يعتزم جيش الاحتلال استدعاء عشرات الكتائب من قوات الاحتياط لتنفيذ مهمات في الضفة الغربية؛ إثر تصاعد الفعل المقاوم، حيث من المفترض أن يستدعي الجيش بالوقت الطبيعي 13 كتيبة احتياط، بينما تخدم اليوم 25 كتيبة، إضافة إلى وحدات خاصة تنفذ عمليات عسكرية مكثفة.
ويتوقع جيش الاحتلال أن تتصاعد الأوضاع الأمنية حتى شهر رمضان المقبل؛ الأمر الذي يستدعي استمرار استدعاء عدد كبير من قوات الاحتياط في العام 2024 أيضا، وذلك لإفساح المجال لتدريبات في القوات النظامية لحرب محتملة.
الخبير في الشأن العسكري والأمني عبد الله العقاد، يرى أن المقاومة الفلسطينية أصبحت في مرحلة متقدمة ولا يمكن للاحتلال أن يحتمل ما وصلت إليه من فعل ثوري، حيث استطاعت أن تدخل إلى قطاعات كبيرة في الشارع الفلسطيني.
وقال العقاد لـ"شمس نيوز": إن "دخول قطاعات كبيرة من الفلسطينيين للحالة الثورية، ضيق وحد بشكل كبير من قدرة التنسيق الأمني على مواجهة الثورة؛ ما حدا بالاحتلال لحشد كتائب احتياط عديدة من قواته وجيشه الرسمي، إلى الضفة الغربية".
وأضاف "الاحتلال منذ أكثر من 4 شهور وهو غارق بالمعالجات الأمنية والميدانية الإجرامية في الضفة، والتي أدت إلى استمرار الثورة واشتعالها بشكل أكبر، وكانت أحد الأسباب التي جعلتها تتعاظم"، لافتاً إلى أن هذا الإجرام يعني دخول قطاعات شعبية جديدة في دائرة الثورة والمقاومة.
وبين العقاد، أن جيش الاحتلال غارق في تفاصيله بالضفة وهذا ما عطل برامجه التدريبية، في ظل تعاظم القوة في الجبهة الشمالية أو في غزة والضفة، مشيراً إلى أنه سيكون عامل تشتيت للاحتلال، ويشكل خطرا كبيرا، قد يرتقي إلى الخطر الوجودي لهذا يلجأ إلى المعالجات القاسية؛ لأنه يعلم أن عصب التنسيق الأمني تجاوزه العمل المقاوم، وأن قطاعات كبيرة في الأجهزة الأمنية وحركة فتح انخرطت في الفعل الثوري.
وأوضح الخبير في الشأن العسكري، أننا أمام معادلة إما أن يتحدى الاحتلال بكل قوة هذه الحالة، أو التحاق قطاعات كبيرة بالفعل الثوري، وذلك سيؤدي لإضعاف معالجات الاحتلال الأمنية.
وأكد أن الاحتلال سيأخذ القرار الخطأ وسيصب ذلك في صالح المقاومة، وهو المواجهة العنيفة والاحتلال والتي تجاوز فيها الحدود الأخلاقية؛ ما جعل الشعب الفلسطيني يراهن على أن قرار المقاومة هو الوحيد لاسترداد الأرض والحقوق.
وتابع العقاد: "اليوم أصبحنا في مرحلة ثورة جديدة، ودخلت هذه الثورة منذ عملية القدس، حيث كانت إيذاناً لها والتي يشارك فيها كل الشعب الفلسطيني بكل قطاعاته وفصائله المقاومة".