غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

تحقيق لـ"هآرتس": نتساريم مثلث الموت و"خط الجثث" المتروكة للكلاب الضالة

كلاب تنهش جثامين الشهداء
شمس نيوز -غزة

شهادات حول إعدامات مرعبة

ضابط في الفرقة ٢٥٢: نعتقل المدنيين ثم نعدمهم باعتبارهم مسلحين

 "١٠" مسلحين فقط من بين مئتي قتيل من المدنيين

جندي: تم إعدام طفل (١٦عاماً) بوابل من الرصاص

ضابط: الجيش يتصرف كميليشيات مسلحة لا تحكمها قوانين

كشف تحقيق لصحيفة "هارتس" الإسرائيلية عن عمليات القتل الروتينية التي يقترفها جنود وضباط جيش الاحتلال لكل فلسطيني يتجرأ على الاقتراب من محور "نتساريم"، ومعظمهم من المدنيين العزل، ليتم الإعلان عن الضحايا كمسلحين حتى لو كانوا مجرد أطفال، ولتصبح جثثهم نهباً للكلاب الضالة، بسبب عدم السماح بانتشالها من مكانها.

ونقلت صحيفة "هارتس" عن جنود وضباط خدموا خلال الأشهر الأخيرة في محور "نتساريم": هناك خط وهمي كل من يعبره يقتل حتى لو لم يكن يحمل سلاحاً، أو من يضلون الطريق وحتى راكبي الدراجات.

وقالت "هارتس": هذا الخط غير مرسوم على أية خريطة، ولا يُذكر في أي أمر رسمي. وإذا سُئل كبار قادة الجيش الإسرائيلي، فمن المحتمل أن ينكروا وجوده. ولكن في قلب قطاع غزة، شمال محور نتساريم، لا يوجد شيء أكثر وضوحًا منه".

وقال قائد في الفرقة 252 لـ"هآرتس": "هناك شيء يُطلق عليه بين القوات على الأرض "خط الجثث". بعد إطلاق النار، لا تُجمع الجثث فورًا، فتأتي الكلاب لتأكلها. في غزة، باتوا يعلمون أن المكان الذي تظهر فيه الكلاب هو مكان يجب عليهم الهرب منه".

ضابط آخر من الفرقة 252، أنهى خدمته مؤخرًا روى لصحيفة "هارتس": "من وجهة نظر الفرقة، منطقة القتل هي مدى رؤية قناص. نحن نقتل هناك مدنيين ويتم احتسابهم كمسلحين". ونوه إلى أن البيانات الصادرة عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي حول عدد القتلى لكل وحدة وفرقة تحولت إلى منافسة بين القوات، موضحاً "إذا قتلت الفرقة 99 مئة وخمسين فلسطينياً، فإن الفرقة التالية ستسعى للوصول إلى مئتين".

وقال جندي في الفرقة "إن أحد الحوادث شمل إطلاق النار على فتى صغير، عمره حوالي 16 عامًا، لم يكن مسلحًا. عندما حاول أحد الجنود الإشارة إلى ذلك، قوبل بالصراخ من الجميع. 

وقال قائد الفرقة: "بالنسبة لي، أي شخص يعبر الخط هو مسلح. لا توجد استثناءات".

وحسب "هآرتس"، فقد عبّر قادة وجنود عن شعورهم بالإحباط من سهولة تحويل المدنيين إلى مسلحين بعد قتلهم. ونقلت عن قائد في الاحتياط قوله: "القول بأننا الجيش الأكثر أخلاقية في العالم هو محاولة لتبرير أفعالنا. نعلم جيدًا ما نقوم به هناك. نحن في مكان لا توجد فيه قوانين، حيث حياة الإنسان لا تساوي شيئًا".

وقالت الصحيفة إن محور "نتساريم يمتد بطول سبعة كيلومترات، يبدأ بالقرب من كيبوتس بئيري وينتهي عند الساحل الذي احتله الجيش الإسرائيلي. وقد تم إخلاء المنطقة بالكامل من سكانها وتدمير منازلهم لتعبيد الطرق وبناء المواقع العسكرية. رسميًا، تم منع دخول الفلسطينيين إلى المنطقة بشكل كامل. لكن عمليًا، لا يُعتبر الأمر مجرد دعوة للسكان بالعودة أدراجهم (إذا وصلوا المكان ).

ونقلت "هارتس" عن ضابط كبير في الفرقة 252، وخدم في ثلاث دورات احتياط في غزة: "إنها مجرد تعبير مجازي من الجيش. فعليًا، قائد الفرقة حدد هذه المنطقة على أنها منطقة قتل. أي شخص يدخل يُطلق عليه النار".

وأشار تحقيق "هارتس" إلى أن قادة الألوية يمتلكون صلاحيات غير محدودة. ففي الماضي، كان يتطلب الأمر موافقة رئيس الأركان لقصف هدف جوي أو ضرب مبنى شاهق. لكن الآن، يمكن لقائد لواء أن يتخذ القرار بنفسه.

وقال ضابط آخر: "أحيانًا يتصرف الجيش الإسرائيلي كميليشيا مسلحة، دون قوانين واضحة". 

وذكر جندي أنه بعد إطلاق النار على شخص وقتله، تم تصوير الجثة وإرسال البيانات إلى المخابرات للتأكد من أنه مسلح ، مضيفا: "لم يكن ذلك مهمًا. فالبيانات التي نعلنها تظهر مئات القتلى من المسلحين".

 وقالت "هارتس": "في حادثة مروعة أخرى، تم العثور على جثة فتى صغير، وتم تصويرها ومصادرة هاتفه المحمول. لاحقًا، تم التأكد من أنه لم يكن عضوًا في حماس، بل مجرد طفل".