شمس نيوز/عبدالله مغاري
فُتح معبر رفح البري ليومين بعد إغلاق استمر مائة يوم, فسارع العالقون نحو بواباته, في مشهد يظهر مكانة المعبر الحقيقية, كشريان الحياة إلى غزة, ويظهر أصنافا من المعاناة ونماذج من الواسطة والمحسوبية, كانت كفيلة لتجميع نشطاء الفيس بوك، تحت وسم (#سلموا_المعبر) كمطالبة منهم لحركة حماس بتسليم معبر رفح للسلطة برام الله.
لم يستفز ذلك الوسم عناصر حماس الذين سارعوا في محاربة المغردين, وإطلاق الهاشتاقات المضادة فحسب, بل جعل القيادة السياسية بالحركة ترد, ليقول نائب رئيس المكتب السياسي في حماس موسى أبو مرزوق عبر صفحته على فيس بوك " أي معبر تريدون استلامه، معبر بيت حانون أم معبر الكرامة أم أي معبر تقصدون، لقد نسيتم أن من يدير معبر رفح فلسطينيون، وليسوا قوة احتلال وأن معركتكم مع المحتلين الذين يسلبون سيادتكم على أرضنا".
وأشار أبو مرزوق لطلب حماس من السلطة تسلم المعبر ورفض الأخيرة، متهما إياها بالشراكة في حصار قطاع غزة.
مراقبون رأوا في أحديث لـ"شمس نيوز" أن الحملة استفزت حركة حماس وجعلها تسخر عناصرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي للدفاع عن موقفها, مستبعدين في الوقت ذاته إمكانية أن تأتي هذه الحملة بأي نتائج بخصوص المعبر.
سلموا المعبر
المغردون عبر هاشتاق سلموا المعبر طالبوا حركة حماس بتسليم معبر رفح البري للسلطة, معبرين عن استيائهم من المماطلة في حل قضية هذا المنفذ من جهة, ومن تبادل الاتهامات بين الأطراف من جهة أخرى.
الشاب عدي محمود غرد على الهاشتاق بمنشور قال فيه : في يوم ميلادي ومع بدء عامي ال27 أمنيتي الأولى الخروج من قطاع غزة لأحقق أهدافي في الحياة".
أما الشاب عمر شاهين فلم يكتف بمطالبة حركة حماس بتسليم المعبر فحسب، بل غزة كلها فقال: أنا ضد هاشتاق #سلموا_المعبر أنه في مصلحة جزء من البلد , أنا مع هاشتاق #سلموا_البلد، أنه في مصلحة كل البلد".
فيما قال الناشط علي عبد الباقي: على حماس أن تدرك أنها مجرد حزب ضمن أحزاب ولم ترث غزة".
الناشطة إسلام الزعنون قالت: مدى تفاعل الناس مع هاشتاج #سلموا_المعبر أعتقد أنه يعبر عن ثورة كبيرة إن منعت اليوم ستكون غدا ... هكذا علمنا التاريخ ... هذه المحاربة أولى خطوات الانفراجة".
الصحفي علاء الحلو عقب عما نشره الناطق باسم حكومة غزة إيهاب الغصين بالقول" المهندس إيهاب الغصين يقول عبر صفحته "بدكم يفتح المعبر؟؟ أوقفوا المقاومة واتركوا السلاح وتصالحوا مع الاحتلال" التعليق #سلموا_المعبر".
السلطة تحرض
رئيس كتلة التغيير والإصلاح في المجلس التشريعي النائب محمد فرج الغول، اتهم خلال حديثه لـ"شمس نيوز" السلطة في رام الله, بالعمل على زج قضية معبر رفح في وسائل الإعلام, بهدف تحقيق أهداف سياسية وإظهار حماس كأنها هي من يرفض فتح المعبر.
وأشار النائب الغول إلى أن الحديث الذي كان يدور مسبقا مع نائب رئيس حكومة الوفاق زياد أبو عمرو, كان يتعلق بمعبر كرم أبو سالم والمعابر الأخرى دون الحديث عن معبر رفح, منوها إلى عدم وجود أي مشكلة بخصوص معبر رفح عند الحديث مع أبو عمرو أو أي طرف بالسلطة.
ولفت رئيس كتلة التغيير والإصلاح إلى وجود ما سماه "مؤامرة على الشعب الفلسطيني لزيادة حصار قطاع غزة", متهما السلطة بالمشاركة في الحصار منذ اللحظة الأولى حتى الآن".
وأكد النائب الغول على أن حماس لم تضع أي عقبة على الأرض بخصوص المعبر, مشددا على استعداد حركته لأي اتفاق لفتح المعبر, وداعيا السلطة في رام الله إلى الكف عن التحريض على قطاع غزة وتنفيذ الاتفاقات التي تمت في القاهرة.
دفاع عن المواقف
أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر مخيمر أبو سعدة يرى أن الحملة التي أطلقها النشطاء للمطالبة بتسليم المعبر تستفز حركة حماس, كونها الجهة التي تسيطر على غزة وتشعر أنها موجهة ضدها.
وقال أبو سعدة لـ"شمس نيوز": الهاشتاق يستفز حركة حماس لأنها تسيطر على غزة وعناصر حماس هم المتواجدون على المعبر, وحماس تشعر بأن هذه الحملة موجهة ضدها و الآن هي في حالة دفاع عن موقفها".
وأشار أبو سعدة إلى أن حماس ستعمل على تحريك عناصرها على مواقع التواصل الاجتماعي لدعم موقفها, منوها إلى أن الحديث سيخرج من حماس على أنها جاهزة لتسليم المعبر وأن السلطة تعيق ذلك.
وأضاف: حماس ستقول غنها جاهزة لتسليم المعبر، وهذا الحديث غير صحيح، لأن حماس لديها شروط قبل حل قضية المعبر, هي تقول جاهزون لتسليم المعبر، ولكن هم يشترطون حل قضية الموظفين مقابل المعبر, وحماس لا تتحدث عن تسليم المعبر هي تتحدث عن شراكة في المعبر".
ولفت أستاذ العلوم السياسية إلى أن الحملة التي أطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي، هي شبه استفتاء عام، يظهر أن سكان القطاع يريدون حلا لقضية المعبر بغض النظر عن الطرف الذي يقوده, مضيفا: حتى إذا كانت الحملة استفتاءً على حكم حماس في غزة, فهذا موضوع بحاجة إلى معالجة؛ لأن الناس أصبحت قاب قوسين أو أدني من الانفجار" حسب قوله.
لن تأتي بحل
وأكد أبو سعدة على أنه وفي عصر التطور المعلوماتي عبر مواقع التواصل الاجتماعي, ستشكل الحملة ضغطا على طرفي الانقسام، وتحديدا على حركة حماس التي تسيطر على غزة, معربا عن عدم تفاؤله من أن تأتي الحملة بنتائج ميدانية.
وزاد بالقول: لست متفائلا من هذا الموضوع، لأننا سنعود للمربع الأول، كون حماس ستقول إنها جاهزة لتسليم المعبر وتفضلوا استلموا, والرئيس وفتح يقولون إن حماس لا زالت تتمسك بالمعبر, كل طرف يخوض حملة علاقات عامة ضد الآخر ويحمله المسئولية".
ولفت إلى أن حماس غير جاهزة لتسليم المعبر في الوقت الحالي ,منوها إلى أنه في حال تنازلت حماس و سلمت المعبر فإن الجانب المصري لن يقوم بفتحه بالشكل المطلوب، ليردف بالقول: حتى التفاهمات الأخيرة التي تحدث عنها عزام الأحمد، هي للحالات الإنسانية, ولا أحد تحدث عن فتح المعبر بشكل تام، بحيث يتمكن الناس من السفر بسهولة".