قُتل ضابطان في وحدة "ايغوز" في جيش الاحتلال "بنيران صديقة" أثناء عمليات تدريب للجيش في غور الاردن. ويشير تحقيق أولي نشره الاعلام العبري الى "ان ضابطين من وحدة الكوماندوس قاما بجولة ليلية حول قاعدتهما العسكرية، واشتبها بوجود حركة مريبة فأطلقا النار في الهواء وظن أحد الجنود ان هناك عملية مسلحة، فأطلق الرصاص بالخطأ على الضابطين وقتلهما". وقد وصف المسؤولون في الكيان هذا "الاخفاق في التشخيص" بأنه "كارثة" و"من أصعب الأحداث التي يواجهها الجيش" وسبب "صدمة حقيقية".
لا يُعدّ هذا الاخفاق هو الوحيد، فللوحدة في تاريخها العديد من المحطات التي كلّفتها الخسائر على مختلف الجبهات.
ما هي "ايغوز"؟
"إيغوز" وحدة استطلاع استخبارية تابعة للواء "جولاني" (يُعرف أيضا باللواء رقم 1 في كيان الاحتلال وهو ضمن المشاة في الجيش وأحد ألوية ما تسمى بـ"النخبة")، متخصصة في حرب العصابات. تأسست في العام 1956 بأوامر من إسحاق رابين (قائد المنطقة الشمالية آنذاك)، وقد أوكلت إليها مهمة "العمل خلف خطوط القوات السورية وقطع عمليات الدعم لهم وللقوات المصرية" بعد احتلال سيناء.
في عام 1967، أصبحت ايغوز كتيبة ضمن قيادة المنطقة الشمالية، وانتشر عملها شرق مدينة القنيطرة وغرب مرتفعات الجولان السوري، وقد كان دورها الرئيسي في "نصب كمائن" تستهدف عمليات التسلل المقاومين.
وفي العام 1975 تم حلها بعد ان قتل جندي منها وادعى الكيان الاسرائيلي أن المقتل تم من "نيران صديقة".
"ايغوز" تقع في كمينين لحزب الله
بعد 18 عاماَ وتحديداً في العام 1993 أعيد تشكيلها للدخول في المواجهة ضد حزب الله في جنوب لبنان، لكن المقاومة في لبنان استطاعت توجيه ضربة نوعية لها عام 1996 في عمق الشريط الحدودي، 3 كلم بعد طريق مركبا – العديسة، حيث فجّر المجاهدون عبوة ناسفة في دورية لـ"ايغوز" أدّت الى مقتل قائد الوحدة ومساعده وجرح أربعة جنود آخرين، وقد بثّت المقاومة الشريط المصوّر للعملية.
وفي العام 2006 دخلت الوحدة في العدوان الذي شنّه الكيان الاسرائيلي على لبنان، وتصدّت المقاومة لتوغّلها في منطقة "مارون الرأس" في الجنوب، حيث دخلت ثلاث سرايا من "ايغوز" الى البلدة وما ان وصلت للمنحدرات القريبة لأعلى مرتفع في البلدة وجّه أفراد من سلاح المشاة في حزب الله صاروخا مضادا للدروع على أفراد السرية الثالثة، فقتل على الفور "قائد" السرية واثنان من عناصرها. حاول احد الجنود الاسرائيليين الاقتراب من الجثث فأصابته المقاومة بصاروخ ثان، كما استهدفتهم المقاومة بالعديد من قذائف الهاون (من عيار 120 ملم)، ما أسفر عن مقتل 5 جنود.
"ايغوز" تتكبّد الخسائر في غزّة!
ومع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000 تم نقل عمليات الوحدة إلى الضفة الغربية، حيث عمدت إلى نصب الكمائن المسلحة والحواجز الطيارة على الشوارع الرئيسية، إلى جانب قيامها بعمليات الاختطاف وملاحقتها لقادة وأفراد المقاومة الفلسطينية، حيث كانت المسؤولة عن اغتيال أحد قادة سرايا القدس في الضفة الشهيد إياد صوالحة عام 2002. وقد شاركت الوحدة، مع وحدة المستعربين "دوفيديفان"، في مداهمة العديد من الأحياء السكنية واختطاف الفلسطينيين.
وخلال العدوان على قطاع غزّة عام 2014 تمكنّت المقاومة الفلسطينية من قتل العديد من عناصر "ايغوز" بالاضافة الى إصابة "قائدها" روعي ليفي بجراح خطيرة للغاية. وحين تسلّلت الوحدة الى شرق حي الشجاعية شمال القطاع، أقدمت المقاومة على قصف المنزل الذي كان يتواجد فيه عناصرها بقذيفة مضادة للدروع ما أدى إلى انهيار المنزل ومقتل اثنين من ضباط الكتيبة وإصابة 10 جنود بجراح وصفت بالخطيرة.
فلسطيني يسيطر على سلاحٍ لـ"ايغوز"
وفي آذار عام 2021، تمكن شبان فلسطينيون من السيطرة على سلاح جندي تابع لوحدة "ايغوز" عقب محاولته الاعتداء عليهم قرب "شفا عمرو" في الجليل الأعلى المحتل. وتعقيبًا على تلك الحادثة زعم قائد الوحدة: "في الحرب لا أقبل بوجود جندي أسير إلا إذا ما كان جثة هامدة.. هذه من المعايير الاساسية في وحدتنا، فلا جنود أسرى، ولا خطف سلاح". وأضاف إن "الجندي لا يستحق البقاء في وحدته العسكرية عقب فشله في الحفاظ على شرفه العسكري وهو سلاحه". وبعث في رسالة الى ضباط في الوحدة قال فيها: " أي جندي في ايغوز لا يعرف الانتصار على شخصين في مواجهة ويخطفان منه سلامه فلا مكان له في وحدتنا".
المصدر/ الخنادق