شمس نيوز /عبدالله مغاري
لا زالت تلقى صدى واسعا، تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي في واشنطن أول أمس بأنه لا يستبعد التحرك السياسي أحادي الجانب في التعامل مع الفلسطينيين، والذي يتضمن الانسحاب من بعض مناطق الضفة الغربية،
وحدد نتنياهو شروطا عامة لهذا التحرك السياسي الذي يجب وبالضرورة أن يأخذ بعين الاعتبار مصالح إسرائيل الأمنية ، وأن يكون هذا التحرك ضمن تفاهمات دولية واسعة ، ودون مشاركة الجانب الفلسطيني في هذه الخطة التي يقرر فيها الاحتلال ويجد الدعم الدولي المناسب لها.
ما قاله رئيس الحكومة الإسرائيلية قوبل بانتقاد بعض القوى والأحزاب الإسرائيلية خاصة من زعيم حزب "البيت اليهودي" نفتالي بينت والذي وصف ما يقوم به نتنياهو بـ"مكافأة للإرهاب".
ومن المعروف أن الحكومة الإسرائيلية حكومة متطرفين لا تعترف بحل الدولتين وترى أن أي تعامل مع ما يجري بالضفة والقدس المحتلتين يجب أن يكون ضمن قواعد أمنية دون الاستعداد لتقديم أي تنازلات سياسية.. فماذا تريد إسرائيل؟
مراقبون رأوا في أحديث لـ"شمس نيوز " أن تصريحات نتنياهو ما هي إلا أمنية إسرائيلية بالانسحاب من المناطق التي يتركز فيها السكان العرب والسيطرة على مناطق أخرى، فيما يرى آخرون أن رئيس وزراء الاحتلال عاد يناور من جديد.
تحقيق أمنية
المختص بالشأن الإسرائيلي وليد المدلل يرى أن نتنياهو عندما يتحدث عن خطة من طرف واحد, يقصد فيها الانسحاب الجزئي من مناطق التركيز السكاني, والسيطرة على مناطق أخرى في الضفة المحتلة, معتبرا ذلك أمنية لليمين المتطرف الإسرائيلي.
وقال المدلل لـ"شمس نيوز ": الحديث عن حل من طرف واحد المقصود فيه الانسحاب من مناطق الكثافة السكانية، وهذه أمنية بالنسبة لليمين المتطرف أن ينسحب من مناطق الكثافة السكانية , التي تعتبر غالبا مناطق ( أ ) والسيطرة على مناطق (ب) و (ج )، بالتالي يتم حسمها على أساس أنها مناطق إسرائيلية".
وأضاف: هم يريدون إلقاء العبء على الفلسطينيين لإدارة شئونهم بعيدا عن إسرائيل والسيطرة على مناطق تبلغ مساحة الواحدة منها 45 كيلومتر وفي مقدمتها الأغوار".
وأشار المحلل السياسي إلى أن ما يخطط له نتنياهو نفس ما حدث في قطاع غزة, بمعنى أن تكون السيطرة الإسرائيلية مفروضة على مناطق (أ) وتبقى هذه المناطق أقرب لمناطق حكم ذاتي ومناطق بلديات فيما يتعلق بالشق المدني, وتتظاهر أمام العالم بأنها انسحبت رغم أنها تدير شؤون المناطق دون أن تتحمل المسؤولية عنها.
ولفت المدلل إلى أن ذلك لن ينهي المشكلة، وفقط سيريح إسرائيل من الاحتكاك المتواصل مع المواطنين الفلسطينيين.
مناورة
العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي جمال زحالقة يرى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وجد نفسه أمام ضرورة الإعلان عن إمكانية توجه حكومته نحو تحرك سياسي من طرف واحد بعد أن تلقى انتقادات جراء ما تسبب به من إشعال للأوضاع في الضفة والقدس المحتلتين.
وقال زحالقة لـ"شمس نيوز" بعد كل ما قام به نتنياهو من إشعال للبلاد والمنطقة، وبعد أن تعرض للانتقادات, وجد نفسه أمام ضرورة أن يعلن هذا الكلام, ولكن هناك دائما فرق بين ما يقوله نتنياهو، وبين ما يفعله، وحتى لو قال إنه سيتخذ خطوات ايجابية سيجد طريقة لنقض ذلك".
وأضاف: من المعروف أن نتنياهو مناور سياسي، وأنا لا أرى ما قاله سوى مناورة سياسية لكسب بعض النقاط".
وبيّن أن نتنياهو يريد أن يوجه كلاما مريحا للإدارة الأمريكية خاصة بعد الحديث عن منح الولايات المتحدة خمسة ملايين دولار إضافية لإسرائيل، عقب الاتفاق النووي الإيراني, إلى جانب محاولته إظهار رغبته في التهدئة والعقلانية بالموقف الإسرائيلي ليكسب أمريكا".
وكان العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي باسل غطاس قال في حديث لـ"شمس نيوز"في وقت سابق إن نتنياهو يريد العودة إلى إدارة الصراع مع التخفيف من لهب المقاومة والأوضاع الجارية بالقدس, لافتا إلى أن الحكومة الإسرائيلية لا تريد إقامة دولة للفلسطينيين كما تدعي في شعاراتها على وسائل الإعلام.
وأشار غطاس إلى أن الحكومة الإسرائيلية غير مستعدة لتقديم أي تنازلات سياسية,أو إصدار قرارات جديدة تطمئن الشارع الفلسطيني أو العربي,أو تنوي من خلالها تغيير الوضع القائم بالأقصى.