تسود أجواء من الترقب والفرح العارم في منزل عائلة الأسير "رائف الفرا"، التي تستعد لاستقبال ابنها المحكوم عليه بالسجن المؤبد 6 مرات و20 عاماً؛ وذلك بعد قضائه أكثر من عقدين كاملين خلف قضبان سجون الاحتلال الإسرائيلي، ضمن الدفعة الثانية المقرر الإفراج عنها اليوم في إطار المرحلة الأولى من صفقة التبادل بين المقاومة الفلسطينية بغزة والاحتلال الإسرائيلي.
وفي مشهد مؤثر يترجم حجم الفرحة والسعادة التي تغمر قلوب عائلة الفرا، لا تتوقف الاستعدادات للحظة اللقاء المرتقبة، إذ تجري الترتيبات على قدم وساق لاستقبال الأسير "رائف"، و3 أسرى آخرين في منطقة السطر الغربي بمدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة.
وقال "رامز الفرا" (24 عاماً)، وهو نجل الأسير "رائف"، إن "هذه اللحظة هي حلم انتظرناه طويلاً بفارغ الصبر، وها هو ذلك الحلم سيتحقق، وسأرى والدي وأحتضنه لأول مرة منذ 21 عاماً من الحرمان والفراق القسري الذي سبّبه الاحتلال الإسرائيلي".
وأضاف "الفرا"، لـ"شمس نيوز": "شعوري اليوم لا يوصف ولا يُضاهيه أي شعور، فهو شعور فرح وسعادة غامرة، وسننظم استقبالاً كبيراً يليق بتضحيات والدي وبما عاناه خلف القضبان".
وأشار إلى أن "هذه اللحظة ليست لنا فقط، بل لكل أبناء شعبنا الذين يعيشون الألم معنا، وصبروا على الدمار والقصف لأجل حرية الأسرى".
ورغم الفرح بالإفراج عن والده، يأمل "رامز" أن تكتمل السعادة بتحرير جميع الأسرى والأسيرات من سجون الاحتلال، كما أعرب عن أمله بالإفراج عن عمه "رأفت الفرا"، الذي اعتقلته قوات الاحتلال خلال العدوان على غزة.
وقال: "الفرحة تبقى منقوصة ولن تكتمل حتى نرى كل الأسرى أحراراً، ومن ضمنهم عمي الأسير "رأفت"، وهذا اليوم هو خطوة مهمة على طريق تحرير الأسرى وتبييض السجون بالكامل".
لمتابعة آخر المستجدات الميدانية والسياسية للحرب على غزة اشترك بقناة شمس نيوز على منصة تيلجرام
وأشاد "الفرا" بالدور الكبير للمقاومة الفلسطينية في إنجاز هذه الصفقة، قائلاً: "الأمل بالوصول إلى هذا اليوم كان دائماً في وجه الله، ثم بالمقاومة الفلسطينية التي جعلت المستحيل ممكناً، وأوفت بوعدها في الإفراج عن أسرانا، وبفضل بسالتها وتضحيات وصمود شعبنا، نعيش اليوم هذه اللحظات".
وأكد أن "صبر عائلات الأسرى ما كان ليُكلَّل بالفرح لولا صمود المقاومة وإصرارها على تحرير الأسرى"، مشيراً إلى أن الصفقة "رسالة أن المقاومة الفلسطينية تحمل قضية الأسرى على رأس أولوياتها، ولن تتوقف حتى تحرير آخر أسير".
وفي مشهد وصفه "رامز" بـ "التاريخي"، اعتبر "الفرا"، أن مشهد تسليم الأسيرات الإسرائيليات الأربع من ساحة ميدان فلسطين وسط غزة اليوم، يعكس قوة المقاومة وقدرتها على الإدارة بذكاء وحنكة كبيرة، وأثمرت وستثمر عن الإفراج عن أسرانا القابعين خلف قضبان المحتل".
يذكر أن الأسير رائف رامز الفرا (49 عاماً)، من سكان مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، اعتقلته قوات الاحتلال بتاريخ 11 كانون الأول/ ديسمبر 2004م، ووجهت له تهمة المشاركة في التخطيط والتنفيذ لثلاث عمليات فدائية.
وفي شهر مايو من العام 2023م، توفيت الحاجة فريدة الفرا "، والدة الأسير "رائف الفرا"، بعد حياة مليئة بالصبر والعطاء، وفق ما قالته هيئة شؤون الأسرى والمحررين؛ ليحرمها الاحتلال من حلم احتضان نجلها حراً.