رأى الخبير في الشأن العسكري والأمني عبد الله العقاد، أن اللجوء لاغتيال الشهيد تامر كيلاني عن طريق دراجة نارية مفخخة؛ لخلق حالة من الجدل، وعدم تحديد الفاعل بالشكل الصحيح، حيث يعمل الاحتلال بكل ما يستطيع لتفتيت هذه القوة.
وحول استخدام الاحتلال تكتيكا جديدا في اغتيال المقاومين، أوضح الخبير في الشأن العسكري والأمني أن هذا الأسلوب يستخدم لعدم تشخيص الفاعل الحقيقي؛ لأن كل شهيد يسقط يزيد من وتيرة وفاعلية هذه الظاهرة الثورية (عرين الأسود).
وقال العقاد لـ"شمس نيوز": إن "الاغتيال سيثير العديد من الشكوك والجدل والحديث حول تصفية حسابات، عبر وسائل أخرى، وأدوات جديدة، بأيدٍ تعمل لصالح الاحتلال، أو لصالح التنسيق الأمني، وهناك جدل سيأخذنا لهذه الموجة وهذا الفعل الذي أراده الاحتلال من خلال هذه العملية".
وحذر المواطنين من أفعال وغدر الاحتلال، وواجب الحاضنة الشعبية أن تكون خير حاضنة بحيث تقف خلف كل ما يمكن تأمين هذه القوة.
وبيّن العقاد أن مجموعة "عرين الأسود" شكلت قلقا شديدا للاحتلال وكل مؤسساته الأمنية التي كانت مرتبكة في التعامل مع هذه الحالة الثورية المعقدة، والتي استجمعت كل إخفاقات الماضى.
ولفت إلى أن الواقع غير متكافئ بين قوة احتلال مدعومة من كل قوى الاستكبار الدولية، وبين مقاومة تستمد قوتها من إيمانها وعدالة قضيتها.
وذكر أن استخدام الاحتلال للقوة والعنف في نابلس، قد يفتح بابين على الاحتلال، إما أن يزيد من حدة وفاعلية هذه الفكرة الثورية، وإما أن تكسر عصب التنسيق الأمني؛ لأن السلطة الفلسطينية لا تحتمل عملية أمنية للاحتلال".
وتابع: "الظاهرة الثورية في نابلس وجنين قابلة للانتشار والتمدد مهما فعل الاحتلال من هذه الأفاعيل؛ لأن الحاضنة الشعبية كبيرة وعميقة جدا، وهذا ما يجعلها قادرة على الاستمرار والفاعلية، إذ تجاوزت هذه الظاهرة قيود الاحتلال من خلال التكتيكات الجديدة التي استخدمها المقاومين".
واغتالت قوات الاحتلال، فجر اليوم الأحد، تامر كيلاني، أحد قادة مجموعات "عرين الأسود" باستخدام عبوة ناسفة داخل البلدة القديمة في نابلس بالضفة الغربية.
وأعلنت مجموعة "عرين الأسود" أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اغتالت أحد كوادرها في البلدة القديمة من نابلس، بانفجار دراجة نارية.
وقالت في بيان إن انفجارا وقع في الساعة الواحدة والثلث فجرا، داخل البلدة القديمة، أسفر عن إصابة الكيلاني بجراح حرجة أدت لاستشهاده، وتوعدت الاحتلال برد قاس ومؤلم.
ونعت "عرين الأسود" الشهيد الكيلاني واصفة إياه بأنه من أشرس مقاتلي المجموعة، موضحة أنه استشهد بانفجار عبوة "تي أن تي" لاصقة، بنفس طريقة اغتيال الشهيدين الناني جوابرة وباسم أبو سرية، (استشهدا بانفجارين منفصلين خلال الانتفاضة الثانية).
ونشرت تسجيلين مصورين من توثيق وحدة الرصد التابعة لها، يظهر في أحدهما قيام أحد الأشخاص في وقت سابق بترك دراجة نارية، وفي التسجيل الثاني يظهر لحظة وقوع الانفجار أثناء مرور الكيلاني بجانب الدراجة.