"مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا".. تمسكتْ المقدسية المُسنة حلوة عياد بتطبيق الآية القرآنية الكريمة بحذافيرها؛ فقد جادت ببعض ما تملك من عقاراتٍ وأموالٍ للأعمال الخيرية في مدينة القدس المحتلة، إذ خصصتْ ورثتها من والديها وما تملكه، لمساعدة المقدسيين من خلالِ انشاءِ مرافق خدماتية ودينية وثقافية.
الحاجة حلوة عياد (76 عامًا) من سكان بلدة أبو ديس شرق مدينة القدس المحتلة، لا تكل ولا تمل من تقديم يد الخير والمساعدة والعون لأبناء بلدتها؛ فقد أقامت مشاريع خيرية عدة كـ"بناء مساجد، وترميم مدارس، وجامعات، وتبرع بعقارات لبناء عيادات تخصصية، إضافة إلى بناء مساكن لإيواء موظفي الهلال الأحمر بالبلدة المقدسة".
لم تتوقف الأعمال الخيرية للمقدسية حلوة عياد عند هذا الحد، إنما زادت خلال الفترة الماضية من أعمالها الخيرية وتبرعاتها المادية، إذ تبرعت بقطعة أرض مساحتها نحو (700 متر مربع) لإقامة مناسبات دينية ووطنية واجتماعية في بلدة أبو ديس، كما تبرعت بقطعة أرض مساحتها (1326 متر مربع) لبناء مركز متخصص لمرضى غسيل الكلى.
الحاجة تروي القصة بلسانها!
تعيش الحجة حلوة عياد حياة بسيطة، فقد ترعرعت في منزل والدها الذي يشهد عليه أهل بلدة أبو ديس بكرمه وجوده وخيره، إذ تقول لـ"شمس نيوز": "عشت مع والدي الذي توفاه الله قبل سنوات عدة، تعلمت منه إنفاق الأموال في طريق الخير لإسعاد الناس، ومحاولة إزالة الغم والهم الذي يُصيبهم نتيجة التضييقات والحواجز العسكرية الإسرائيلية".
وعند الحديث عن تفاصيل حياتها اليومية؛ فإنك تقف أمام امرأة تُقدس الوقت، وتسعى لمرضاة الله عز وجل، إذ تؤدي صلاة الفجر في مسجد الرحمن الملاصق لبيتها، ثم تذهب إلى مدرسة تحفيظ القرآن الكريم، وتنطلق بعد ذلك للمشاركة في الفعاليات والوقفات التضامنية في بلدة أبو ديس لتقديم الخير.
وعندما تصبغ أشعة الشمس باللون البرتقالي حيث المساء، تعود الحاجة إلى بيتها تتفقد "حظيرة الدجاج" لتجتمع النسوة ويقدمن وجبة العشاء، وتقول: "أشعر بالسعادة الكبيرة عندما أجد الفرحة تملأ أهالي أبو ديس".
وتستذكر الحجة عياد جزءًا من أعمالها الخيرية مشيرة إلى أنها تبرعت بترميم مدرسة للثانوية العامة وممتلكاتها يتخرج منها نحو 200 طالب سنويًا، كما تبرعت لجامعة القدس المفتوحة، وللهلال الأحمر الفلسطيني بمأوى للموظفين".
دولة خيرية تسير على الأرض!
وعن سبب تبرع الحاجة عياد لقطعة أرض مساحتها (1326 متر مربع) لبناء عيادة لمرضى الكلى قالت: "قبل سنوات عدة كان أحد الأشخاص في بلدة أبو ديس يعاني من مرض غسيل الكلى وأثناء ذهابه إلى المستشفى واجه صعوبات كبيرة بسبب حاجز إسرائيلي أدى إلى وفاته".
وأشارت إلى أن أعدادا كبيرة من المقدسيين تعاني من مرض غسيل الكلى، وهو ما دفعها للتبرع بقطعة أرض لصالح بناء عيادة متخصصة لمرضى غسيل الكلى، وإزالة المعاناة التي يتعرض لها المرضى على الحواجز الإسرائيلية العسكرية.
وتحمل الحجة عياد رسالة سامية من خلال أعمالها الخيرية لتقول: "لا أبحث عن أي شكر أو تقدير، إنما أبحث فقط عن مرضاة الله عز وجل وعن آخرتي، فالحياة دار ممر والآخرة دار مقر".
وحثت المقتدرين من أبناء شعبنا للقيام بالأعمال الخيرية، والتبرع ومساعدة الناس ومحاولة التخفيف عن آلامهم ومعاناتهم؛ بهدف مرضاة الله عز وجل أولًا، ومحبة الناس ثانيًا؛ لأن محبة الناس من محبة الله عز وجل.