الأقصى خط احمر ..عبارة سمعناها كثيرا من الفصائل الفلسطينية بل والساسة العرب وحتي جامعة الدول العربية وهيئات عربية وإسلامية كمنظمة المؤتمر الإسلامي والازهر الشريف وغيرهم كثيرون , تكررت علي مدار الأيام الماضية كثيرا ومازالت مجرد تصريحات ساخنة كردة فعل للكثيرين ,فلسطينيين وغير فلسطينيين لما يتعرض له المسجد الأقصى من تدنيس ممنهج وانتهاكات مخططة كمحاولات صهيونية لتقسيمه مكانيا بعد ان قسموه بالقوة زمانيا واصبح المتطرفين اليهود يدخلوا المسجد الأقصى رغما عن انف كل العرب والمسلمين بأوقات محددة وبرنامج اسبوعي تعده منظماتهم المتطرفة وتحت حماية الالاف من قوات الشرطة الاحتلالية والوحدات الخاصة من اليسام واليمام وغيرها التي اقتحمت الأقصى عند صلاة الفجر واعتقلت المئات واصابت بالرصاص الحى والمطاطي المئات . ادانات واسعة، تصريحات ساخنة وعبارات لا تسمن ولا تغني من جوع، بل الصمت ابلغ منها وأكثر كرامة في ظل بقاء إسرائيل متربعة على موائد الحكام العرب ودواوينهم الرئاسية.
اقتحم جيش الاحتلال الأقصى بأسلحتهم الحاقدة وهراواتهم المجرمة وقنابلهم المحرمة دوليا، اعتدوا على المصلين المسالمين كسروا نوافذ المصلي القبلي، حطموا الأبواب، أطلقوا الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز على المصلين، ضربوا النساء بالهراوات، صرخت النساء وصاحوا اين العرب، اين المسلمين، اعتقلوا الرجال ونقلوهم بالحافلات الي مراكز التحقيق بتهمة الاعتكاف والرباط في المسجد اقصى. أيها السادة عليكم ان تعرفوا ان الصلاة في المسجد الأقصى جهاد والرباط فيه دفاع عن كرامة وشرف وقدسية اولي القبلتين، لذلك لم تسمح قوات الاحتلال للشباب اقل من الأربعين بالدخول الي الأقصى وأداء مناسك رمضان المبارك.
ما يسمي ب "هيئة مقر منظمة جماعات الهيكل" الصهيوني المزعومة ومنظمات تلموديه متطرفة اخري وجهت دعوات لكل المستوطنين المتطرفين في دولة الكيان لاقتحام واسع وكبير للمسجد الأقصى طيلة أيام ما يسمي "بعيد الفصح" لفرض السيادة على المسجد الأقصى وتقسيمة زمانيا ومكانيا. الان من خلال هذه الاقتحامات التي تحميها قوات الاحتلال بالقوة وتعمل على تفريغ المسجد من المصلين بالنار خشية تعرضهم للمستوطنين فرضت السيادة على الأقصى ومكنت المستوطنين من اقتحامه في أوقات محددة كانت قد حددتها تلك المنظمات ووافقت عليها حكومة الكيان بان يسمح للمستوطنين المتطرفين باقتحام الأقصى على فترتين صباحية ومسائية أي قبل صلاة الظهر للمسلمين وبعد صلاة الظهرة. لعل الأيام القادمة أيام صعبة على المسجد الأقصى والمرابطين والمصلين وعلي كامل شرفاء الامة الإسلامية لان المستوطنين سوف تزداد أعدادهم بعد نجاحهم اليوم بالدخول بالمئات الي المسجد الأقصى وأداء صلواتهم المزعومة في باحاته وهنا أرجح ان دائرة الاشتباكات سوف تتوسع وسوف يجهز المرابطين أنفسهم ويزيدوا اعدادهم بكل الطرق للدفاع عن المسجد الأقصى والوقوف في وجهة قوات الاحتلال التي لا يكبح جماحها الا المواجهة واشعال المنطقة وتطاير الصواريخ فوق رؤوسهم واشعال شوارع مدنهم بالرصاص والعمليات الفدائية.
علي ما يبدوا اننا علي موعد كل يوم هذا الأسبوع لسيناريو اعتداء علي الأقصى وقمع المصلين وتفريغ المصلي القبلي لان اليهود المتطرفين يريدوا ان يقتربوا من بواباته ويؤدوا صلواتهم فيه وقد لا يتوقف الامر عند هذا الحد فقد يلجأ بعض المتطرفين لإدخال قرابين الفصح الي هناك وبحماية الشرطة الإسرائيلية مع ان حكومة (نفتالي بينت) عبر الرسائل التي ارسلتها لكل من مصر والأردن انها لن تسمح بذلك , الا اننا لم نعد نصدق كل ما تلتزم به هذه الحكومة المتطرفة لان ما يعنيها كسب ود جمهور المتطرفين اليهود لتقوية وجودها واستمرار (نفتالي بينت )علي راسها وحديثها عن التهدئة ونزع فتيل المواجهة مع الفلسطينيين هو حديث مضلل وتكتيك فقط لتحقق هدوء ما يمكنها من تمكين هؤلاء المستوطنين من ممارسة كل موبقاتهم بالأقصى دون ردة فعل فلسطيني تربك المشهد وتشعل المنطقة وتفجر الشارع الفلسطيني والعربي.
علي ما يبدوا ان الاتصالات التي اجرتها كل من مصر والأردن وقطر بإسرائيل الفترة الماضية باءت بالفشل ولم تلزم اسرائيل باي من تلك التعهدات التي تحدث عنها الاعلام ولم تتراجع إسرائيل عن استفزاز المسلمين بالأقصى، ولم تكبح جماح المستوطنين المتطرفين وتمنع اقتحامهم للمسجد، وما يعني حكومة (نفتالي بينت) ان يحقق الفلسطينيين الهدوء لا يلجئوا للرد على أي سلوك احتلالي للمسجد الأقصى باي شكل كان، ولا تريد من غزة ان تدخل على الخط وتدافع عن المسجد الأقصى بالنار والصواريخ كالعام الماضي. ان اقتحام المسجد الاقصى من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين جريمة كبيرة بحق الديانة الإسلامية والمقدسات وحرمة شهر رمضان المبارك، ولعل منع وصول المصلين المسلمين من كافة انحاء فلسطين للمسجد لأداء صلواتهم بحرية أيضا جريمة دولية لم تعد حكومة دولة الاحتلال تخشي ارتكابها, وهي خطة تنفذها حكومة الاحتلال لتقليل عدد المصلين المسلمين بالأقصى حتي تهيئ الأجواء الامنة للمستوطنين بالاقتحام الامن وهذا مخطط بات مفضوحا ولا ينطلي علي احد , وكان لابد للوسطاء ان يستخدموا لغة اكثر حدة و يوجهوا تهديدات حقيقة لدولة الاحتلال لتلزم بما تعهدت به للوسطاء , لذلك كله فان دعوات القيادات الدينية بالمسجد الأقصى اليوم ركزت علي شد الرحال للمسجد الأقصى للدفاع عنه بما ما ملكت ايدي المسلمين ,فلعل التواجد هناك بحد ذاته هو دفاع عن قدسية هذا المسجد وهو افشال لمخطط إسرائيل بتمكين المستوطنين من تقسيم الأقصى مكانيا كمرحلة متقدمة تمكنهم من إقامة هيكلهم المزعوم امام المصلي القبلي وشد الرحال هذا اقوي من كل الوساطات التي جرت الأيام الماضة واقوي من كل التحذيرات التي ما زالت تبرح مكانها.