تناقلت وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي حدثاً وطنياً مميزاً وابتكاريا هو الأول من نوعه عبرأشكال العمل المقاوم وهو انطلاق حملة فلسطينية لتجمعات شبابية ببعض الدول العربية والعالمية وفي وطننا المحتل تحت عنوان لنغني موطني معا السبت الساعة السادسة مساء بتوقيت القدس المحتلة.
وتأتي هذه الحملة والفعالية بتوقيت زمني هام تتزامن بذكرى رحيل الخالد ياسر عرفات وكذلك في ظل الانقسام السياسي الفلسطيني البغيض.
وعنصر التوقيت وإن جاء هنا على فرض بمحض الصدفة مع حدث ذكرى رحيل القائد المؤسس فالأهم يبقى ياسر عرفات
حاضراً وبكل تحدي وشموخ في عقول ووجدان جماهير شعبنا الفلسطيني بكل أماكن تواجده.
فكيف لا .... وهو الحاضر الذي لم يغب لحظة رغم وجع الغياب والذي صدح بحنجرته المناضلة دوماً عن الغد الأجمل للوطن القادم عبر خطاباته الوحدوية الوطنية التى تحمل حكاية ثورة لشعب ثائر.
فعندما كان شباب الوطن المسلوب يهتفوا بالروح بالدم نفديك يا أبو عمار كان يقول لهم مخاطباً أحبيتي رددوا بالروح بالدم نفديك يا فلسطين.
فمن هنا قمت بربط العلاقة التكاملية الوطنية بين انطلاق حملة لنغني موطني معا و ذكرى الرحيل ووجع الغياب.
فقد كان ياسر عرفات يحلم بحتمية الوطن القادم طال الزمن أم قصر بعيون أشبال وزهرات النصر المؤكد لفلسطين الثورة والشعب وبحضور صرخة القدس التي تثبت يوماً بعد يوم بمعني الانتماء الشاب اللهوية والأرض والانسان وعفوية المواجهة وتحديها لممارسات الاحتلال وقطعان مستوطنيه.
فاليوم تأتي فعالية لنغني موطني معا وذكرى وجع الغياب ونحن بأسوأ حال الذي أصبح واقعاً ملموساً قهريا وتغييره صعب والمنال وقيد المحال .
فالانقسام السياسي البغيض أضحى يخيم بظلاله وظلامه القاتم على كل جوانب الحياة الفلسطينة ودمر وقتل روح النسيج الإجتماعي بين أبناء الوطن الواحد وأضاف عليه المحتل الغاصب أبشع أنواع سياسات القمع والتنكيل بأبناء شعبنا ومصادرته لأبسط مقومات الحياة الكريمة التي يعيشها أقل أنسان على هذه البسيطة.
وهنا وجب علينا جميعاً صغاراً وشيوخا ونساء أن تصدح حناجرنا الفلسطينية المقاومة بالوحدة ولم شمل للبيت الواحد من خلال مشاركتنا مع أحرار العالم بحملة لنغني موطني معا ولتكن بمثابة صرخة مدوية يسمع صداها القاصي والداني والقريب والغريب.
ولتكن الفعالية موقفاً وطنياً شعبياً وجماهيريا بامتياز من قبل أبناء شعبنا لصناع القرار الفلسطيني على مختلف توجهاتهم بأن يكفوا عن حلبة السجال والجدال العقيمة ويسارعوا لطريق الوحدة الوطنية والمصالحة الداخلية بكل جوانبها وأدق تفاصيلها المختلفة وعليهم أن ينظروا بعين الاعتبار لعموم وهموم شعبنا وقضاياه الشائكة والعالقة المتعددة الجوانب ومتشابكة الأطراف وأن يقفوا وقفة تأمل مع الضمير الوطني الذي أضحي حلماً صعب المنال.
ولتكن الحملة بنشيدها وثوبها الوطني صرخة غاضبة بوجه المحتل وقطعان مستوطنيه وأن تحمل بطياتها شكل جديد
و مؤثر بالرأي العام العربي للالتفات لقضيتنا في ظل ما يحياه واقعهم من أزمات وحروب وكذلك بأن يكون نشيد موطني الفلسطيني بمثابة عامل موحد للخروج من أزماتهم الداخلية فمن قضوا نحبهم بعرض البحر من أطفال وشباب ونساء ومن هجروا من ديارهم يجب أن يكرموا ويكونوا حاضرين حين انطلاق الفعالية بأوطانهم الذين شردوا وهجروا منها عنوة وقصرا بفعل الحروب الطاحنة.
ويجب أن تؤدي حملة لنغني موطني معا ما هو مطلوب منها على أكمل وجه من خلال أن تكون التجمعات وتعالي الصرخات والصيحات رسالة للعالم بأسره مفادها باننا فلسطينيون أحرار من حقنا العيش بحرية وكرامة فلم يبقى شعب على وجه الكرة الأرضية محتل إلا نحن فليس من حقنا أن نحيا ونعيش فلهذا يجب علينا المشاركة جميعاً ونبتعد عن السخرية من فكرة الفعالية بأسلوب التهميش والتطنيش ولنغني وننشد سويا موطني موطني ومن حقنا أن نحيا ونعيش.