غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

"الشتاء الساخن2 ".. دلالة المسمى ووضوح المشهد

العدوان على غزة - قصف - تصعيد
خالد صادق

بدأ جيش الاحتلال الصهيوني الأحد مناورة عسكرية في فرقة غزة تستمر عدة ساعات، ووفقاً لجيش الاحتلال، فالمناورة تأتي من أجل رفع مستوى كفاءة وجاهزية الفرقة، سيتخللها حركة نشطة لقوات الأمن والمركبات العسكرية وسيسمع دوي انفجارات، ووفقاً للمتحدث باسم جيش الاحتلال، بدأت الليلة الماضية مناورة مفاجئة أطلق عليها اسم «الشتاء الساخن 2» لتعزيز جاهزية القوات على الجبهة الشمالية بمشاركة 8000 جندي نظامي و5000 جندي احتياط، وأفاد جيش الاحتلال أن المناورة ستستمر حتى الثلاثاء, فالجبهة الشمالية حيث حزب الله والمقاومة اللبنانية ستبقى جبهة ساخنة طالما ان هناك من يقاوم «إسرائيل» ويسعى لتقويض نفوذها في المنطقة واحباط مخططها التوسعي العدواني, والجبهة الجنوبية ستبقى جبهة ساخنة نظرا لوجود فصائل مقاومة تدافع عن شعبها ووطنها, وتشحذ الهمم لمواجهة مخططات الاحتلال واحباطها, وطالما ان هناك مستوطنين في منطقة الغلاف الحدودي لا يشعرون بالأمن والاستقرار, ويعيشون تحت رحمة صواريخ المقاومة.

المسمى «الشتاء الساخن2» له دلالات، فحكومة نتنياهو جاءت تحمل الموت والدمار والخراب على كل الجبهات, ومهمتها الأساسية تتمثل في توفير الامن للإسرائيليين باي ثمن كان, وهذا لن يأتي الا بالقضاء على المقاومة الفلسطينية واللبنانية, وهذا الامر سيتطلب اشعال الجبهات, ويبدو ان الحكومة الجديدة متعجلة في خطواتها التصعيدية, لذلك تتحدث عن شتاء ساخن, فنتنياهو انتقد الاتفاق الإسرائيلي اللبناني الذي رعته الإدارة الامريكية, وانه غير مرضي لإسرائيل, فهل سيسعى لاسقاطه باستخدام القوة العسكرية لإضعاف حزب الله, واخماد الجبهة الشمالية تماما, وهل ستدفعه حكومة المتطرفين ايتمار بن غفير وسموتريتش وادرعي الى المواجهة مع حزب الله,  وهل تحولت نوايا نتنياهو تجاه الجبهة الجنوبية بضرورة القضاء على المقاومة الفلسطينية, وإعادة السلطة الى القطاع, لأجل وقف انتقادات المستوطنين الذي يقيمون في منطقة الغلاف الحدودي مع غزة, والذين يتهمون الحكومات الصهيونية المتعاقبة بالفشل وعدم القدرة على اخماد صواريخ المقاومة ووقف هجماتها تجاههم.

الرسائل التي تبعث بها حكومة نتنياهو واضحة وصريحة, فهناك اتجاه نحو التصعيد والمغامرة, وهذه الحكومة بما تحمله من أسماء موصومة بالإرهاب والدموية والعنف, جاءت لتلبي حاجة المتطرفين, وتنصاع الى اوامرهم, وتغير هذا الواقع الى واقع آخر من شأنه ان يحسم الصراع لصالح الاحتلال الصهيوني, وهذا ما يجب ان يفهمه الفلسطينيون جيدا, رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس اختبأ خلف خوفه وجبنه وقال انني سأتعرض للاغتيال على يد الإسرائيليين, وهو يلتجأ الى العالم ليطالب بالحماية الدولية, دون ان يفكر مجرد تفكير بالدفاع عن نفسه وحفظ رقبته المطلوبة لسموتريتش وابن غفير, فهل هكذا يمكن مواجهة الحكومة الجديدة, وهل يؤمن السيد عباس بأن أمريكا بكل قبحها وصلفها وفجرها يمكن ان تقف في وجه «إسرائيل» وتكبح جماحها, وتساند الفلسطينيين في مواقفهم السياسية, من يعتقد ذلك فهو مخطئ, لان أمريكا ليس في اجندتها ان تتصدي لأطماع «إسرائيل» وصفقة القرن التي تتبناها الإدارة الامريكية والمنحازة كليا «لإسرائيل» اكبر دليل على ذلك.

الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي القائد زياد النخالة/ أبو طارق خبر نوايا الاحتلال ومخططاته العدوانية والتوسعية ووضع حلولا لمواجهة هذه المخططات فقال «أن التحدي الأكبر أمامنا اليوم هو الحفاظ على هذه الروح والهمة، بخطاب وحدوي، ومغادرة الحزبية القاتلة التي تستنزف طاقات أبنائنا، مطالباً كل أبناء شعبنا بمغادرة المعارك الوهمية، على وسائل التواصل الاجتماعي، والشتائم المتبادلة التي لا تخدم إلا العدو الصهيوني» فهل يمكن لكلماته هذه ان تجد صدى, وهل يمكن فك الاغلال عن أيدينا والتفرغ لمواجهة الاحتلال, ام سنبقى اسرى للحسابات «الواقعية» التي يستخدمها البعض لفك الاشتباك مع الاحتلال, وهل سنبقى رهينة للضعف الرسمي العربي والتساوق مع إسرائيل والتطبيع وإقامة العلاقات معها, وهل سنستسلم لسياسة القهر والحرمان التي يمارسها الكل علينا لأجل تركيعنا ودفعنا للاستسلام والقبول بسياسة الامر الواقع, هل سنبقى ننتظر انهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الفلسطينية الى ما لا نهاية, يجب ان نتحرر من كل القيود لكي نستطيع المواجهة.

المشهد بات واضحا, والاحتلال لا يخفي نواياه, وما ينتظرنا كشعب فلسطيني على يد حكومة الاحتلال الصهيوني الكثير, ويجب ان نبقى متحفزين دائما, ولا نركن الا لله عز وجل ثم لأنفسنا, في هذا العام فقط والذي لم ينته بعد سقط لنا 217 شهيداً فلسطينياً برصاص الاحتلال الصهيوني, وهذا العام اسموه بالأكثر دموية مقارنة بالأعوام السابقة, وهذا معناه ان الاحتلال دخل في مرحلة جديدة من المواجهة معنا, والعالم كله يتفرج علينا ونحن نذبح على يد المجرمين الصهاينة, ولا زال الاحتلال يحصد أرواح الفلسطينيين, وسيحصد المزيد منها لأنه يتحدث عن تقسيم القدس, وعن ضم الضفة اليه, وطرد السلطة, وإعادة تشريع المستوطنات العشوائية, واخلاء الاغوار الشمالية والخان الأحمر والقرية البدوية في النقب, وسن المزيد من القوانين العنصرية ضد أهلنا الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م, انها تحديات كبيرة امام شعبنا, وهو وحده مطالب بإفشالها.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".