أكدت المغنية والموسيقية الأيسلندية ماغا ستينا، أن مشاركتها في أسطول الصمود البحري؛ لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ سنوات طويلة واشتد خلال العامين الماضيين من حرب الإبادة الجماعية هو عمل إنساني وقانوني يهدف لتعزيز مبادئ الأخلاق والحرية والسلام، مع إشارتها إلى أن ما تفعله وجميع النشطاء أمر بالغ الأهمية لإنقاذ الإنسانية.
وأوضحت ماغا ستينا في تصريحات خاصة لـ "وكالة شمس نيوز"، أن مشاركتها في سفينة "الضمير" والتي تحمل 98 شخصًا من مختلف دول العالم، هي السبيل الوحيد أمام جميع النشطاء والعالم الحر، لرفع صوتهم أملًا في كسر الحصار وفتح ممرات آمنة لإدخال المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة المجوعين.
ومن المتوقع وفقًا لماغا ستينا أن تصل سفينة الضمير برفقة 8 قوارب صغيرة إلى شواطئ قطاع غزة خلال مدة ثلاثة أو أربعة أيام على أبعد تقدير، مؤكدة أن مشاركة نشطاء العالم في أسطول الصمود مكسب كبير للقضية الفلسطينية إذ يمنح الفلسطينيين مزيدًا من الاهتمام في العالم، ليدرك الأخرين حقيقة ما تفعله إسرائيل من إبادة جماعية بحق الإنسان الفلسطيني.
وقالت: "كل يوم نشاهد إراقة الدماء، ومجازر ترتكب بحق الإنسان في قطاع غزة، هذا أمر لا يطاق على الإطلاق، وما نعيشه من آلام ومعاناة لهذه الجرائم لا يذكر ولا يمكن مقارنته بالمعاناة المروعة التي يمر بها الشعب الفلسطيني في كل لحظة من حياته".
وأضافت: "في الحقيقة يتظاهر الكثير من الناس في دول العالم لوقف الإبادة عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة؛ لكن ما تفعله بعض الحكومات من التصدي والوقوف بوجه المتضامنين، يكشف بوضوح وجهة نظرهم وافتقارهم للإنسانية".
"رغم إرادة الشعوب الحرة، وتصريحات جميع المنظمات الإنسانية الرئيسية وخبراء الإبادة الجماعية والأمم المتحدة عن صعوبة وخطورة استمرار الحرب ضد المدنيين في قطاع غزة؛ إلا أن الكثير من الحكومات في العالم ما زالت تفتقد لكل قيم ومبادئ الأخلاق"، كما توضح الناشطة ماغا ستينا.
ولفتت إلى أن عدم تحرك الحكومات والسياسيين بالشكل المطلوب لوقف الإبادة هو الدافع الأساسي للنشطاء للقيام بما يمليه عليهم ضميرهم الإنساني والأخلاقي في التفاعل والتضامن مع الشعب الفلسطيني وصعود البحار لكسر الحصار وإنقاذ الإنسانية.
ردود فعل هائلة في أوروبا
وعن وصف شعورها وهي تُبحر باتجاه شواطئ قطاع غزة، قالت: "تغمرني مشاعر لا يمكن وصفها بالكلمات، فهي ممزوجة بالدموع والحزن لما يجري في غزة، وبالفرحة لمحاولة كسر الحصار والدفاع عن الإنسانية والانتصار لمبادئ الكرامة".
وفيما يتعلق عن مخاوفها لقمع واعتقال النشطاء من قبل القوات البحرية الإسرائيلية كما حدث مع النشطاء السابقين ضمن أسطول الصمود، قالت: "إذا كانت إسرائيل ستمنعني من الوصول إلى غزة وتختطفني من قلب السفينة بينما نُبحر بشكل قانوني في المياه الإقليمية الدولية فإن ذلك يعكس اختلافًا للتعامل بين حقوق الناس في العالم".
وتابعت قولها: "حينها فقط سيتمكن جميع أبناء العالم من رؤية اختلاف ردود فعل الحكومات في أوروبا، وخاصة ردود أفعالها تجاه احتجاز أصحاب الامتيازات في أوروبا، وردود أفعالها تجاه آلاف الأشخاص المعتقلين يوميًا في فلسطين، مشددة على أن أوروبا تشهد ردود فعل هائلة بسبب اختطاف إسرائيل لنشطاء الـ44 قاربًا من أسطول الصمود أثناء توجههم إلى قطاع غزة.
وتنوعت مشاهد التضامن مع الفلسطينيين كما تُبين الناشطة الأيسلندية ماغا ستينا، إذ لم تقتصر على المظاهرات فحسب إنما تطورت لتشهد إضرابات في إيطاليا ودول أخرى، فهي لا تخشى على نفسها إنما تخشى على العالم الأوروبي الذي يضع قوانين ومبادئ الكرامة والإنسانية.
"ما دامت فلسطين ليست حرة؛ فالعالم أيضًا ليس حرًا، وأعلم في قرارة نفسي أن لا أحد حر حتى تتحرر فلسطين، فشعبها العظيم علم العالم أجمع معنى الصمود في وجه العاصفة، أشارت ماغا ستينا.
وشددت على أن حكومات العالم مسؤولة عما يجري في فلسطين من إبادة جماعية، وعليها أن تبذل ما في وسعها لوقف هذا الرعب والجنون الذي يحدث ضد الإنسانية".
ستبقى فلسطين حرة
وعن تفاعل الحكومة الأيسلندية ودفاعها عن مواطنيها المشاركين في أسطول الصمود، لفتت ماغا ستينا إلى أن جميع الحكومات مسؤولة عن مواطنيها، وما يجري في غزة جريمة ضد الحياة وكل القوانين الإنسانية، وأيسلندا تفعل ما بوسعها للدفاع عن القوانين الإنسانية، ومسؤوليتنا هي محاربة كل من يخالف القوانين الإنسانية ومبادئ الكرامة.
ولم تخفِ ماغا ستينا حبها لفلسطين، إذ أكدت أن فلسطين حرة وستبقى حرة وستحرر العالم أجمع من الظلم والفساد، قائلة: "أُبحر إلى قطاع غزة لأني أم، لأني جدة، لأني إنسانة، لأني أعلم أن كل إنسان رحيم سيفعل الشيء نفسه لو استطاع".
وتدرك ماغا ستينا، أنها ليست وحدها التي تدافع عن الإنسانية والكرامة، مع إشارتها إلى أن أعداد كبيرة جدًا من الأيسلنديين يريدون فعل الشيء نفسه، ويصرخون بأعلى صوتهم "أوقفوا الإبادة الجماعية، عاشت فلسطين حرة".
