حرقَ مستوطنون صباح اليوم الإثنين، نسخاً من القرآن الكريم، وألقوها في حاوية القمامة، بجانب مسجد قيطون في المنطقة المغلقة بالبلدة القديمة في الخليل.
جريمةُ حرقِ المصحفِ الشريف جاءت بعد سلسلة من الاعتداءات التي نفذها المستوطنون بحق المصليات والمساجد، في المنطقة المغلقة بالبلدة القديمة بالخليل، وهو ما يعدُ انتهاكا وحشياً، وجريمة اعتداءٍ كبرى على كتاب الله.
مسؤول اللجنة الدعوية في حركة الجهاد الإسلامي أ. وليد حلس (أبو يحيى) وصف تلك الحادثة بـ"الجريمة المستفزة" للمسلمين جميعاً؛ ما يتطلب وقفة جادة لمواجهة الاعتداء الآثم، والجريمةِ النكراء.
وقال حلس في حوار مع "شمس نيوز": "هذا المشهد تقشعر له أبدان المؤمنين والموحدين، حينما يتعرض هذا الكتاب للامتهان من قبل هؤلاء الصهاينة الملاعين، الذين لا يألون جهدًا بالاعتداء المتكرر على مشاعر المسلمين، واستفزازهم من خلال أعمالهم المستفزة والمتطرفة تجاه كل ما هو مقدس، وخير مثال ودليلٍ على تلك الجرائم ما يحصل بالحرم الإبراهيمي والمسجد الأقصى، في انتهاك وامتهانٍ واضحٍ لكل ما يتصل بعقيدة المسلمين".
ولم يستغرب الداعية حلس من تلك الأفاعيل الشيطانية الخبيثة، فقال: "دولتهم المزعومة أقيمت على أنقاض البيوت الآمنة، وانتهاك حرمة المساجد، فارتكبوا داخلها المجازر، وحولوا باحاتها لمكبات نفايات، ولحانات ليلية، تقام فيها حفلات اللهو، في استهتارٍ واضحٍ لمشاعر المسلمين".
وأضاف الداعية حلس: "المتطرفون الصهاينة لا علاقة لهم بأي دينٍ أو ديانةٍ أو قيم، إنما هم شذاذ آفاق"، مع إشارته إلى أنَّ ما شجع الصهاينة على الأفاعيل، والجرائم، والانتهاكات هو التطبيع العربي مضيفًا "هم يفعلون هذه الأفعال لإدراكهم أنه لا رادع ولا زاجر لهم".
وأكمل "كان يفترض على دول التطبيع أنْ تنصر الدين، والإسلام، والمسلمين، وأن تقطع علاقاتها بعدو الأمة المركزي، فتطردهم من بلادها، وتسحب سفراءها، بدلاً من أن تهرول إلى الإسرائيليين".
وأردف حلس حديثه بالتأكيد على أن التصدي لهذه الأفعال الإجرامية يقع على عاتق كل فلسطيني، وعربي، وكل مسلم، من الأمة التي بلغ تعدادها مليار ونصف مليار مسلم حول العالم.
وأوضح أن الفلسطينيين لا يملون ولا يكلون في الذوذ عن دينهم، وقضيتهم، ومقدساتهم، واصفاً إياهم بـ"حراس الدين"، الذين يقومون بدورهم، وواجبهم تجاه الأفاعيل الإسرائيلية القذرة، مستدركاً :"علينا التوحد أكثر، وإعادة الهيبة، والاعتبار لذاتنا، وتعزيز دور المقاومة، وتفعيل كل أشكالها، وعدم السماح لهؤلاء بالعبث بمقدساتنا".
وذكر أن المقاومة الفلسطينية كان لها إنجازات كبرى خلال الفترة الأخيرة، مستشهدًا بما يجري في قبر يوسف، مستدركاً: "أصبح الاحتلال الإسرائيلي لبلادنا ذا كُلفة، فأصبح أي اعتداء على أي مقدس يكلف الاحتلال الشيء الكثير، إلى جانب الرعب الذي دبَّ في قلوبهم بفعل نهج المقاومة".
وأضاف: "على أهل الخليل وأهلنا في الضفة أن يكرروا هذا المشهد لقطع يد المستوطنين بالاعتداء على الحرم الابراهيمي، وكذلك الاعتداء على كل ما هو مقدس سواء في الخليل أو غيرها من المدن".
وبشأن الدول العربية، فشدد حلس على أنها تتحمل الحمل الكبير، في التصدي لهذا التغول، من خلال عدة أعمال، مبينًا أن أهم هذه الأعمال لوقف الجرائم وهذا الاستهتار تكمن في قطع العلاقات، والرد الرسمي، كما كان الرد على الرسوم المسيئة للنبي (صلى الله عليه وسلم) في الصحف الفرنسية، وأجبرت - وَقْتئذٍ- على إيقافها.
وتابع "الدول المطبعة عليها قطع علاقاتها بالكامل، وأن يكون هذا التصرف دافعًا لها لقطع العلاقات دون أي تردد أو تفكير؛ كونه يضرب ويستفز مشاعر المسلمين حول العالم".
وختم حديثه "السماح بتمرير هذا الحرق للمصحف مرور الكرام، ستزيد الجرائم والاستفزازات دون رادع، وسيتحول المسلمين ويصبح حالهم كما هو الحال لدى الجماد".