قالت وكالة "أسوشييتد برس" إن إحدى "أسوأ" العمليات، التي أوقعت أعداداً كبيرة من القتلى في "إسرائيل"، خلال عام من العدوان على غزة ولبنان، لم تكن ناتجة من عشرات الصواريخ الباليستية الإيرانية، أو من وابل الصواريخ الذي أطلقته "حماس" و"حزب الله"، بل كانت طائرة من دون طيار واحدة.
وأضافت الوكالة أن "طائرة من دون طيار، محمّلة بالمتفجرات، تمكّنت من الإفلات من نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي متعدد الطبقات، واستهدفت معسكر تدريب للواء "غولاني" في حيفا، الأمر الذي أسفر عن مقتل 4 جنود وإصابة العشرات".
وقالت الوكالة، بشأن ما جرى، الأحد، إن "هذا الإنجاز الأحدث لأسطول الطائرات من دون طيار التابع لحزب الله"، ألقى الضوء على ما وصفته بــ "معاناة إسرائيل خلال العام الماضي من الحرب لإسقاط الطائرات من دون طيار، والقادمة من أماكن بعيدة، مثل اليمن والعراق وإيران".
ونقلت "أسوشييتد برس"، عن مسؤول أمني إسرائيلي، قوله إن"إسرائيل لا تزال تحقق في كيفية تمكن الطائرة من دون طيار من اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية. دخلت طائرتان من دون طيار المجال الجوي الإسرائيلي في البداية، لكن بينما تم إسقاط إحداهما، واصلت الأخرى طريقها إلى هدفها".
وقال ران كوخاف، رئيس قيادة الدفاع الجوي السابق في جيش الاحتلال للوكالة: "لقد سقط بالفعل 6 قتلى خلال الأيام العشرة الماضية بسبب طائرات من دون طيار. وهذا كثير للغاية"، مضيفاً أن "الطائرات من دون طيار أصبحت تهديداً حقيقياً".
وبحسب ما أوردته "أسوشييتد برس"، "كانت هذه هي الغارة الثانية القاتلة بطائرة من دون طيار في غضون أسبوعين فقط"، مضيفة أنه "في وقت سابق من هذا الشهر، قتلت طائرة من دون طيار، أُطلقت من العراق، جنديين إسرائيليين وأصابت ما يقرب من 20 آخرين. ويوم الجمعة، خلال عطلة يهودية كبيرة، ضربت طائرة من دون طيار، تابعة لحزب الله، دار رعاية في وسط إسرائيل، الأمر الذي تسبب بأضرار".
وذكّرت الوكالة بطائرة من دون طيار، أُطلقت من اليمن في تموز/يوليو الماضي ووصلت إلى "تل أبيب"، وأسفرت عن مقتل شخص واحد من دون أن يتم اعتراضها.
وفي سياق متصل بقدرات حزب الله ومنظمة القيادة والسيطرة لديه، بعد عمليات الاغتيال الواسعة، نقلت القناة "الـ12" الإسرائيلية، عن اللواء في الاحتياط في "الجيش" الإسرائيلي، غيورا آيلاند، وهو الرئيس لـ"مجلس الأمن القومي" سابقاً، قوله "إننا من دون شك نرى تعافياً معيناً، وهذا طبيعي".
وأضاف أن "حزب الله منظمة مبنية على الليونة والتوزع والقدرات، والتي في النهاية تخرج إلى حيز التنفيذ".
هذا الرأي أيّده أيضاً رئيس "أمان" سابقاً، اللواء في الاحتياط عاموس يادلين، الذي أكد أن حزب الله "يُعَدّ بين الجيوش الأقوى في الشرق الأوسط، ولديه صواريخ وقذائف صاروخية مماثل لما لدى دول في أوروبا، ضمنها فرنسا وبريطانيا".
وقال يادلين إنه على رغم "الضربات القاسية" التي تلقاها حزب الله، فإنه يتعافى شيئاً فشيئاً. ولا يزال هناك لديه قدرات.
وأضاف أن "من يعتقد أن حزب الله سيوقف إطلاق النار فهو مخطئ جداً، إلا إذا وصل الجيش الإسرائيلي إلى شمالي لبنان، وأعتقد أن هذا ليس في خططنا".