شاهد العديد من السكان في الوطن العربي، ظاهرة غريبة في السماء، تتمثل في رؤية عدد من الأجرام السماوية تسير بشكل متراص في نفس الاتجاه، بحركة انسيابية والسرعة نفسها، كـأنها قطار من النجوم، ما أثار العديد من التساؤلات حول هذه الظاهرة.
وشهدت محركات البحث، إقبالاً واسعاً للبحث عن تفسير لهذه الظاهرة، والبحث في حقيقة ما شاهدوه، وتداولوا ذلك عبر منصات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، ما أدى إلى ظهور العديد من التحليلات والتأويلات حول هذه الظاهرة الغريبة.
ما سر هذه الأجرام؟
أوضح عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك زاهي الخليوي، ماهية ما رآه الناس، قائلاً: " إن ما ظهر في السماء هي أقمار صناعية أطلقت في المدار من قِبل شركة سبيس إكس (SpaceX) من نوع ستار لينك (Starlink)، وهي جزء من مشروع كبير يهدف إلى توفير شبكة الإنترنت بسعر منخفض لعامة الناس باستخدام الأقمار الصناعية هذه".
وأضاف الخليوي، في تصريحات صحفية، أن المشروع هذا سيكتمل في العام 2025م، ومن المتوقع أن يصل عدد الأقمار في تلك الفترة إلى ما يربو عن 12 ألف قمر صناعي، بتكلفة 10 مليارات دولار.
وبيَّن أن الأقمار التي أطلقت حتى هذه اللحظة وصل عددها إلى 7518 قمراً صناعياً، مشيراً إلى أن هناك مئات الآلاف من الأقمار الصناعية منتشرة في سماء الكون، وتستخدم لأغراض واستخدامات عديدة، منها للبث التلفزيوني، وأخرى للإنترنت، وأخرى للطقس، وأخرى للأغراض العسكرية، وهكذا.
ما هو مشروع شركة "سبيس إكس"؟
يهدف مشروع شركة "سبيس إكس" إلى استخدام الأقمار الصناعية لتوفير الانترنت لعامة الناس بسعر زهيد ومنخفض نسبياً، ويمكن رؤية هذه الأقمار بالعين في السماء في فترات مختلفة، إذ تشكل 3 أقمار صناعية شبكة واحدة، وترابط الشبكات يُشكل قطاراً مضيئاً، حيث تبدو كنجوم خافتة متتابعة تلمع من القدر الرابع أو الخامس، أي أنها تحتاج إلى سماء مظلمة لرؤيتها.
وذكرت الجمعية الفلكية الفلسطينية أنها عبارة عن جزء من هذا المشروع الكبير التي أطلقته شركة «سبيس إكس»، حيث أطلقت الشركة أول قمر صناعي لها في شهر فبراير من العام 2018، وعند إطلاق هذه الأقمار تكون في أول أسبوع في مدار منخفض عن الأرض، وتكون متقاربة، وهذا ما يفسر رؤيتها بالعين المجردة إذا صادف مرورها بعد غروب الشمس أو قبل شروق الشمس بحدود ساعتين.
وفي 22 إبريل من العام الجاري، أطلقت شركة "سبيس إكس" الدفعة السابعة من مشروعها، لذلك كانت في نطاق إمكانية الرؤية، وستبدأ تدريجياً بوضعها في مدارها النهائي، وحينها لن ترى مجددًا، وسيتكرر هذا المنظر مع كل إطلاق جديد لهذه الأقمار.