رحلت الإعلامية الكبيرة شيرين أبو عاقلة، وبقي الحزن على حالهِ، رصاصات الاحتلال الغادرة قبل أن تصيبَ رأس شيرين، أصابت قلوبنا نحن، قلب كل حرٍ وثائر، لم يخطف العدو منا شيرين فحسب، بل اغتال فينا ألوان الفرحة والبهجة؛ لتحل مكانها ألوان الحزن الموشحة بالأبيض والأسود، وهذا حال شمس نيوز؛ لكن عهدنا ووعدنا أن التغطية متواصلة على خطى شيرين ابنة عاقلة ابنة فلسطين البارة.
تستنكر وكالة شمس نيوز الإخبارية جريمةَ قتلِ الزميلة الصحفية شيرين أبو عاقلة مراسلةِ قناةِ الجزيرة، وهي جريمةٌ تُعَدُ واحدةً من أفظعِ الجرائم التي تَخْرقُ القوانينَ والأعرافَ الدوليةِ، ويُرادُ من خلالها ومن ورائِها منعُ الإعلامِ من أداءِ رسالته.
إنَّ استهدافَ الزميلةِ أبو عاقلة ليس غريباً على السلوكِ العدواني الإسرائيلي الذي يستهدفُ كلَّ مكوناتِ وشرائحِ الشعبِ الفلسطيني دونَ استثناء، وفي مقدمتِهِم الصحفيون، فقد سبقها (ثلاثة وثمانون شهيداً صحفياً) على طريق الحقيقة.
الأسرةُ الصحفيةُ قدمتْ عشراتِ الشهداءِ والجرحى والأسرى في مسيرةِ عطائهم لأجلِ أمانةِ الكلمةِ والانحيازِ إلى الحقيقةِ وانتمائِهم إلى الأرضِ والإنسان، اليومَ اغتيالُ شيرين أبو عاقلة، وليس ببعيدٍ عنَّا اغتيالُ الشهيدِ الصحفي يوسف أبو حسين بقصفٍ صاروخيٍ مباشرٍ على منزلهِ بمدينةِ غزة، ومن قبلهِ مضت قافلةٌ طويلةٌ من الشهداءِ ابتداءً من غسان كنفاني ومروراً بخليلِ الزبن، وحسن شقورة، ومحمودِ الكومي، وفضل شناعة، وليس انتهاءً بالشهيدِ الصحفي محمد ضاهر، وياسر مرتجى واحمد أبو حسين رحمهم اللهُ جميعاً.
أمامَ هذه الجريمةِ الإسرائيليةِ الجديدة، نؤكد أنَّ اغتيالَ الزميلةِ الصحفيةِ شيرين أبو عاقلة لن يُغيَّبَ صوتَ الحقيقةِ، ولن يحجبَ صورةَ فلسطين عن العالم، ولن يَقْوَى الاحتلالُ بقناصته، ونارهِ على حصارِ واغتيالِ رسالةِ الصحفيين الفلسطينيين.
وتشددُ وكالة شمس نيوز الإخبارية على أن هذه الجريمةِ الجديدةِ والتي طالت الزميلةَ أبو عاقلة، تُجسِّدُ الواقعَ الذي يعيشه الصحفيون الفلسطينيون الذين يتعرضون بشكل ممنهجٍ ومتعمدٍ من قِبَلِ قواتِ الاحتلالِ الإسرائيلي التي لا تتوانى في ارتكابِ جرائمها بحق عيونِ وفرسانِ الحقيقة في فلسطين.
استشهادُ الزميلةِ الصحفيةِ أبو عاقلة يؤكدُ على ضرورةِ توفيرِ الحمايةِ الدوليةِ للصحفيين الفلسطينيين الذين يتعامل معهم الاحتلالُ كأعداءٍ يجبُ قتلُهُم، وقد كان هذا واضحاً في تصريحاتِ بعضِ أعضاءِ كنيست الاحتلال في تعقيبهِم على ما حدثَ صباحَ اليوم.
نستغربُ من صمتِ المؤسسات الدولية المعنية بحقوقِ الصحفيين وحرية الرأي والتعبير التي ترى وتسمعُ كل ما يفعلُهُ الاحتلالُ وقيادتُهُ من جرائمٍ بحقِ الصحفيين، وندعوها للقيامِ بدورِهَا في ملاحقةِ الاحتلال ومحاسبَتِه على ممارساتِه الإجرامية المستمرةِ والمتلاحقة.
نثمِّنُ دورَ كلَّ الاعلاميين فرسانَ الكلمةِ والصورةِ الذين لم يتخلوا يوماً عن أداءِ دورهم المهني وواجبهِم الوطني والرسالي في فضحِ جرائم الإحتلال وكشفِ زيْفِ روايته وإظهارِ حقيقةِ بطشهِ وتغولهِ بحق شعبِنا وأرضِنا.