قالت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، صباح اليوم السبت، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي غير معني باستمرار الحرب في قطاع غزة، وذلك بالنظر إلى أن كل الخيارات العسكرية جرى استهلاكها إلى حدها الأقصى.
وأوضحت الصحيفة، أن "جيش الاحتلال الذي أنهى كل خياراته العسكرية على مستوى الحرب، لا يمانع أن يلتزم بهدن أو حتى بإعلان دائم لوقف إطلاق النار، على أن يكون له الحق في فعل ما يريد، عندما تدعو الحاجة الأمنية إلى ذلك".
وأشارت إلى أن "المقصود هنا، منع أو تصعيب عودة حركة حماس وحركات المقاومة في قطاع غزة، إلى ما كانت عليه، وهو ما يمكن تبريره بخرق حماس الاتفاق، سواء حصل الخرق أم لاء".
لمتابعة آخر المستجدات الميدانية والسياسية للحرب على غزة اشترك بقناة شمس نيوز على منصة تيلجرام
وتابعت الصحيفة "وفي المقابل، يجد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، نفسه معنياً باستمرار الحرب، وإن اسمياً، كي يمنع عن إسرائيل وعن نفسه تبعات الإقرار بفشلها في تحقيق أهدافها، ولا سيما في ظل العجز عن التعامل مع تحديات اليوم التالي، وتحديداً الجهة التي ستتولى السيطرة على القطاع، وتتابع مهمة اقتلاع المقاومة بالوكالة عن إسرائيل".
وأضافت أنه "بالنظر إلى أن الكلمة الأخيرة في إسرائيل هي للمؤسسة السياسية، وإن استندت بلورة القرارات إلى توصيات المؤسسة الأمنية، فإن نتنياهو يستغل هذه الميزة في عرقلة الإعلان عن إنهاء الحرب".
وقالت الصحيفة، "على أي حال، يعد التجاذب بين المؤسستين العسكرية والسياسية، مع تقدم للأخيرة على الأولى، سمة إسرائيلية لا تتضح حدودها، وتبقى متحركة وفقاً للظروف والمتغيرات، لكن الأكيد أن العسكر غير معني باستمرار الحرب، وذلك بالنظر إلى أن كل الخيارات العسكرية جرى استهلاكها إلى حدها الأقصى".
ولفتت إلى أنه "في المقابل، فإن لدى نتنياهو مانعَين من مجاراة الجيش: الأول يتعلّق بمصلحة "إسرائيل – الدولة"، وهو المضرة الإستراتيجية التي ستلحق بها في حال الاعتراف بفشل الحرب؛ والثاني يتصل بمصلحته الشخصية، كونه سيعود، في اليوم التالي، إلى المواجهة القضائية بلا استناد إلى أي إنجازات، وهو ما يضغط عليه لفعل ما يمكن فعله لتحقيق إنجازات في الحرب، أو إدامتها ما أمكن. على أن أياً منهما ليس معنياً بأن يطلب هو، في العلن، إنهاء الحرب".
ولذا، فإن كلاً منهما يريد أن يرمي كرة القرار إلى الآخر؛ فيقول نتنياهو: إن كان جيش الاحتلال قاصراً عن تحقيق الأهداف، فليعلن ذلك وليتحمل مسؤولية أي قرار يتخذه، فيما الأخير يحمّل نتنياهو مسؤولية الانطلاق إلى حرب لم يُدرس يومها التالي، بل ومُنع البحث فيه. بحسب الصحيفة