في الخامس من نيسان/ إبريل 2001م، قام جهاز الشاباك الصهيوني بزرع عبوة ناسفة صغيرة شديدة الانفجار في غرفة التلفون العمومي أمام مقاطعة جنين، حيث كان حينها القائد المؤسس إياد حردان معتقلاً فيها، وعادة ما يتردد للاتصال بعائلته للاطمئنان عليهم، وفي ظهر ذلك اليوم توجه القائد إياد للاتصال بعائلته فانفجرت العبوة الناسفة، واهتزت جنين وقراها ومخيمها وسراياها لهول الحدث.
واستلم الشهيد القائد وائل عساف الراية عقب استشهاد المؤسس إياد حردان، وحصل على خط وشيفرة التواصل مع قيادة حركة الجهاد الإسلامي بالتنسيق مع قادة سرايا القدس في جنين، وبدأ الحديث عن ضرورة تنفيذ عملية استشهادية للرد على جريمة اغتيال القائد إياد حردان.
وفي الخامس والعشرين من مايو/ أيار 2001م، وفي قلب مدينة الخضيرة المحتلة، كانت العملية الاستشهادية الأولى لحركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية خلال انتفاضة الأقصى المباركة والتي أشرف عليها القادة الشهداء: وائل عساف وطارق عز الدين ومحمود طوالبة، والأسير القائد ثابت مرداوي، ونفذها الاستشهاديان أسامة أبو الهيجا وعلاء صباح.
أبطال الانتقام:
إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بدمائهم الطاهرة، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس.
الاستشهادي المجاهد: أسامة أبو الهيجا
كان مخيم جنين على موعد مع فارسه أسامة نمر أبو الهيجا بتاريخ 23 يونيو عام 1979م، لعائلة مجاهدة تعود جذورها لبلدة "عين حوض" في حيفا المحتلة، بين خمسة أخوة وأربع أخوات، وتوفي والده قبل استشهاده بعام وحد.
تلقى تعليمه في مدارس مخيم جنين حتى الثانوية العامة، ثم عمل في حياكة وتركيب السجاد لمساعدة عائلته في مواجهة مصاعب الحياة، وترعرع في مسجد الجامع الكبير وسط مخيم جنين، وعرف عنه العديد من المواهب منها رياضة رفع الأثقال والرسم وركوب الخيل.
انتمى فارسنا أسامة لحركـة الجهاد الإسلامي منذ صغره، فكان يداً أمينة ومساندة للمجاهدين والمقاومين، ويشارك في المواجهات اليوميـة عـلى حاجـز الجلمـة قـرب جنين، وكان استشهاد القائد إياد حردان له بالغ الأثر عليه، وأصبح أحد مجاهدي وحدة الاستشهاديين في سرايا القدس لما تمتع به من سرية وكتمان في العمل، ويعد الاستشهادي الأول الذي انطلق من مخيم جنين.
الاستشهادي المجاهد: علاء صباح
كانت مدينة جنين على موعد مع فارسه علاء هلال صباح بتاريخ 11 أبريل عام 1979م، لعائلة مجاهدة من عوائل فلسطين التي ربته على حب الجهاد والمقاومة وقد تلقى تعليمه في مدارس المدينة.
انـضـم فارسنا إلى حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين مبكراً، ثم شارك في فعاليات الانتفاضة وهبة النفق، ثم انضم مع إخوانـه في سرايـا القـدس للعمل المسلح ضد الاحتلال وكان تربطه علاقة متينة بالشهيدين أسامة تركمان وأسامة أبو الهيجا.
شهيدان على طريق القدس:
في يوم الجمعة 25 مايو 2001م، كان الاستشهاديان أسامة أبو الهيجا وعلاء صباح على موعد مع الارتقاء الجميل، بعد أن سجلا وصيتهما ثأراً لروح الشهيد القائد إياد حردان والطفلة الشهيدة إيمان حجو. حيث فجرا سيارتهما المفخخة المحملة بعشرات الكيلوجرامات من المتفجرات قرب حافلة خط 841 التي كانت في طريقها إلى كريات شمونة، حيث اعترف العدو بمقتل وإصابة أكثر من 65 صهيونيًا.