شمس نيوز/صلاح سكيك
أضحت الحرب الالكترونية، الوسيلة الأكثر إثارة، فلا يمكن لحرب تقليدية أن تشتعل دون شرارة المعلومات، لذلك انطلقت حركات ومنظمات عالمية مساندة للقضية الفلسطينية تهدف إلى السيطرة على مناحي الحياة الالكترونية في إسرائيل .
هذه المنظمات لم تعد مقتصرة على المقاوم الخارجي، بل هناك أشخاص في غزة يتقدمون الصفوف من أجل كبح جماح دولة الهوس الأمني.
الهكرز الغزي الملقب بـ"ابو المجد" ، قال لـ "شمس نيوز"، إنه يعمل داخل منظومة اختراق الكترونية منذ العام 2007، موضحا أن مهام هذه المجموعة هو اختراق المواقع المعادية للإسلام في العالم ، واختراق الشبكة العنكبوتية الإسرائيلية.
وأوضح أن المخترقين يعملون لتحقيق أهداف مختلفة، حيث أن البعض يعمل من أجل السيطرة على أموال بعض الأشخاص والمؤسسات المسالمة "وهذا العمل ليس من أهدافنا" بحسب تعبيره.
واستنكر "أبو المجد" ما سمّاه "شيطنة" أفعال الهكرز الأخلاقي من قبل بعض الأشخاص الذين يريدون وضع الهكرز في بوتقة النصب والاحتيال.
وزاد بالقول: للأسف، فإن الهكرز في نظر العامة يعني الدخول على أجهزة الغير وتدمير ما يمكن أن يصلوا إليه من معلومات وبيانات" مبينا أن دوره يقتصر على جمع المعلومات عن الموقع المعادي وتهيئته لزملائه من أجل اختراقه والسيطرة على بياناته ومن ثم إغلاقه أو تشفيره.
وأكد أن المجموعة التي يعمل ضمنها تعتبر سرية للغاية، ولا يمكن الكشف عن أي معلومة عنها، وأن هناك بعض الأعضاء يعملون معه لا يعرفهم نظرا للسرية المحيطة بالمجموعة.
إسرائيل مخترقة
المدون والناشط الإعلامي خالد صافي، يرى أن المقاوم الالكتروني استطاع أن يوجد لنفسه مكانة استراتيجية في العالم الافتراضي من خلال اختراق مواقع إسرائيلية سياسية وعسكرية ومالية على الشبكة العنكبوتية، في محاولة منه لإحداث شلل داخل المنظومة الإسرائيلية.
واستشهد صافي بالاختراقات التي تحدث بتاريخ السابع من ابريل من كل عام، والتي يتوحد فيها الهكرز المساند للقضية الفلسطينية حول العالم ، لضرب العمق المعلوماتي الإسرائيلي وتسريب معلومات وبطاقات فيزا وبطاقات ائتمان خاصة برجالات الدولة العبرية "وكل ذلك يؤلم إسرائيل بسبب اعتمادها الكبير على التكنولوجيا".
وأضاف متحدثا لـ"شمس نيوز": يتم أيضا كشف أسماء عملاء عرب يتخابرون سريا مع العدو الإسرائيلي، بعد اختراق أجهزة مخابراتية إسرائيلية، لاسيما جهازي الموساد والشاباك.
وحذر صافي المخترقين الجدد من محاولات استخبارات الاحتلال لكشفهم، داعيا إلى أن يتم الاختراق فقط عبر جهة أمنية أو منظومة اختراق متكاملة وليس عبر شخص منفرد.
وتوقع صافي ازدياد حجم التأييد العالمي لفلسطين واستمرار الهجمات على المواقع الإسرائيلية بشكل أوسع وأشد خطورة ، نظرا لعدم قدرة المخابرات الإسرائيلية على إيقاف الجيوش الالكترونية.
ودلل صافي على أهمية الهكرز العربي في فضح الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني بالإضافة لاتساع رقعة المقاطعة العالمية لمنتجات المستوطنات .
الهكرز الأخلاقي
الخبير بشؤون الأمن والحماية جواد الغلاييني، قال لـ"شمس نيوز" إن المجتمع الفلسطيني مازال متخوفا من مصطلح "الهكرز"، حيث أن الفكرة السائدة هي أن الهكرز هو شخص سيء السمعة ويخترق خصوصيات الآخرين، ويرجع سبب ذلك الفكر الخاطئ لممارسات بعض الهكرز الذين يسعون لسرقة خصوصيات الآخرين".
وبيّن أن بعض المنفلتين يستخدمون الاختراق للتطفل أو كسب المال، أو التميز عن الغير، أو من اجل الشهرة ، مبينا أن هؤلاء الأشخاص يتم أيضا اختراقهم عبر قاعدة "لا يوجد هكرز إلا تم تهكيره" .
وشدد الغلاييني على ضرورة التمييز بين الهكرز الأخلاقي والهكرز غير الأخلاقي "فالأول يهدف لكشف بعض الثغرات لمحاولة إخفائها وتنبيه أصحاب المواقع وتقديم الحماية والحلول".
أما الهكرز المتطفل-بحسب الغلاييني، فإنه يسعى للسيطرة على جهاز المستخدم وتخريبه وابتزازه من أجل الحصول على الأموال وتحقيق مصالح خاصة.
وختم بالقول: هناك دورات تدريبية متكاملة وتسمى دورات الأمن والحماية هدفها تعليمك كيف تحمي نفسك بنفسك من أي مخاطر أمنية أو تكنولوجية، وهذا العلم يدرس في كل دول العالم".
ومن الجدير ذكره أن مجموعة "الهاكرز" المعروفة باسم "Anonymous" تعتبر تاريخ السابع من أبريل في كل عام، موعدا موحدا للحرب الالكترونية ضد المواقع الإسرائيلية، حيث في كل مرة يتم بها الاختراق تخسر إسرائيل معلومات تضرب أمنها القومي الداخلي ، بالإضافة لخسارتها مليارات الدولارات بعد السيطرة على مواقع أمنية وحسابات بنكية لأشخاص لهم وزنهم في السياسة الإسرائيلية.