شمس نيوز / عبدالله عبيد
أعلنت دول المجلس الخليجي الأسبوع الماضي قراراً يقضي بتصنيف "حزب الله" اللبناني منظمة إرهابية، بعد أقل من ثلاثة أسابيع على إعلان السعودية وقف مساعداتها للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، لمواقفها المؤيدة لحزب الله المدعوم من خصمها الإقليمي اللدود إيران.
لم يكن هذا القرار مفاجئاً بل كانت جميع المؤشرات خصوصا في الآونة الأخيرة، تؤكد أن مثل هذا القرار ليس ببعيد، بعد أن أعلنت عدد من الدول الخليجية الكشف عن ما أسمته بـ"خلايا إرهابية" ذات علاقة بحزب الله، إلا إن هذا القرار جوبه برفض من الكثير من الدول العربية ومن الفصائل الفلسطينية على وجه الخصوص، التي رفضت واستنكرت قرار تصنيف الحزب اللبناني إرهابيا.
جامعة الدول العربية خلال اجتماع لوزراء الخارجية العرب أمس اتخذت قرارا مطابقا لقرار المجلس الخليجي ليصبح حزب الله "إرهابيا" في لوائح الدول العربية، وسط تحفظ من لبنان والعراق وملاحظة من الجزائر، الأمر الذي أثار الكثير من التساؤلات حول سبب وتوقيت هذا التصنيف ومدى تأثيره على القضية الفلسطينية وبالأخص على الفصائل المقربة من حزب الله.
منبوذ عربياً
أكرم عطا الله، المحلل السياسي الفلسطيني، يرى تصنيف جامعة الدول العربية لحزب الله بالإرهابي لم يأتِ بجديد، لأن العالم العربي- حسب وجه نظره- منقسم منذ زمن، موضحا أن هذا الموقف كان منفرداً وأصبح جماعياً.
" هل هذا القرار سيؤثر على حزب الله والفصائل الفلسطينية؟ يجيب عطا الله في حديث لـ"شمس ميوز"، بأن الحزب اللبناني لن يتأثر كثيراً به، معربا عن اعتقاده بأن هذا القرار سيؤثر على الفصائل الفلسطينية في إطار تحالفاتها ومواقفها".
وأضاف: هذا يعني أن كل من يتعامل مع حزب الله اللبناني سيكون منبوذاً في الحالة العربية"، لافتاً إلى أن الفصائل الفلسطينية قالت كلمتها ورفضت هذا القرار سابقاً، باستثناء حركتي فتح وحماس، "لأن وطأة الحسابات والمسؤولية والموقع والموقف كانت ثقيلة بالنسبة لهم".
وشدد المحلل السياسي على أن تصنيف حزب الله إرهابياً، سيؤثر كثيراً على طبيعة العلاقات العربية الفلسطينية، وبالأخص مع بعض الأحزاب المقربة من حزب الله.
وكانت فصائل فلسطينية قد رفضت قرار مجلس التعاون الخليجي بتصنيف حزب الله اللبناني "منظمة إرهابية"، معتبرة بأن المستفيد الوحيد من هذا القرار هو الاحتلال الإسرائيلي وأعداء الأمة العربية والإسلامية.
وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كايد الغول، إنّ قرار مجلس التعاون الخليجي باعتبار حزب الله "منظمة إرهابية"، فيه خلط للأوراق وحرف للصراع وللتناقضات في المنطقة، في حين رأت حركة الجهاد الإسلامي في بيان لها أن هذا القرار فيه تصعيد يصب الزيت على النار، ويهدد أمن واستقرار لبنان ودول المنطقة.
أبعاد مختلفة
في ذات الإطار، يقول الخبير في العلاقات الدولية والإقليمية اللبناني، رغيد الصلح، إن قرار جامعة الدول العربية باعتبار حزب الله اللبناني تنظيماً إرهابياً، له صلة بالصراعات في المنطقة العربية، التي يجب أن تُحل بأقرب وقت ممكن.
وأكد الصلح خلال اتصال هاتفي مع مراسل "شمس نيوز"، من لندن، أن هذا القرار في الوقت الحالي له أبعاد مختلفة، معتبراً "حزب الله لم يعد حزباً فقط في لبنان، بل أصبح له تأثير ووزن في المنطقة العربية" بحسب وصفه.
وبحسب الخبير الدولي، فإن قرار الجامعة العربية ضد الحزب اللبناني أمر غير مستغرب في ظل الصراعات الطائفية بالمنطقة العربية، وقال: ليس مستغرباً أن تصدر مواقف ضده على الصعيد العربي، انطلاقاً من الصراعات الحادة الحاصلة في المنطقة العربية، والتي تستهدف أطرافاً مختلفة وحكومات عديدة من كافة القوى والمنظمات ذات الصلة بهذا الصراع"، بحسب الصلح.
ونوه إلى أنه لو تم تطبيق قرار الجامعة العربية ضد حزب الله واستمر، فسيكون له نتائج سلبية على الحزب" داعياً حزب الله للسعي إلى معالجة إعلانه "تنظيماً إرهابياً"، بحكم تجربته السياسية الواسعة.
ويعتقد الصلح أن توقيت إعلان حزب الله "إرهابياً" من قبل جامعة الدول العربية، جاء بالتزامن مع تعيين وزير الخارجية المصري الأسبق أحمد أبو الغيط، أمينا عاما للجامعة، مرجحاً أن يكون هناك صلة بين الأمرين.
وكان وزراء الخارجية العرب اعتبروا الأسبوع المنصرم، حزب الله جماعة إرهابية واتهموه بزعزعة الاستقرار في المنطقة العربية بينما تحفظ لبنان والعراق على القرار.