خالد صادق
منذ اللحظة الاولي لارتكاب جريمة قتل الناشط السياسي المغدور نزار بنات على يد عناصر مجرمة تابعة لأجهزة امن السلطة الفلسطينية, حذرنا من ان السلطة تحاول الالتفاف على قضيته من خلال الرهان على الوقت للنسيان, وتشكيل لجان تحقيق وهمية, ينتج عنها تضليل وتشكيك وتقديم كبش فداء, وحماية اخرين متنفذين ضالعين بشكل مباشر في جريمة قتل نزار بنات, ولعل العفو الأمريكي عن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان المتورط في قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي حسب تقارير وتحقيقات أمريكية, شجع السلطة على انتهاج سياسة العفو عن قتلة نزار بنات, فالقاسم المشترك بين قتلة جمال خاشقجي وقتلة نزار بنات هي "إسرائيل" التي تحمي عملاءها وحلفاءها والمنتمين اليها, وتدافع عنهم وترفض ان يحاسبهم احد على الجرائم التي يقترفوها مهما كانت بشاعتها, ومهما تركت من اثر سيئ في نفوس الناس, فالإعلان عن طريق مصادر قضائية فلسطينية، إن السلطة أطلقت سراح المتهمين بقتل الناشط السياسي نزار بنات بكفالة مالية، يدل دلالة كبيرة على محاولة احتواء جريمة القتل, والتمادي في انتهاج نفس هذا السلوك مع كل من يعارض سياسة السلطة, والا فلماذا تلاحق عناصر أجهزة امن السلطة المجرمين الشيخ المجاهد خضر عدنان احد ابرز قادة حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية المحتلة, وتحاول تصفيته, الشيخ خضر عدنان نصير الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال, ومفجر معركة الأمعاء الخاوية في وجه الاحتلال قال أن أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، تقف خلف حملة التحريض التي يتعرض لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي, ونحن نسأل ماذا بعد التحريض أيها الاشرار.
ان استمرار السلطة في سياسة القتل والاستهداف لشرفاء شعبنا وقادته، يعني انها تطبق اجندة إسرائيلية في إطار التعاون الأمني بين السلطة و"إسرائيل" والشيخ خضر عدنان قال بوضوح "يبدو أن السلطة والاحتلال يريدان قتلي في خلاف فلسطيني - فلسطيني، أو خلاف مالي أو اجتماعي، وليس بشكل مباشر، وانتقد عدنان ما يتعرض له من شتم وتحريض بالاعتداء البدني عليه"، محمّلًا الاحتلال "مسؤولية تعرضه للأذى أو القتل", وقد حذرت حركة الجهاد الإسلامي في بيان لها من "المساس بالشيخ خضر عدنان جراء حملة التحريض والتخوين التي يتعرض لها". وأدانت "حملة الإساءة والتهديدات التي يتعرض لها عدنان، من قبل جهات مشبوهة خارجة عن الصف الوطني". وأكدت الحركة أنها "لن تتهاون مع أي محاولة للاعتداء على الشيخ خضر عدنان، أو غيره من قيادات وكوادر الحركة في الضفة الغربية", فهل تريد السلطة ان تبقى تحت عباءة "إسرائيل" تنفذ سياسات مطلوبة منها عبر التنسيق الأمني الذي وصفة رئيس السلطة محمود عباس انه "مقدس", وكيف يمكن للسلطة ان تبرر جرائم القتل التي تملى عليها من الإسرائيليين امام الشعب الفلسطيني, ان اطلاق سراح قتلة الشهيد المغدور نزار بنات المجرمين يعني ان السلطة تعطي لنفسها فسحة لارتكاب المزيد من الجرائم بحق كل من يعارض سياساتها, ويبدو ان نزار بنات لن يكون الضحية الأولى والأخيرة على يد أجهزة امن السلطة, انما هناك نوايا لاستهداف معارضين اخرين, وما حدث مع الشيخ خضر عدنان, وما حدث في جامعة النجاح, وما حدث من اعتداء على ناصر الدين الشاعر, كل هذا نذير شؤم يدل على نوايا مبيته للسلطة نحذر من تداعياتها.
عائلة الشهيد المغدور نزار بنات استهجنت، إطلاق سراح المتهمين بقتله، وقالت أرملته إن إخراجهم "ظلم واضح، وتأكيد على أن اغتيال بنات كان بقرار سياسي وليس بطريق الخطأ". وأضافت: "نحن قلنا أكثر من مرة لا يمكن للقاتل أن يكون القاضي". وتابعت ان السلطة أخرجت القتلة بحجة "كورونا": " فإذا كانت السلطة الفلسطينية تخشى من انتشار الكورونا فلماذا لا تطلق سراح كافة المعتقلين لديها على قضايا أخرى". وكانت السلطة الفلسطينية قمعت، احتجاجات حاشدة لنشطاء الضفة الغربية، خرجوا في تظاهرات عقب اغتيال بنات، واعتقلت العشرات منهم, وبهذا الافراج عن قتلة بنات فان السلطة وأجهزتها الأمنية تكون قد اعادت اغتيال نزال بنات مرة أخرى, وكافأت قاتليه بالإفراج عنهم, فعملية اطلاق سراح قتلة نزار بنات توحي بان السلطة تخشى من تورط شخصيات متنفذة داخلها في ملف القضية, فعندما يشعر هؤلاء القتلة بانهم سيكونون ضحية وكبش فداء فسيكشفون عن القتلة الحقيقيين, والذين يتوارون خلف الستار, لذلك هناك محاولة للتسويف والمماطلة تبدو واضحة وجلية, والسلطة وحدها تتحمل تبعات هذه السياسة الفجة في التعامل مع جريمة اغتيال الناشط السياسي المغدور نزار بنات, كونوا على يقين ان شعبنا لا ينسى ولن يسامح القتلة والمجرمين, وان تكرار جرائم القتل ضد كل من يعارض سياسة السلطة سينعكس على شعبية السلطة ووضعها, ونتائج الانتخابات المحلية والنقابية والطلابية جاءت كدليل على رفض الشعب الفلسطيني لسياسة السلطة واسلوبها في التعامل مع الشعب الفلسطيني وفصائله, فهل منكم رجل رشيد يعيدكم الى صوابكم ويخلصكم من شرور أنفسكم وسيئات اعمالكم.