قلم: محمود الرقب
كثيراً من الشباب الفلسطيني في قطاع غزة مجرد ان تسأله ما حلمك؟ فيجيبك دون تردد الهجرة الى اوروبا.!!! بـعـيـداً عن حلم الدراسات العليا والزواج او بناء منزل وغيرها من الاحلام، حيث يعتقدون ان اوروبا الأمل والمستقبل ومفتاح البقاء على قيد الحياة، وأنهم في قطاع غزة مجرد رهائن في أكبر سجن في العالم.
يهاجرون ويتركون خلفهم زوجاتهم واسرهم واصدقائهم، وحتى مشاريعهم التي كانوا يحلمون بها بسبب القلق والتوتر والخوف والاحباط من المستقبل بفعل الانقسام البغيض المستمر بين القيادة الفلسطينية، وتهميش دور الشباب في المشاركة في الحياة السياسية كسبب رئيسي، وبسبب الحصار وزيادة الفقر والبطالة واغلاق المعابر، كسبب ثاني، وبفعل الحروب الاسرائيلية المتكررة على قطاع غزة كسبب اخير, لانهم لو شيدوا منزلاً سيدمره الاحتلال في الحرب المقبلة, ولو انشئوا مشروعاً لفشل بسبب الانقسام والحصار والفقر والبطالة واغلاق المعابر, وجميع هذه العوامل دمرت الحياة الاقتصادية والاجتماعية والنفسية لدى الشباب الفلسطيني في قطاع غزة وخاصة المثقفين وحملة الشهادات العليا.
وايضاً هي اسباب مناسبة لـهجرة حتى كبار رجال الاعمال في قطاع غزة, لانهم يبحثون عن حياة افضل و اكثر امناً ورفاهية واستقراراً, رغم معرفتهم المسبقة بالمخاطر التي سيتعرضون لها اثناء رحلة الهجرة, كالغرق والفقدان او الموت قبل الوصول الى المبتغى.
لذلك على القيادة الفلسطينية العمل الجاد والعاجل على تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة وانهاء الانقسام, وانهاء الحصار, واشراك الشباب في الحياة السياسية, وتوفير فرص العمل وتوفير المشاريع والبرامج التي تخدم فئة الشباب لتمكنيهم من بناء مستقبل وحياة افضل, وتحقيق احلامهم من اجل الاستقرار والعيش بحرية وكرامة.
واذا تحققت هذه المطالب فان المهاجرين الشباب الذين تركوا القطاع سيعودون للاستقرار فيه من جديد, وسيتلاشى حلم الهجرة من عقولهم.
واذا لم تتحقق فإننا امام هـجـرة كـبيرة للعقول الشابة والمثقـفـة واصحاب الخبرات الذين فقدوا الثقة في القيادة الفلسطينية, وكذلك شعورهم بعدم وجود قيادة حقيقية للشعب وغياب حكومة التوافق وعدم قدرتها على استيعاب وحل مشاكل المواطنين وخاصة الشباب الذين تركتهم في حيرة من أمرهم.
وإذا سكنت الهجرة عقول الشباب فإن نتائجها ستكون سيئة، فهذه ليست ظاهرة عابرة بل إنها خطر يداهم شبابنا ومستقبلنا ووطننا فـلـسـطـيـن.
وأخـيـراً.. يتساءل الشباب الفلسطيني في قطاع غزة, الى متى سنبقى على هذا الحال منقسمين ونعيش ويلاتكم؟ ومتى ستتحسن الاوضاع الاقتصادية السيئة في قطاع غزة؟
سـؤال أتمنى عـلـى المسؤولين الاجابة عليه.
