غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

لن يصمد العدو أمام عقارب الساعة

جميل عليان
كتب: د.جميل عليان

قبل أن تقول المقاومة كلمتها ردًا على جريمة العدو البشعة؛ باستهداف الأطفال والنساء، واغتيال ثلاثة من قادة سرايا القدس: غنام، والبهتيني، وطارق عز الدين، قام العدو بعدة خطوات تؤكد أنه يعيش بعقلية المردوع والمرتبك، فقام بإخلاء مستوطنات الغلاف، وكذلك إخلاء بعض القواعد العسكرية في الجنوب، إضافة إلى فتح الملاجئ حتى منطقة "تل أبيب" وإلغاء كل مظاهر الحياة في مناطق لأبعد من 40 كيلومتر عن قطاع غزة، ولعل تأخير الرد لساعات، وربما أيام، قد كشف الهشاشة والضعف والخوف الشديد الذي يمر به هذا العدو.

يتحدث عدد كبير من القادة السياسيين الصهاينة في السنوات الأخيرة عن عدم ثقتهم بتجاوز العقد الثامن، هذا يعني أن الوعي والعقل الصهيوني مسكون بأنهم ليسوا دولة حقيقية قابلة للثبات والمواصلة؛ بل تجمع بشري مؤقت وعابر في المنطقة.

العقل الصهيوني مقتنع تمامًا أن المقاومة سترد حتما؛ لكنه قلق حول زمان الرد وأطرافه وجبهاته، وهذا انكسار كبير، وكي مهم للوعي الصهيوني الذي بات أسيرا لمعادلة المقاومة بالرد.

المقاومة التي نجحت باختراق هذا العقل الصهيوني والتحكم في قراراته لن تتنازل عن الرد على هذه الجريمة مطلقا، ولن تسمح للعدو من الاقتراب من هيبة المقاومة الوطنية وقدرتها على الردع.

إن تآكل الشرط الذاتي للمشروع الصهيوني، وتحول هذا الكيان إلى  مجموعة من العصابات والإرهاب والتطرف يعطي مؤشرا آخر أن هذا الكيان لن يكون دولة قابلة للحياة في فلسطين، وهذه النبتة الغريبة لن تنمو في هذا الحوض العربي والإسلامي، ولن تصمد أمام هذه المقاومة التي تشتد وتتوحد وتتوسع كل يوم داخل فلسطين وخارجها.

يدرك العدو أيضا من خلال مراقبته لما يحدث في الإقليم من اصطفافات عربية داخلية وإقليمية مرتبطة بمراكز تشكل تهديدا استراتيجيا "لإسرائيل" كسوريا وإيران، وأن ذلك يشكل تهديدا جديدا للعدو وأن استعادة أي قدر من الأمن القومي العربي

 باتت تخيف إسرائيل ولذلك تحاول "إسرائيل: استباق الأحداث بمحاولة الإسراع في إضعاف جبهة غزة والضفة استعدادا للكابوس القادم بتعدد الجبهات والتهديدات الاستراتيجية.

إننا الآن أمام الحقائق الثابتة أن قوة ردع العدو في أدنى حالاتها، وأن المقاومة لازالت تحافظ على قوة ردعها التي نشاهده الآن قبل أن تطلق المقاومة طلقة واحدة.

إن كشف سوءة العدو وهشاشته في الأيام القادمة خطوة مهمة جدا، وأولى هذه الخطوات هي خطوة اختيار التوقيت المناسب للرد والذي يبحث فيه العدو عن الهدوء وتلميع صورته وتماسك حكومته.

إن عقارب الساعة تلاحق العدو في كل مكوناته وساحاته وإن قلاعه الوهمية تسقط واحدا بعد الآخر ولن يستطيع الصمود أمامها طويلا، وإن العودة العربية والإسلامية إلى الذات كفيلة بإسراع السقوط والوصول إلى نهايات الحلم الصهيوني على أرضنا

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".