فشل عسكري
يرى الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو، أن المقاومة أضعفت منظومة القبة الحديدية، عندما ظهرت صواريخها وهي تتساقط على المستوطنات، الأمر الذي أدى إلى إظهار ضعف هذه المنظومة التي تباهى بها جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد عبدو في حديث مع "شمس نيوز"، أن إلغاء العقود الخاصة بهذه المنظومة هو دلالة على فشل عسكري كبير وضربة اقتصادية للصناعات العسكرية الإسرائيلية، إذ كان لذلك الأثر الكبير ليس فقط على صعيد الولايات المتحدة الأمريكية بل في العديد من دول العالم.
وأوضح أن من أهم إنجازات معركة "سيف القدس" إثبات فشل منظومة القبة الحديدية كنظام دفاع صاروخي في نظر الكثير من العسكريين والإستراتيجيين، مضيفًا " التقارير التي تتحدث عن صد القبة الحديدية لـ 90% من صواريخ المقاومة، لا تتناسب مع حجم الدمار داخل المدن والبلدات المحتلة، وإنما هو محض دعاية وكذب لإظهار هذه المنظومة بصورة ناجحة".
وعن دعم الولايات المتحدة لـ “اسرائيل" في المجال العسكري، قال عبدو: "من المتوقع أن يتم اعتماد أموال جديدة من أجل التطوير والتعديل على هذه المنظومة الدفاعية، على الرغم من إيمان المستوطنين أن هذه القبة لا تستطيع حمايتهم من صواريخ المقاومة ولا تحظى باهتمام كبير من قبلهم".
وأشار عبدو إلى، أن هناك قناعة كبيرة كانت سائدة بأن القبة الحديدية تعمل بقوة في مجال الاطلاقات المنخفضة، ولكن التجربة توضح أن هذا النظام الدفاعي ليس فعال بدرجة كبيرة أمام كثافة الصواريخ ولا يمكن الاعتماد عليه في مجابهة صواريخ المقاومة، لافتًا إلى أنه لو كان الاشتباك مع قوة تمتلك أمكانيات أكبر كحزب الله وإيران لأثبتت هذه المنظومة فشلها التام أمام كثافة ونوعية الصواريخ.
وعن توقع حدوث أزمة في العلاقات بين أمريكا و"إسرائيل" بسبب التراجع عن صفقة القبة الحديدية، قال عبدو: " من غير المتوقع أن يسبب التراجع عن صفقة القبة الحديدية أزمة في العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل"، مضيفًا أن " الرئيس الأمريكي قال قبل يومين إنهم ملتزمون بأمن إسرائيل بالكامل".
وأردف الكاتب والمحلل السياسي أن " كثافة الصواريخ في معركة سيف القدس أثبتت أن مزيداً من الكثافة في المستقبل سيؤدي إلى عجز كامل في القبة الحديدية، ولا يمكن التهوين بما لدى المقاومة من صواريخ وامكانيات خاصة في الفترة القادمة".