“نادرا ما تأكل أسماك القرش البشر، ولكن غالبا ما تجرحهم، لكن ليس حتى الموت”، لذا فالموت المأساوي لمواطن روسي على الشاطئ في مدينة الغردقة المصرية هو بالأحرى استثناء، مما يشير إلى انحراف عن السلوك النموذجي لهذه الأسماك المفترسة، والتي لم تتضح أسبابها تماما بعد.
وكقاعدة عامة، بعد أن تجرح سمكة القرش شخصا في ساقه، تتركه وهي تعلم أنها أخطأت واصطادت شيئا لا طعم له، ولا تعود إليه إلا في حالات استثنائية.
ويميل معظم علماء الأسماك إلى الاعتقاد بأن الجوع يُجبرها على مهاجمة البشر عن قصد، وذلك بسبب عدم وجود طعام طبيعي كاف.
وسبب آخر يكمن في أن الأسماك التي اعتادت صيدها قد اصطادها البشر، وكمية السمك في البحر تقل من سنة إلى أخرى.
وفقا للإحصاءات التي يسجلها علماء الأحياء المتحمسون، وفق صحيفة كومسومولسكايا برافدا، فإن عدد حالات أكل لحوم البشر بين أسماك القرش لا يتغير عمليا، وهي 5-7 حالات في السنة على أكثر تقدير.
أما عدد الهجمات فيتناقص.. ففي عام 2021، كان هناك 73 هجمة، و57 هجمة عام 2022.
وفي المتوسط، تهاجم أسماك القرش البشر 74 مرة في السنة، إذا تم إحصاؤها بدءا من عام 2013.
ولكن بالنظر إلى أن عدد أسماك القرش نفسها أصبح أصغر بكثير، فإن النزعة لم تعد تبدو سعيدة للغاية، وتبيّن أن الحيوانات المفترسة المتبقية أصبحت أكثر غضبا.
وفقا للبيانات التي استشهد بها العلماء الأمريكيون من برنامج “فلوريدا” لأبحاث القرش التابع لمتحف فلوريدا للتاريخ الطبيعي في صحيفة ديلي ميل، لم يشعر الناس بالأمان في أي مكان، ما عدا البحر الأسود.
وعلى سبيل المثال، فمنذ عام 1580 هاجمت أسماك القرش البشر قبالة سواحل الولايات المتحدة 1563 مرة، وهي أكبر نسبة في العالم.
وتعتبر فلوريدا أكثر مكان أحبته أسماك القرش في الولايات المتحدة. وفي أستراليا تعرض لهجمات 682 شخصا، وفي جنوب أفريقيا 252 شخصا، وفي البرازيل 110 أشخاص.