غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

المقاومة تلاحق قوى العدوان على كل الجبهات

شمس نيوز -

هبة دهيني – وكالة القدس للأنباء

ليلةٌ مُباركةٌ -البارحة- اختتمت فيها المقاومة يومًا حافلًا بالعمليّات، مُقارِعةً بذلك العدوّ الإسرائيليّ، ومُحاصرةً إيّاهُ من جبهاتٍ تُثبتُ كلّ يومٍ أنّ وعدها في مؤازرة فلسطين ناجزٌ وثابت وصادق. فمن صنعاء العُروبة، إلى طهرانَ الفِعل، حتّى بغدادَ الموقف، وصولًا للضّفّة المتمسّكة بقلب طوفان الأقصى، والدّاخل المحتلّ الّذي يُدرك أنّ الحدود وهمٌ وأنّ فلسطين التّاريخيّة منبعُ الصّمود وأساسه، فغزّة، بسراياها وكتائبها، تتجه بوصلة المقاومة نحو جنوب لُبنان، فيتبدّى وجه الوفاء النّيّر، الّذي يستميت في الدّفاع عن البلاد مندّدًا بصوته "من كلّ جبهاتنا، هُنا فلسطين".

"القُدس" لن تسقط ما دامت "سراياها" ثابتة، هكذا أكّدت "سرايا القُدس" البارحة استمرارها في مقارعة المحتلّ، إذ نفّذت أربع هجمات في محاور التقدم وسط مدينة خانيونس وفي محيط منطقة أبو معروف، بقذائف الهاون والرّشقات الصّاروخيّة، ما أدّى لقنص جنديّ صهيونيّ وقصف تجمّع لآليّات وجنود العدوّ، أضف إلى عمليّة مشتركة مع كتائب الأقصى-لواء العامودي، ومن دأب "السّرايا"، قصف "سديروت" ومغتصبات غلاف غزّة الشّمالي، خاتمةً بذلك نهارها المُناضل، ببهاء "التّاسعة"، مؤكّدةً أنّ استشهاد بهائها لا يعني وقف مسيرته، إذ تسقط الأجساد، لا الفكرة، ولا السّلاح.

وفي السّياق نفسه، دمّرت كتائب القسّام ثلاث آليّات -كلّيًّا أو جزئيًّا- كما أجهزت على خمسة ضباط وجنود، وخاضت اشتباكَين، مع دكّها لمقرّات تابعة للقيادة الميدانيّة والتّحشّدات العسكريّة للعدوّ بقذائف الهاون، كما استهدفت منزلًا وفخّخت عين نفق وفجّرتها بجنوده، وأغار مجاهدوها على قوّة صهيونيّة بالأسلحة الرشاشة فأجهزوا على خمسة جنود شرق مدينة خانيونس، مع تفجيرهم عبوة مضادة للأفراد في قوة صهيونيّة راجلة شرق المدينة.

ومن قلب الضفّة الغربيّة الّتي ينظر العدوّ إليها كجبهة قابلة للاشتعال في أيّ لحظة، التفت العدوّ البارحة إلى الدّاخل المُحتلّ، كجبهة أخرى لا مفرّ من عمليّاتها البطوليّة، فقد أُعلن عن قتيلة و20 مصابًا "إسرائيليًّا" في عمليّة دهس وطعن في رعنانا شمال "تلّ أبيب"، بينهم إصابات ميؤوس منها، مُدخلةً منظومة العدو الاستخباراتية في حالة استنفار.

ففي تفاصيل العملية النوعية، استطاع شابّان -أولاد عمّ- من مدينة الخليل، اجتياز الحواجز والتّخفّي للدخول إلى الداخل المحتلّ، فبدأ الهجوم بطعن مُستوطِنةٍ ومن ثمّ قيادة مركبتها لدهس عدة مستوطنين آخرين، ثمّ مركبة أخرى لعملية دهس ثانية، فثالثة. إنّه دليلٌ جليّ على أنَّ الجُرح في غزّة، ينزف في الضفة والدّاخل.

ومن فلسطين المحتلّة، تتّجهُ البوصلة نحو جنوب لُبنان، الّذي استهدف البارحة ثمانية مواقع تابعة للاحتلال الإسرائيليّ، وهي على التّوالي "محيط ثكنة ميتات، موقع بركة ريشا، موقع المطلّة، ثكنة راميم، موقع المالكيّة، موقع السماقة ومحيط موقع حنيتا"، مؤكّدًا بذلك على استمرار رعب الشّمال، كمغبّةٍ للإبادة الجماعيّة الّتي يستمرّ بها العدوّ المخبول.

ومن جنوب لبنان إلى جنوب الجزيرة، إلى اليمن، الّتي أعلنت قوّاتها المسلّحة، استهداف سفينة أمريكيّة في خليج عَدَن، بعدد من الصّواريخ البحريّة المناسبة، مع تأكيدها أنّ الإصابات كانت دقيقةً ومباشرة. فالعُدوان الأميركيّ-البَريطانيَ، لم يصدّ صنعاء عن استهداف السفن "الإسرائيلية" أو تلك المتجهة إلى الكيان المحتلّ، "انتصارًا لمظلوميّة الشّعب الفلسطينيّ"، وتأكيدًا على أنّ استمرار العدوان يعني استمرار بيانات "قامت قوّاتنا المسلّحة اليمنيّة".

أمّا عن طهران، فقد وقفت البارحة مندّدةً بأعلى صوتها، أنّ حرس الثورة الإسلامية "ردًّا على جرائم النّظام الصّهيونيّ ضدّ الجمهورية الإسلامية والتي كان آخرها استشهاد عدد من قادة الحرس بنيران صهيونية"، أعلن استهداف مقرّ تجسّسيّ رئيسيّ للموساد في إقليم كردستان العراق "أربيل"، مع تدميره بالصواريخ البالستيّة، إذ كان هذا المركز الرئيسيّ مسؤولًا عن تطوير وإطلاق عمليات التجسس وتخطيط الأنشطة الإرهابيّة في المنطقة، لا سيّما في إيران، وختم الحرس بيانه بالتأكيد على استمرار العمليات كُرمى لقطرة دم كلّ شهيد. أضف إلى إطلاق الحرس صواريخَ بالستية نحو شمال غرب سورية قطعت مسافة 1230 كيلومترًا حسبَ الإعلام "الإسرائيليّ".

ومن بغداد، هاجمت المقاومة الإسلامية في العراق قاعدة كونيكو المحتلّة بالعمق السّوريّ برشقة صاروخيّة، مؤكّدةً هي الأخرى أنّ غزّة في قلب العراق.

كما أُعلن عن إصابة مجنّدة صهيونيّة في إطلاق نار على الحدود الفلسطينيّة-المصريّة قرب معبر العوجا في النّقب المحتلّ، من قبل عدد من جنود الجيش المصريّ الّذين تسلّلوا من مصر إلى داخل الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة.

من هنا، فَنَيرُ الاحتلال آن له أن يُهشَّم، وبراثن الكيان آن لها أن تنكسر، فيا للوثة العدوّ وحماقته، أمامه جنوب لبنان وطهران وبغداد ودمشق وصنعاء والقدس، أمامه محورٌ ببوصلة واحدة "حيث فلسطين"، أمامه "طوفانٌ للأقصى" من عمليّاتٍ لن تنتهي، وهو لا يملك سوى.. "سيوفٍ حديديّة"!