لم يكن شخصًا عاديًا، وإنما يعتبر مجددا لدين هذه الأمة، ومصححًا لبوصلتها في وقت تاهت بفكر تقليدي كان سائدًا في ذلك الزمان، بهذه الكلمات، استذكر رئيس الدائرة السياسية لحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة، د. سمير زقوت المؤسس الدكتور فتحي الشقاقي.
وقال د. زقوت في حديث لـ"شمس نيوز" بالذكرى الـ27 لرحيل الشقاقي، إن: "الشهيد الشقاقي يعتبر مدرسة فكرية استطاعت التغلب على الفكر التقليدي الذي كان سائدًا في ذلك الزمان، لقد استطاع الشقاقي ومدرسته نقل هذه الفكرة من النظرية إلى الواقع، في تكوين سياسي وعسكري، وهو الجهاد الإسلامي في فلسطين".
وأوضح أن هذه المدرسة بدأت كحوار فكري في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات، ثم انتقلت لجسم يتحرك على الأرض عام 1982 عند عودة الدكتور فتحي من جمهورية مصر العربية.
مدرسة الشهيد الشقاقي تعد المدرسة المجددة خلال القرن العشرين، كما أكد د. زقوت، مبينًا ذلك بالقول: "أكاد أجزم أن الدكتور الشقاقي مجدد دين هذه الأمة، وهو الذي بشر به الرسول -صلى الله عليه وسلم- عندما قال (يظهر على رأس كل مئة عام من يجدد دين هذه الأمة)".
وذكر أن الشهيد الشقاقي جدد هذا الدين بجعل القدس وفلسطين قبلة المسلمين الأولى، والقضية المركزية للعرب والمسلمين.
وأوضح د. زقوت أن هذا تجديد غير مسبوق، حيث أنه لم يسبق الشقاقي أحد في ذلك، متابعًا "الشهيد الشقاقي جمع كل الأفكار التي طرحها المسلمون، ولخصها في فكرة أساسية إبداعية، وهي أن فلسطين القضية المركزة للعرب والمسلمين؛ لأنها قبلة المسلمين الأولى".
وبشأن رؤية الشهيد الشقاقي للصراع مع العدو الإسرائيلي، لفت د. زقوت إلى أنه صاحب مدرسة الصحابي الجليل عمرو بن الحمام، وما قام به خلال معركة بدر.
وتابع "هو لم ينتظر أن تقوم دولة إسلامية لتحرير فلسطين، وإنما بدأ بمشاغلة العدو بالسكين، واليوم امتدت هذه المشاغلة لتصل إلى الكلاشنكوف والـm16 والصواريخ التي تضرب عمق الكيان والمستوطنين الذين يتغولون على المسجد الأقصى وعلى الفلسطينيين".
وأكمل د. زقوت حديثه "هذه المدرسة قائمة على العبارة الشهيرة للشهيد الشقاقي (سنُبقي جذوة الصراع مشتعلة إلى أن يأذن الله بمسلمين يأتون لتحرير الأقصى، وفلسطين من بحرها إلى نهرها)".