غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

سرايا القدس والاستنفار المبارك

سرايا القدس (1).jpg
كتب/ محمد الفارس

منذ الأمس ولا تزال سرايا القدس ترمي مستوطنات العدو بصواريخها المباركة، واليوم قامت بإدخال المسيّرات الهجومية لميدان المعركة، واللافت والمتابع لأداء سرايا القدس يجد بأنها تسير وفق خطة ذات أمد طويل وليست خطة لأيام، خطة قائمة على التدحرج في الرد، خطة قائمة على استنزاف العدو، خطة قائمة على تدفيع العدو ثمن جرائمه.

استنفار سرايا القدس لم يكن فقط في غزة بل كان على امتداد الأراضي الفلسطينية كما أعلنت، لذلك وبتقديري عندما يحدث أي رد من الضفة فإن موازين المعركة ستختلف، فالعدو باعتدائه على الجهاد الإسلامي هو يظن بأنه ضرب جذور المشكلة التي يعاني منها في الضفة، لكنه لا يدري بأنه وباعتداءه على غزة فإنه يزيد من قوة الرابط بينها وبين الضفة.

كما لا يمكن قراءة الأحداث الحالية بعيدا عما يجري في الإقليم والعالم، الجو العام على مستوى الإقليم هو متوتر، وحكومة العدو هي حكومة تصريف أعمال، وجبهته الداخلية تعاني من مشاكل، وهناك توتر مع حزب الله، وتوتر في علاقاته مع روسيا على مستوى العالم، كل ذلك يُعد فرصة مواتية للضغط أكثر واستنزاف العدو أكثر من أجل تحقيق نتائج في هذه المعركة.

الضفة تحولت لساحة حرب حقيقية وسلوك العدو في الفترة الأخيرة بات يحمل رسالة واضحة وهي كسر شوكة المقاومة في الضفة بالاعتداء على رموزها وهذه الرسالة لها علاقة بالوعي وهي كانت رسالة واشارة خطيرة، لذلك كان استنفار سرايا القدس منذ اللحظات الأولى صحيحا كرد فعل على ما يجري بالضفة على اعتبار أن الوطن ساحة اشتباك واحدة، وايضا تحسباً من غدر العدو، وهذا ما حدث بالفعل، لذلك الاستنفار جاء على كامل تراب الوطن من أجل تجميع الإمكانيات مما يزيد من فعالية الضغط على العدو، وبما أن الاستنفار كان دليلا على تشابك الساحات، فمن البديهي أن تكون المعركة الحالية ترجمة ميدانية لتشابك الساحات.

القائد زياد النخالة قال: المقاومة في غزة والضفة لها حضور قوي وهذا يشكل ضغط على العدو، إن كلام النخالة صحيح وكلام كبير، والضغط يبدأ منخفضا وينتهي بالحد الأقصى، لذلك سرايا القدس لم تصل إلى سياسة الحد الاقصى من الضغط بعد وهي تتدرج في مستويات الضغط ولديها أوراق عديدة ميدانية لتستخدمها، ناهيك عن استنفار كتائبها في الضفة والتي ربما في أي وقت تقوم بإيذاء وإيلام العدو بعملياتها.

المعركة لا تخاض فقط بالسلاح ولكن الآن حرب العقول هي الأهم، فمكيدة العدو بضرب الجهاد الإسلامي بالضربة القاضية فشلت فشلا ذريعا بفضل من الله ثم بفضل الاستنفار المبارك، الآن المعركة تُدار بالشوكة والسكينة، أي بدقة متناهية، والعدو كلما مر عليه الوقت سيرتكب الأخطاء أكثر، والجهاد الإسلامي ستسجل نقاط جديدة في مرماه.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".