تلقت المحررة فاطمة الزق رسالة من داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي في ذكرى ميلاد يوسف، تؤكد على شوق الأسرى والأسيرات لرؤية يوسف الذي لُقب بـ "أصغر أسير في سجون الاحتلال" كونه ولد داخل زنازين الاحتلال.
وعبرت المحررة الزق، عن شكرها وتقديرها للرسالة التي وصلتها قائلة: "وصلتني هذه الرسالة التي أبكت قلبي وهزت فؤادي، من أبنائي الأسرى داخل سجون الاحتلال، أشكركم من قلبي يا نبض القلب والفؤاد".
وأضافت: "لم ولن تغيبوا عني مهما غيبكم السجن والسجان، فأنتم بيننا حيثما كنتم وسنلتقي بكم قريبًا بفضل الله ،سلاماً لكم بما صبرتم"
نص الرسالة التي وصلت المحررة الزق
رسالة إلى المرأة الصحابية "أم محمود الزق" في ذكرى ميلاد يوسفها.
ينبت الورد في السجن، في بساتين من صبر، ثم يحبو إلى الأرض ويكبر، ثم يغدو في سنين الأمل فتى، قد جاء يوماً من هناك، من رحم أمه التي حملته من السجن الكبير (الوطن) إلى السجن الصغير، وهناً على وهن، ثم وضعته، وأسمته يوسفاً، كأنها تيمنت بيوسف "عليه السلام" إذ كان في السجن وخرج، فتأملت خروج اليوسفي الصغير، وأرد الله لها ذلك.
تلك أمه، "أم محمود"، المرأة الصحابية، الحامية لحقوق الأسرى، الصوت القريب من المخيمات، والمؤسسة للعمل النسائي.
سليل العائلة العريقة التي ضربت جذورها في الأرض عميقاً في حي الشجاعية بغزة، مضرب المثل في التضحية والعطاء، فكانت بنت الأصل وأخت الرجل وأم البطل، نموذجاً للذين مرّت أسماؤهم على جدران السجن بحبر من دم ودمع.
امتحنها الله بالسجن، وهو امتحان لا يقدر عليه إلا من كان أهلاً له، فكان الموعد في العشرين من مايو 2007م، وامتحنها الله بوليدها الذي حاز على لقب "أصغر أسير"، فصبرت وصابرت وكابدت وواجهت وناضلت حتى حانت ساعة الفرج بعد صبر طويل، في الثاني من تشرين 2009م.
في يوم ميلاد "يوسف"، جعله الله يوسفي الاسم والرسم، فقد صار قمراً في الرابعة عشر ربيعاً، تعجز الكلمات عن وصف أمه التي حمته كلبؤة من أيد السجان، إنها السيدة المجاهدة والأخت البطلة، التي قدمت من أجل أن تحيا فلسطين وأن تبقى القدس مهوى الفؤاد وأن تستمر مسيرة شعبنا حتى الحرية لأسرانا وأسيراتنا ومسرانا وشعبنا وأرضنا من البحر إلى البحر ومن الحدود إلى كل الحدود.
شكراً على صبرك الجميل أم محمود
شكراً على صوتك المدافع عن حقنا
شكراً.. التي لن توفي حقك الكبير.