غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر "المبادرة الفرنسية" قشة نجاة السلطة وبوابة باريس للعرب

شمس نيوز/عبدالله مغاري

منذ أشهر عديدة وجهود باريس تُبذل لدفع عملية السلام بين الاحتلال الاسرائيلي والفلسطينيين, من خلال مبادرة فرنسية تقوم على مبدأ عقد مؤتمر دولي للـ"سلام", جهود ترفضها حكومة الاحتلال الإسرائيلي, وتقبلها وترحب بها السلطة الفلسطينية, ولم تلق موقفا داعما من الولايات المتحدة الأمريكية بعد, فيما ترفضها بعض الفصائل الفلسطينية وتعتبرها مضيعةً للوقت.

وبالرغم من رفض نتنياهو العلني ومهاجمته للأفكار الفرنسية التي عرضها وزير الخارجية الفرنسي السابق فابيوس قبل استقالته, إلا أن السلطة الفلسطينية لا زالت متمسكة بتلك المبادرة, وتجري مشاورات مع دول عديدة لإنجاح المؤتمر الدولي على أمل أحداث اختراق جديد في "عملية السلام".

ليس ذلك فقط, بل أجّلت تقديم مشروع ضد الاستيطان في مجلس الأمن, حسب ما كشفت هأرتس العبرية, وأكده القيادي بفتح يحيى رباح لـ"شمس نيوز" مبررا ذلك بمحاولة رئيس السلطة عباس عدم التشويش على جهود باريس, فيما أوضح أمين سر اللجنة التنفيذية صائب عريقات, أنه لم يتم تحديد موعد لتقديم مشروع القرار لمجلس الأمن وان الذي حصل هو إجراء مشاورات تتناول مسودة مشروع هذا القرار نافيا تأجيل المشروع.

مراقبون أجابوا على عدة أسئلة طرحتها "شمس نيوز" حول الأسباب التي دفعت السلطة لتأجيل مشروع مجلس الأمن, وعن مدى إمكانية بناء الآمال على الأفكار الفرنسية لتغيير الأمر الواقع, والذي فرضه الاحتلال الإسرائيلي.

لماذا التأجيل؟

الكاتب والأديب الفلسطيني أحمد رفيق عوض يرى في حديثه لـ"شمس نيوز" أنه يمكن النظر إلى خطوة تأجيل السلطة لشكوى مجلس الأمن بخصوص الاستيطان من نواحي عديدة, أولها أن تكون السلطة قد جاملت فرنسا لتهيئة الظروف أمام جهود باريس, وإظهار حسن نواياها, منوّها إلى أنه في حال كان ذلك هو سبب التأجيل, فان هذا لا يضيع حق تقديم الشكوى بل يؤجل التوقيت فقط.

وأوضح عوض أن الاحتمال الثاني للتأجيل, قد يكون بسبب ضغوط إسرائيلية أو أمريكية, أو من دول عربية مُورست على السلطة من أجل تأجيل شكوى الاستيطان "وليس بالضرورة أن تكون تلك الضغوط فرنسية ".

أما عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية رباح مهنا, عدّ القرار ضمن الأخطاء التي يرتكبها رئيس السلطة, والتي تضر بمستقبل الشعب الفلسطيني، حسب وصفه, مشيرا إلى أن تأجيل التقدم لمجلس الأمن كان بضغط من فرنسا وعلى أمل تحصيل شيئ من الاحتلال الإسرائيلي, مضيفا "أعتقد أن هذا وهم وخطأ ولا يستند القرار إلى أي دراسة حقيقية للواقع"، مشيرا إلى أن المبادرة الفرنسية خطيئة وأن من يوافق عليها سيرتكب خطيئة بحق القضية الفلسطينية.

السلطة تتمسّك

ويشير الكاتب أحمد رفيق عوض إلى أن السلطة تتمسك بالأفكار الفرنسية لأنها تعتقد أن مؤتمر السلام يفتح لها باباً جديداً في ظل انغلاق كل الأبواب أمامها, بجانب تخلّي الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والعرب عنها.

وأضاف عوض: السلطة ترى أن المبادرة الفرنسية هي اللعبة الوحيدة في المدينة, بالتالي يمكن استثمارها , بالرغم من أن إسرائيل كانت واضحة ورفضت الافكار الفرنسية, وهي تتمسك لانه لا يوجد ما يمكن الحديث عنه سوى هذه المبادرة".

أميركا تلعب

عضو المجلس الثوري لحركة فتح عبدالله عبدالله أكد أن الإدارة الأمريكية تحاول إبقاء عملية السلام في الشرق الأوسط تحت رعايتها وهيمنتها رغم اعترافها بفشلها في تحقيق أي اختراق على صعيد القضية الفلسطينية, لافتا إلى أن أميركا لا تعطي مجالاً لأطراف أخرى لتقديم حلول.

وقال عبدالله لـ"شمس نيوز": خلال 20 عاماً أو يزيد لم تحقق أميركا أي انجاز على هذا الصعيد وهي تعطي حكومة الاحتلال مزيداً من الوقت لتكريس احتلالها وتخريب أي إمكانية لحل الدولتين، الذي أجمع عليه المجتمع الدولي وساندته قرارات المؤتمرات كلها من مجلس الأمن إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى التجمعات الإقليمية الأخرى.

لن تنجح

واستبعد الأديب الفلسطيني عوض أن تنجح الجهود الفرنسية وتحقق اختراقا في القضية الفلسطينية, عازياً ذلك إلى أن أميركا لا تقبل بأن يأخذ أحدا الملف الفلسطيني الإسرائيلي منها، وأيضاً لعدم وجود جبهة عربية وإسلامية تدعم المبادرة بالشكل الحقيقي, بالإضافة إلى أن فرنسا لا تريد حل القضية بقدر ما أنها تريد الدخول كلاعب دولي منافس إلى الساحة العربية من خلال البوابة الفلسطينية.

فيما يرى الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله في حديثه لـ"شمس نيوز" أن المبادرة الفرنسية لا يمكن أن تحقق أهدافها في ظل عدم تأييد ودعم الولايات المتحدة الأمريكية لها والتي تعتبر المؤثر الوحيد على إسرائيل بالمنطقة، مشيراً إلى أنه في حال وافقت أميركا وشاركت بالمبادرة فعندئذٍ يمكن التفاؤل بنجاحها.