شمس نيوز / عبدالله عبيد
أكد المحلل السياسي والخبير في الشأن الفلسطيني بتركيا، د. أحمد فارول، المقرب من الحزب الحاكم، أن الجمهورية التركية مصممة على شروطها الثلاثة لإعادة العلاقات مع إسرائيل، بعد انقطاعها على إثر حادثة "مافي مرمرة"، الأسطول التركي المتجه لقطاع غزة لكسر الحصار عام 2010.
وشدد فارول في حوار مع "شمس نيوز"، اليوم الأربعاء من اسطنبول على أن الطرف التركي لن يتنازل عن شروطه الثلاثة، وبالأخص شرط "رفع الحصار عن غزة"، والذي هو ضمن أحد هذه الشروط.
واعتبر "رفع الحصار الإسرائيلي عن غزة" الشرط الرئيسي بالنسبة لتركيا، "كون حصار غزة أصبح قضية تركية بامتياز"، منوهاً إلى أن هذا الشرط أهم في الموقف التركي، من تقديم إسرائيل اعتذاراً للأتراك، عن مجزرة أسطول الحرية.
وشنت إسرائيل اعتداءً داميا على سفينة "مافي مرمرة"، التي كانت ضمن أسطول مساعدات تركي، عُرف باسم (أسطول الحرية)، كان متوجها إلى غزة في 31 مايو/ أيار 2010، وأسفر عن استشهاد 10 متضامنين أتراك.
وأشار المحلل فارول إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" لمّح باستمرار حصاره على القطاع" لافتاً الانتباه إلى أن السياسة الإسرائيلية لها موقفين من "رفع الحصار" لعودة العلاقات التركية- الإسرائيلية.
وقال: هناك رأي إسرائيلي في الحكومة يؤيد وقف الحصار عن قطاع غزة، ومنهم من يشدد على استمرار الحصار مثل ليبرمان رئيس حزب إسرائيل بيتنا"، موضحاً أن الطرف الإسرائيلي لم يتوافق حتى الآن حول هذا الشرط.
وبحسب الخبير في الشأن الفلسطيني، فإن شرط "رفع الحصار عن غزة" هو ما يعيق المفاوضات بين تركيا وإسرائيل حتى الآن، مستبعداً في الوقت ذاته أن تقبل إسرائيل بهذا الشرط " لأنها ستراوغ كثيراً حوله"، حسب اعتقاده.
واستردك فارول: لكن في النهاية من الممكن أن يتم التوصل لحل لهذه الإشكالية، لأن تركيا و(إسرائيل) معنيتان بعودة العلاقات كما السابق في الوقت الحاضر، منبهاً إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يواجه مشكلة كبيرة جراء هذا الشرط الذي فرضته تركيا في مفاوضاتها معه.
وحول مستقبل علاقة بلاده بحركة حماس، في ظل مفاوضاتها الجارية مع الاحتلال، بيّن أن مواقف السياسة التركية تختلف عن السابق، " فقبل تولي رجب طيب أردوغان رئاسة تركيا كان هناك تطبيع في العلاقات مع إسرائيل، لكن في الفترة الحالية شاهدنا تباعدا وخلافا بينهما، في مقابل تقارب بين تركيا وبين حماس".
وجدد المحلل السياسي المقرب من الحزب الحاكم في تركيا، تأكيده على أن الموقف السياسي بتركيا الآن يتجه للقضية الفلسطينية، ويعتبرها جزءًا مهما بالنسبة له، لافتاً إلى أن قضية الحصار على غزة مهمة بالنسبة للرئيس أردوغان.
وفي السياق، كشف فارول عن مواقف "رجال سياسيين" بتركيا يتجهون نحو إعادة العلاقات مع إسرائيل بشكل أسرع" وهناك بيانات خرجت في هذا السياق"، منوهاً إلى أن هذه المواقف لا تعبر عن موقف الحكومة التركية، "وأنها خاصة بهم لأنهم ينظرون إلى مصالحهم الخاصة"، على حد قوله.
وشدد على أن موقف تركيا تجاه حركة حماس واضح، مبينا أن إسرائيل لا تستطيع أن تقطع علاقات تركيا بحماس.
وتابع: تطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل يتخذ شروطاً منها رفع الحصار، لكنه لم يتناول العلاقة مع حماس، فهذا الأمر خارج إطار المفاوضات الجارية".
ويجري الطرفان التركي والإسرائيلي مباحثات في سويسرا، بغرض العمل على ترميم العلاقة السياسية التي قطعت بينهما منذ عام 2010، بفعل العدوان الإسرائيلي على سفينة ( مافي مرمرة)، وقتلها 10 نشطاء أتراك كانوا على متنها في طريقهم إلى قطاع غزة.
وكانت (إسرائيل) قد قدمت اعتذارًا عن الهجوم، فيما تتمسك بإبقاء الحصار على قطاع غزة.