لم يمر وقتٌ طويلٌ على تولي المتطرف بن غفير ما يُسمى وزارة الأمن "القومي" في حكومة بنيامين نتنياهو، حتى بدأ يتخذ عدة إجراءات قمعية ضد الأسرى في سجون الاحتلال "الإسرائيلي".
استهل بن غفير اجراءاته الإعلان عن نيته تشريع قانون إعدام الأسرى، تلاه زيارة سجن "نفحة" الصحراوي؛ للتأكد من معاناة الأسرى، وعدم حصولهم على ظروف معيشية إنسانية أفضل، وكان ثالثها حتى اللحظة، منع أعضاء الكنيست العرب من زيارة الأسرى الفلسطينيين في السجون، والاطلاع على أوضاعهم المعيشية ومتطلباتهم اليومية، في ظل الانتهاكات المتواصلة بحقهم.
قرارات بن غفير المتطرفة، دفعت لجنة الطوارئ العليا في الحركة الوطنية الأسيرة، للدخول في مرحلة التعبئة العامة والتأهب والاستعداد التام في كل سجون الاحتلال، وذلك استعداداً للمواجهة المقبلة، وسط خشية من إصدار قرارات بإعدام الأسرى في حال التشابك والتماس مع قوات القمع.
وخلال الأيام الماضية، شهدت سجون الاحتلال حالة من التوتر، والتنقلات، والإجراءات التعسفية من قبل إدارة مصلحة السجون بحق الأسرى الفلسطينيين، كان آخرها اقتحام قسم الأسيرات في معتقل "الدامون" واجراء تفتيشات استفزازية ودقيقة لغرفهن، ومصادرة الأجهزة الكهربائية من القسم واغلاقه لمدة أسبوع
سلسلة جرائم
المتحدث باسم مؤسسة "مهجة القدس" محمد الشقاقي، أكد أن ممارسات الاحتلال العنجهية التي تنفذها إدارة سجون الاحتلال، تأتي في سياق سلسلة الجرائم التي بدأ وزير الأمن القومي المجرم ايتمار بن غفير بتنفيذها.
وقال الشقاقي لـ"شمس نيوز": "بعد تكليف الحكومة الأشد تطرفا وقيام بن غفير بزيارة سجن نفحة، بدأ فعليا بتنفيذ مخططاته بالسجون والمعتقلات الصهيونية كافة، إذ وعد جمهوره وناخبيه بتنفيذ كل هذه الإجراءات قبل فوزه".
وأضاف "تواصل إدارة مصلحة السجون الإجراءات التعسفية، والتي من شأنها زيادة التضييق والخناق على أسرانا الأبطال في جميع السجون والمعتقلات، والتي بدأت بسلسلة من التنقلات طالت قادة الحركة الوطنية الأسيرة".
وأوضح الشقاقي أن التنقلات طالت الأسير القائد مروان البرغوثي، والأمير العام للجبهة الشعبية في السجون الأسير وائل الجاغوب، والأمير العام للجهاد الإسلامي في السجون زيد بسيسي وغيرهم، مشيرا إلى أن كل هذه الممارسات لم تتوقف للحظة، وقبل يومين زادت هذه الممارسات وتحديدا في سجن "مجدو وعوفر والنقب" بدعوى احتفال الأسرى بالعملية البطولية في القدس.
من جهته، أكد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبو بكر، أن الهجمة الصهيونية تصاعدت على الأسرى، منذ أن تولى إيتمار بن غفيرمنصبه ، إذ يتم نقلهم وقمعهم وضربهم ورشهم بالغاز السام، وتهديد حياتهم الصحية وظروفهم الاعتقالية اليومية.
وقال أبو بكر: "هذه الاقتحامات التي أصبحت شبه يومية، يتم فيها الاعتداء على الأسرى والتنكيل بهم، وتنقيلهم، وتحطيم مقتنياتهم، وباتت تهدد صميم الحياة اليومية للأسرى، بل وتهدد منجزات الحركة الأسيرة خلال السنوات الماضية، بما حققوه من مكتسبات".
وأشار أبو بكر إلى أنه يتم تنقيل الأسرى من سجن إلى سجن، خلال الفترة الماضية، حيث تم نقل المئات منهم خلال الأسابيع الماضية، وشملت عمليات النقل غالبية السجون، بل ويتم عزل الأسرى الذين يرفضون ذلك بزنازين خصصت لذلك.
محاولات سلب إرادة الأسرى
وحذر من خطورة قمع الأسرى وعزلهم، حيث إن الزنازين غير صالحة للعيش الآدمي، وقد تسبب الأمراض للأسرى، حيث يتم عزلهم بعد الاعتداء عليهم والتنكيل بهم.
ووفق أبو بكر، فإن إدارة سجون الاحتلال جلبت خلال عمليات التنكيل بالأسرى شرطة من خارج السجون؛ لنقل المعتقلين والاعتداء عليهم، وتحطيم مقتنياتهم، وطال ذلك القمع مقتنيات "الكانتينا"، موضحاً أن الهدف من النقل، يأتي للتضييق عليهم، وسحب منجزات الحركة الأسيرة، وسلب إرادة الأسرى.
وأوضح أنه لا تكتفي إدارة سجون الاحتلال بالعقوبات المفروضة على الأسرى بالسجن، بل إنها تلجأ لعقوبات تهدد استقرارهم، وتعتدي عليهم، وتعزلهم في ظروف غير قابلة للحياة اليومية، وقد تعتدي عليهم وترشهم بالغاز السام، وهو أمر يؤثر على صحتهم، ويتسبب لهم بأمراض خطيرة كالسرطان بشكل خاص.
وبيّن أن الأسرى حين يتم عزلهم فإنهم يعزلون في زنازين غاية بالسوء؛ ما يؤثر على صحتهم، علاوة على أن الغاز الذي يتم رشهم به من الممكن أن يصاب الأسرى بسببه بأمراض صعبة.
على صفيح ساخن
وبالعودة إلى الشقاقي وسؤاله حول إمكانية حدوث انفجار للأوضاع داخل السجون، بيّن أن الأوضاع على صفيح ساخن، وأن الاحتلال يواصل سياسته الإجرامية؛ الأمر الذي سيأخذنا لمربع المواجهة والمقاومة من قبل أسرانا الأبطال.
وتابع: "أسرانا أكدوا منذ بداية هذه الجرائم بحقهم، بأن التعبئة الشاملة قد بدأت في قلاع الأسر، وأنهم جهزوا أنفسهم لمعركة طويلة، وهي معركة استنزاف مع الاحتلال المجرم، الذي لا يفهم إلا لغة القوة"، مشددا على أن الأسرى يمتلكون إرادة قوية، يستطيعون أن يواجهوا فيها كل أدوات التسلط التي يمارسها هذا السجان الصهيوني المنفلت بحقهم.
في ذات السياق، أكد أبو بكر أن الأسرى سوف يقابلون إجراءات الاحتلال بالتصعيد خلال الفترة المقبلة، من أجل عدم السماح لإدارة السجون بسلب ما أنجزته الحركة الأسيرة، وهناك تحضيرات داخل قلاع الأسر للرد والتصعيد إن تمادت إدارة السجون.
وأضاف :"شكل الأسرى لجاناً لتنفيذ خطوات تصعيدية قد تصل إلى الإضراب المفتوح عن الطعام، مشدداً على أن الأسرى سيردون على تصعيد إدارة السجون بحقهم".