غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

من أمراء الرعيل الأول ومن شهداء الزمن الأخير

الذكرى الخامسة عشر لارتقاء الشهيد القائد الكبير وليد أنيس العبيدي

الشهيد وليد العبيدي.jfif
شمس نيوز - إعلام الضفة

تصادف اليوم الذكرى الخامسة عشر لارتقاء القائد الكبير: وليد أنيس العبيدي "أبو القسام"، أحد أمراء الرعيل الأول لحركة الجهاد الإسلامي، ومن أبرز مؤسسي سرايا القدس في شمال الضفة، وصاحب مشوار جهادي مشهور منذ بدايات وعيه، حتى ارتقائه شهيداً على طريق القدس.

إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بروحهم وريحانهم، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس.

كانت برقين على موعد مع ميلاد فارسها الهمام وليد أنيس العبيدي "أبو القسام" في 19 أكتوبر 1962م، لعائلة كريمة من عوائل شعبنا الفلسطيني. وتلقى تعليمه في مدارس برقين، ولم يكمل تعليمه الجامعي بسبب مطاردة الاحتلال له.

تزوج بفتاة صابرة محتسبة، ورزقه الله بخمسة من الأبناء والبنات، وتعرضت زوجته للاعتقال خلال ملاحقته.

وصفه الأسير القيادي الشيخ بسام السعدي "أبو إبراهيم"، بالقول: كان يمتاز بتدينه الشديد وحسن أخلاقه ومحبته للناس حيث ترك أثراً إيجابياً في كل من التقى به. مضيفاً أنه كان من أكثر الشباب نشاطاً وحيوية بالدعوة الإسلامية، والدعوة إلى أفكار الحركة ومبادئها وتوزيع النشرات على الأعضاء والمناصرين في القرى والبلدات بسيارته وعلى حسابه الخاص.

بدأ القائد مشواره الجهادي في ريعان الشباب، حيث تعرف على حركة الجهاد الإسلامي في مطلع الثمانينيات, وجمعه لقاء بالشهيد الدكتور فتحي الشقاقي، حيث كان ملازماً لمسجد عمر بن الخطاب ببلدته برقين.

أشرفَ على زياراتِ الأخوةِ إلى قطاع غزة والالتقاءِ بالدكتور الشقاقي، وتوزيعِ النشراتِ والمجلاتِ في القرى والمساجد والبلدات والمخيمات.

تعرض للاعتقال بسب انتمائه لحركة الجهاد الإسلامي, ومشاركته في العديد من العمليات العسكرية، فقد اعتقله الاحتلال عام 1983، وحكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات ونصف بتهمة تقديم المساعدة لمنفذي عملية البراق البطولية.

واكب انتفاضة الحجارة 1987م، بكل مشاهدها ومراحلها، فكان مثالاً للمجاهد والمرابط على تخوم المدن والقرى الفلسطينية يتصدى لغطرسة قوات الاحتلال الصهيوني.

وبعد انطلاق انتفاضة الأقصى عام 2000م، عمل برفقة القادة الشهداء إياد حردان وأنور حمران وإياد صوالحة، في تأسيس سرايا القدس بالضفة الغربية، بعد أن كان يعمل في جهاز العمل الجماهيري والتنظيمي للحركة.

تعرض للاعتقال لدى أجهزة السلطة في سجن "جنيد"، والتقى بالشهداء القادة محمود طوالبة وأيمن دراغمة ومحمد ياسين، وتمكنوا من الهروب من السجن، قبل قصفه من الطائرات الصهيونية.

اتهمه العدو بإرسال ابن شقيقته الأسير المجاهد جهاد جرار لتنفيذ عملية استشهادية عام 2001، لكنه اعتقل وحكم عليه بالمؤبد.

أشرف القائد أبو القسام على أربع عمليات استشهادية ما بين أواخر عام 2003 ومنتصف عام 2004م، وأشرف على العديد من عمليات إطلاق النار تجاه الحواجز العسكرية الصهيونية.

يسجل له أنه أول من أشرف على تصنيع صواريخ محلية الصنع بالضفة المحتلة، برفقة الشهيد القائد حسام جرادات عام 2005م.

كان له شرف تصنيع المئات من العبوات التي فجرتها سرايا القدس في مخيم جنين خلال اجتياح المخيم وما بعده، والتي ألحقت في العدو الصهيوني القتلى والإصابات.

كما أشرف على تجهيز الاستشهادي سامر حماد منفذ عملية تل أبيب في 17 نيسان 2006، والتي أسفرت عن مقتل 11 صهيونياً وإصابة العشرات.

أصبح قائداً ومرشداً وموجهاً للقادة والمطاردين، ومحلَ إجماعٍ لما تَميَّزَ به من إدارةٍ وحكمةٍ وإخلاصٍ طوالَ مسيرتهِ الجهادية الطويلة.

حاولَ الاحتلالُ اغتيالَهُ عدةَ مرات، كان اَخرها في 9 تموز 2006، حين قَصفَ المنزلَ الذي كان يَتحصنُ فيه، واستشهد المجاهدان محمد عتيق وأمجد العجمي.

شهيداً على طريق القدس:

فجر السادس عشر من يناير عام 2008م، كان الزمنُ الأخيرُ لأبي القسام، فحانت الشهادةُ، وازدهر الشهيد، حاصرت العدو المكانَ الذي يتحصن فيه، في منطقة جبل الدامون بقباطية. فخاض معركته لأكثر من ساعتين مستحضراً صرخة الشيخ الشهيد القسام "وإنه لجهاد نصر أو استشهاد".