أطلق المخرج الأردني زيد غزال فيلمه السينمائي "كرامة" على مسرح مجمع النقابات المهنية الأردنية بحضور نخبة من الفنانين والسياسيين الأردنيين.
ويستوحي المخرج اسم الفيلم من معركة الكرامة، مع الاحتلال الإسرائيلي، والتي مرت ذكراها الرابعة والخمسين قبل أيام، ويعالج من خلال الفيلم، ترويج البعض للتطبيع في قصة تتحدث عن اثنين من الجنود شاركوا بمعركة الكرامة، ومع مرور الوقت انصاع أحد الجنود للواقعية السياسية، وأصبح مطبعا بينما بقي الثاني ثابتا على موقفه وكله أمل بزوال دولة الاحتلال.
وشارك الجنديان سليمان وسليم في الحرب واستشهد اثنان من زملائهما، أثناء القتال ليقوما بدفنهما في كهف قريب من المعركة وتعاهد الجنديان على زيارة قبر زملائهم الشهداء في كل عام، والمبيت داخل الكهف ليلة واحدة.
وتنتهي معركة الكرامة التي انتصر بها الجيش العربي الأردني وفصائل فلسطينية على الاحتلال، الذي تلقى أول هزيمة له على يد عربية عام 1968، لكن مع مرور الزمن شهد الجنديان محطات سياسية مختلفة من اتفاقيات كامب ديفيد ثم أوسلو ووادي عربة مرورا بحرب الخليج واحتلال العراق، وسليم أصبح ينادي بالواقعية ورأى أن التطبيع بات ضرورة في ظل ضعف الحرب أمام هذه الهزائم.
أما سليمان كان على العكس من ذلك، لم يرق له حال زميل السلاح السابق وما ينادي به من تطبيع عبر شاشات الإعلام، وحاول اللقاء بصديقه لإقناعه بضرورة التمسك بالمقاومة، إلا أنه لم يسمع منه، واضطر سليمان الى خطف سليم واقتياده مكبلا إلى الكهف الذي دفنا به زميلهما في المعركة، وهناك بدأت الأحلام تتراءى لسليم المطبع، وشاهد الشهداء يخرجون من قبورهم على وقع أغنية ترفض التطبيع.
وتناول الفيلم إسقاطات معينة حول خطورة التطبيع على المجتمعات والتغيير الذي طرأ على المناهج وحذف دروس عن المقاومة، وجاء توقيت هذا الفيلم في خضم ما يحدث في السينما العربية من محاولات "لدس التطبيع على الشاشة". كما قال القائمون عليها.
المخرج زيد غزال، أكد أن "الفن رسالة في ظل التحدي المباشر والسافر للقيم والعادات، طالبت أن يكون هناك منتج منظم لمواجهة منظومة كاملة يقودها الغرب اتجاهنا، لكن ضمن ظروفنا المالية جاء فيلم كرامة كـ لبُنة وباكورة أعمال مشابهة، لمواجهة حرب فكرية من خلال أفلام مثل فيلم أميرة وصالون هدى التي تفرض على المشاهد لقطات وأفكارا على أساس انها طبيعية للتطبيع على عادات إسرائيل، من هنا جاء الفيلم ليقول نحن موجودين بثقافتنا".
والفيلم من بطولة نخبة من الفنانين الأردنيين، احمد عياش، يوسف كيوان، وقصة وسيناريو وحوار الكاتب زياد غزال فريحات وإنتاج Bluelight Film Productions.
وقال منتج الفيلم مصطفى صقر، إن "الفيلم يقدم مقاربة جديدة والتحرك نحو السينما، بعد أن قدمت الشركة عدد من الأعمال كدروب المجد للحديث عن المقاومة والشهداء عبر قصص قصيرة".
وحسب صقر" الفيلم قام على جهود شبابية إبداعية أردنية محبة للعمل، ومنتمية للوطن وكانت التكلفة المادية كانت أبرز التحديات التي واجهناها بحسن الإدارة، حاولنا أن نحاكي في هذا الفيلم حقيقة ما يطلبه الجمهور في المستوى العام، معاكسين بذلك ما يقال إن الجمهور لا يهتم بمواضيع المقاومة والكرامة".
الممثل أحمد عياش، الذي لعب دور الجندي المقاوم (سليمان)، يقول إن "الفيلم جاء كرد على ما تشهده السينما العربية من محاولات لدس التطبيع في الأعمال الفنية، القضية الفلسطينية أمانة في أعناقنا ويجب علينا تقديم ما يحترم الجمهور".
أما الفنانة الأردنية الكبيرة، جولييت عواد التي حضرت العرض الأول للفيلم، انتقدت ما أسمته "غياب الإرادة السياسية في الأردن لدعم الدراما"، قائلة "الفنان الأردني لا يأخذ حقه لا يوجد قرار سياسي تجاه الفن، معاهدة وادي عربة تطرقت للفن والتعليم والاقتصاد، وإذا أردت أن تهدم بلدا ما فعليك بهدم الفن والتعليم والاقتصاد".