توفي صباح، اليوم الثلاثاء، في أحد مستشفيات كوالالمبور بماليزيا الداعية الإسلامي محمد أحمد الراشد عن عمر 86 عاما.
وعرف الراحل الراشد بأنه أحد كبار مفكري الحركة الإسلامية المعاصرة، وترك العديد من المؤلفات في الفكر والتربية والسياسة، وقد عانى السجن والاغتراب القسري.
ومحمد أحمد الراشد هو الاسم الحركي للمفكر العراقي الراحل عبد المنعم صالح العلي العزي، وكنيته أبو عمار.
وتركزت آخر كتابات الراشد على القضية الفلسطينية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس). ووصف المفكر العراقي الراحل معركة طوفان الأقصى بأنها “اندفاعية واعية ومدروسة تبتعد عن التهور والنزوات”.
من هو محمد أحمد الراشد؟
ولد الراشد بحي الأعظمية بالعاصمة العراقية بغداد في يوليو/تموز 1938، وهو من عشيرة بني عز.
درس في كلية الحقوق بجامعة بغداد التي تخرج فيها عام 1962، وعمل محاميًا، ثم صحفيًّا، ثم تفرغ للكتابة في العمل الدعوي.
درس على يد الكثير من علماء بغداد، ومنهم الشيخ أمجد الزهاوي، والشيخ محمد القزلجي.
انضم إلى جماعة الإخوان المسلمين، في مايو/أيار 1953، وكان يستمع إلى خطب كبار الإخوان كالشيخ محمد محمود الصواف، وإلى قصائد الشاعر وليد الأعظمي.
مع مطلع عام 1971، اضطر الراشد إلى الاختفاء داخل العراق بسبب الظروف الأمنية، ومع مطلع عام 1972، هاجر إلى الكويت.
عمل في الكويت محررًا في مجلة المجتمع التي تصدرها جمعية الإصلاح، وكتب فيها سلسلة مقالات بعنوان “إحياء فقه الدعوة”.
انتقل إلى الإمارات، ثم ماليزيا وإندونيسيا والسودان فسويسرا، وتوّج نشاطاته السياسية والدعوية الممتدة على مدى نصف قرن تقريبًا بتأسيس مجلس شورى أهل السنة والجماعة في العراق.
من أبرز مؤلفاته، سلسلة علوم الدعوة: “المنطلق والعوائق والرقائق، وصناعة الحياة، والمسار، ورسائل العين، ومنهجية التربية الدعوية”.
تفاعل واسع
وأثار نبأ وفاة الراشد تفاعلا واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي حيث نعته شخصيات ومؤسسات وأحزاب في العالم الإسلامي.
وفي تدوينة له على حسابه في منصة إكس، نعى رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي القره داغي، المفكر الإسلامي الراشد، واصفًا إياه بأنه أحد “صناع الحياة”، وأنه ترك خلفه “خزينة معرفية وإرثًا فكريًّا رفيع المستوى”.