غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر قراءة تحليلية في الرسائل القسامية.. دفتر الحساب لم يُغلق

بقلم/ أحمد أبو عقلين*

رغم مرور خمسة أعوام على صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، والتي عرفت باسم صفقة "وفاء الأحرار"، وتم بموجبها الإفراج عن ألف أسير فلسطيني مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، بعد خمسة أعوام على أسره شرق رفح، إلا أن دفتر الحساب لم يغلق بعد..

هذا ما بدا واضحا من الرسائل المتتابعة التي تبعث بها كتائب الشهيد عز الدين القسام، والتي تظهر جوانب من حياة الجندي شاليط في الأسر، وبعض كواليس العسكريين الذين كانوا يرافقونه طوال فترة اختفائه.

اليوم أرسلت القسام رسالة قوية عابرة للقارات، مدتها الزمنية لا تزيد على الدقائق المعدودة، لكنها تحمل الكثير من المعاني والرسائل الموجهة لأكثر من طرف.

شاليط الذي ظهر اليوم وهو يأكل ويضحك ويشوي الدجاج، يقول للحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل إن جنودك المأسورين هم في أيدي واثقة، ليست مرتجفة، ولا تختبئ في غياهب الظلام، ولا تخشى أقمارك التجسسية ولا طائرات المراقبة ولا كل أجهزة الاستخبارات والعمالة، هم يعيشون حياة طبيعية، يأكلون أفضل الطعام، ويلعبون ويتفسحون، ويضحكون.

وفي جملة واحدة موجهة إلى نتنياهو يقول القسام: نحن أصحاب النفس الأطول، فلا تتمادى في الكبر والعناد، بضاعتنا عندنا ولا ضير ولا حرج لو زادت كيل بعير.. إن رأيت أن هذا كيل يسير، ولا تراهن على نفاد صبرنا مع الوقت.. فنحن نأكل الدجاج، والمشاوي، ولا نتقوى فقط بفتات تمر وشربة ماء كما تظنون.

قد يقول قائل إن صفحة شاليط قد طويت وصارت بضاعة كاسدة، فهل من جديد تعرضه لنا حماس اليوم يتماشى وطبيعة التطورات الحالية؟

ليس بهذه المقاييس تكون الحسابات والتحليلات.. فإن الدفاتر القديمة قد يكون فيها ما يقيم صلبنا ويغيظ العدو وينكأ جراحه التي يبحث عن راقٍ يرقيها لتلتئم.

الذي ظهر في الصور والتسجيلات هو جلعاد شاليط.. وفي المثل الشهير "الكلام الك يا كنة واسمعي يا جارة"، رسالة قوية إلى ذوي الجنود المأسورين شاؤول أرون وهدار جولدن وماغنيستو وغيرهم ممن لا نعلم أعدادهم، أن الذي يتسبب في إطالة أمد غياب أبنائكم هو رئيس حكومتكم، لا توجهوا سهامكم نحو المقاومة بغزة، بل صوبوها على صدر نتنياهو وقادة جيشه، ولا تنتظروا تحرير أولادكم بعملية كوماندوز أو بإنزال جوي أو بري، القرار في أيديكم.. راجعوا إن شئتم المقولة الشهيرة للشهيد الشيخ أحمد ياسين، وستعلمون ما هو المطلوب: احنا بدنا أولادنا يطلعوا من السجن غصبا عنكم".. هذه هي المعادلة.

رسالة أخرى توجهها القسام للمحاصرين في غزة، المقاومة لن تخذلكم، ففي يدها من أوراق القوة والضغط ما يجبر العدو على رفع الحصار وإعادة الأمل، فالصفقة التي خرج فيها ألف مقابل واحد، ليست هي الغاية الآن.. قواعد اللعبة تغيرت، قرار رفع الحصار سينتزع بالقوة، وستعود لغزة أيام عزها، ولو بعد حين، وهي ذات رسالة المواساة والتسلية لآلاف الأسرى المغيبين خلف القضبان، بأن نور الفجر آت.

وإلى العالم الذي يكيل بمكيالين ويقيس بمقاييس الجلاد فيتهم المقاومة الفلسطينية بالإرهاب، رسالة أخرى، استحضروا أخلاقنا، وقارنوها بأخلاق الاحتلال الإسرائيلي، الجندي القسامي يحسن للأسير الذي بين يديه، ولا يهينه، والجندي الإسرائيلي يعدم شبابنا وفتياتنا ونساءنا في الميدان بدون محاكمة، ويترك أسرانا يقاسون البرد والجوع، ويذلهم أيما إذلال، ويعاقبهم بالمنع والحرمان والإهمال، فكم من أسير استشهد في سجون الاحتلال خلال السنوات الخمسة التي كان شاليط فيها غائبا؟ وكم من أسير فتك به المرض ونحل جسده وقاسى الجوع طالبا الحرية، بينما شاليط يأكل الدجاج والكباب؟.

الصور والتسريبات القسامية لم تخرج بضغط من أحد، ولم يدفع أحد ثمنا للكشف عنها اليوم، فهي مؤرشفة ومحفوظة، وتخرج بحسب الحاجة، كانت سابقا في الدهاليز لها ثمن باهظ..

والأسرى الإسرائيليون اليوم قد يكونوا في مثل هذا الحال.. لكن أي تسريب لهم أو معلومة صغيرة تحتاج لثمن.. فلا يوجد دخان بلا نار.. ولا يوجد دجاج مشوي بلا ثمن!.

*كاتب من غزة

 

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".