غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

حريق الأقصى لا زال مشتعلا

إحراق المسجد الأقصى المبارك (2).jfif
بقلم/خالد صادق

اذكر انني في عام 1990 كنت اخضع للتحقيق في سجن السرايا المركزي, فسألني المحقق الصهيوني المجرم, اين يقع المسجد الأقصى فقلت له بلا تردد في القدس, فقال لي مسرعا وما ادراك انه في القدس هل لديك دليل, فقلت "سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله" فقال لي هل ذكرت الآية ان الأقصى في فلسطين, قلت له نعم فالمعروف يقينا ان الأقصى في القدس وهناك احاديث نبوية تؤكد ذلك, فقال لي اذهب وابحثوا عن اقصاكم, وقد قابلت كلامه باستهزاء وعلمت ان التشكيك هدف له ولحكومته النازية للسيطرة على الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم على انقاضه, ولم يخطر على بالي يوما ان اسمع مسلما او شيخا من شيوخ الخليج او احد شيوخ الازهر الشريف ينكر وجود المسجد الأقصى في القدس, ولكني سمعت وايقنت اننا امام مخطط خطير هدفه تشكيك الامة في ثوابتها وفي مسلماتها, فهناك حملة ممنهجة مثلا للتشكيك في صحيح البخاري ومسلم, وهناك حملة للتشكيك في احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم, حتى القرآن الكريم كتاب الله عز وجل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه, أرادوا ان يشككوا فيه ويتحدثوا زورا وبهتانا عن تناقض في آياته, كما حاول هؤلاء النيل من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم, هل سمعتم اسلام البحيري, وإبراهيم عيسى, ووسيم يوسف وغيرهم ممن يحاول التشكيك في صحيح البخاري, حتى ان موقع اليوم السابع المصري زعم ان هناك نحو 31 عالما يشككون في صحيح البخاري, وبالتالي ليس هناك غرابة في ان نجد من يشكك في ان المسجد الأقصى ليس هو الذي في القدس, وانه يقع شمال السعودية بمدينة "الجعرانة".

ويبدو واضحا وجليا ان هذا التشكيك يأتي لفض الناس عن الأقصى وما يحدث فيه من اليهود المجرمين, فهؤلاء المشككين يريدون تمرير مخطط تهويد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم على انقاضه, وهذا الامر اخطر على المسجد الأقصى من الحريق الذي نشب به في يوم 21 أغسطس/آب 1969، عندما اقتحم متطرف استرالي من أصول يهودية  يدعى دينيس مايكل روهان المسجد الأقصى من باب الغوانمة، وأشعل النار في المصلى القبلي للمسجد, فالحريق ما زال مشتعلا في الأقصى بتخلي المسلمين عنه, وبتنكرهم لواجبهم تجاهه, حتى بات امر التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى قريبا من الاحتلال, وهناك من العرب والمسلمين من يحاول مساعدة اليهود على تمرير مخططهم في المسجد الأقصى, وتهويد مدينة القدس بشكل كامل, وطرد الفلسطينيين منها, والاحتلال يمضى بمخططه التهويدي للأقصى وفق قواعد أراد ان يرسخها لدى امتنا, وهى أولا التشكيك في وجود المسجد الأقصى بالقدس, ثانيا تسخير من يسمون انفسهم بالعلماء والشيوخ لخدمة اهداف الاحتلال بمحاولة اقناع المسلمين بان المسجد في القدس ليس هو المسجد الأقصى, ثالثا تهميش دور الاوصياء على المسجد الأقصى فالوصاية الهاشمية عليه مقتصرة فقط على دفع رواتب الموظفين ورفده بالخدمات كالسجاد والموكيت ودهان الجدران وغيرها, اما وصاية عاهل المغرب الغارق في التطبيع مع الاحتلال الصهيوني وهو رئيس منظمة التعاون الإسلامي رئيس لجنة القدس, فتقتصر على تمرير مخططات التقسيم والتهويد من خلال بيانات خجولة وهزيلة لا ترقى الى الحد الأدنى من خطورة ما يتعرض له الاقصى بفعل إجراءات التهويد والتقسيم المتسارعة.

ان تجاهل ما يحدث في المسجد الأقصى هو جزء من المؤامرة الكبرى للتهويد والتقسيم وإقامة الهيكل المزعوم، اليوم يحيي الشعب الفلسطيني الذكرى الثالثة والخمسين لحريق المسجد الأقصى، فهل تابعتم الفضائيات العربية والإسلامية، وهل لمستم حضورا لهذا الحدث الجلل على شاشات الفضائيات، وهل خصصت برامج ومساحات في نشرات الاخبار لمتابعة ما يتعرض له الأقصى من تهويد وتقسيم، لا حديث عن الأقصى، ولا حديث عن مخططات الاحتلال فيه, لكن هذا لا يعني أبداً أن الشعب الفلسطيني ينسى حقه بمرور السنين، ومحاولات التهويد وصبغ المدينة المقدسة بالصبغة الصهيونية، لن تغير من الواقع شيئاً، فالقدس ستظل عربية إسلامية، بمآذنها وقبابها وكنائسها وشوارعها وحاراتها، وبكل شبر فيها, وستبقى القدس هي جوهر الصراع مع العدو الصهيوني، وأن استردادها وتحريرها واجب على كل عربي ومسلم، وأن المقاومة بكل أشكالها هي السبيل الوحيد لتحقيق ذلك , يجب تعزيز صمود أهلنا المرابطين في ربوع القدس المحتلة وفي ساحات المسجد الأقصى، للتصدي لمخططات الاحتلال وافشالها, كما يجب على جماهير شعبنا الفلسطيني في كل مكان مواصلة الدفاع عن المسجد الأقصى، وبذل كل غالٍ ونفيس في سبيل إبقائه منارة للمسلمين، لا وكراً للمستوطنين المحتلين, وهذا الواجب يقع على الامة العربية والإسلامية التي يجب ان تحمى اقدس مقدساتها من اليهود المجرمين, فالقدس هي جوهر الصراع مع العدو الصهيوني، وأن استردادها وتحريرها واجب على كل عربي ومسلم، وأن المقاومة بكل أشكالها هي السبيل الوحيد لتحقيق ذلك, فحريق الأقصى لا زال مشتعلا, ويحتاج ان تتكاتف الامة لإخماد هذا الحريق.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".