غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر "الجدار الإسرائيلي".. هل يقضي على أنفاق غزة؟

شمس نيوز / عبدالله عبيد

يحاول الجيش الإسرائيلي بشتى الطرق القضاء على أنفاق المقاومة على الحدود مع قطاع غزة، بعد الفشل الذريع في مواجهتها، والتي كان آخرها قرار وزارة الحرب بناء جدار تحت الأرض يمتدّ إلى ما فوقها، حيث تعتبر تحدياً جديداً بالنسبة للمقاومة التي اختارت من الأنفاق سلاح استراتيجي لها.

وتتحدث إسرائيل عن جدار أمنيّ بمواصفات هي الأولى من نوعها، على امتداد 60 كيلومترًا، وبعمق كبير تحت الأرض، ليكون بمثابة "خط دفاع"، لمجابهة الأنفاق التي تحفرها المقاومة في غزة، والتي يعمل جيش الاحتلال على طول الحدود بكثافة، لاكتشافها. ويقول الجيش الإسرائيلي إنّه حقق تقدّما ملحوظًا في كشف هذه الأنفاق، مؤخرًا، وهو الأمر الذي تنفيه حماس وتقول إنها أنفاق قديمة.

وأكد قادة عسكريين إسرائيليين أن سلاح الأنفاق يشكل رادعا استراتيجيا مهمّاً لدى المقاومة، وسيكون له تأثير بالغ في حسم مسارات أي مواجهة مقبلة لصالح المقاومة، خاصة في العمليات البرية، معربين عن خشيتهم من وصول الأنفاق إلى داخل الأراضي المحتلة، مما سيدفع بترحيل سكان الجبهة الجنوبية بإسرائيل في أي مواجهة مقبلة.

محاولة فاشلة

القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، أحمد المدلل حديث الاحتلال الإسرائيلي حول إنشاء جدار على حدود قطاع غزة، لتدمير أنفاق المقاومة محاولة فاشلة، مؤكداً أنها لن تستطيع التأثير على أداء المقاومة.

وقال المدلل في تصريحات خاصة لـ"شمس نيوز": مهما حاول العدو الصهيوني الوقوف في وجه المقاومة ومحاولة غرس الجدران لتدمير أو لإيقاف الأنفاق فإنه لن يستطيع أن يؤثر على أدائها"، موضحاً أن الأنفاق هي إحدى الأدوات التي تستخدمها المقاومة لمواجهة العدوان الصهيوني، "وأدوات وخيارات المقاومة كثيرة جداً، خصوصاً أنها استطاعت أن تصنع معادلة جديدة في صراعها مع الاحتلال".

وشدد على عجز الاحتلال في مواجهة المقاومة الفلسطينية في غزة والضفة، مشيراً إلى أن العدو الذي لم يستطع أن يحقق أهدافه في القضاء على المقاومة " في حرب استمرت لـ 51 يوماً خلال حرب صيف 2014، لن يستطيع أن يكسر شوكتها ولا يستطيع كسر حتى إرادة شعبنا الفلسطيني"، حسب تعبيره.

مواجهة الأنفاق

وشدد على أن المقاومة لن تعدم خياراتها "حتى ولو وقف العدو الصهيوني في وجه الأنفاق التي استطاعت أن تصل إلى عمق إسرائيل"، لافتاً في الوقت ذاته إلى أنها لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي في حال أقدم الاحتلال على إنشاء جدار لمنع بناء الأنفاق وكشفها.

وكان موقع صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، ذكر أمس الجمعة، أن السلطات الأمنية في إسرائيل قررت تسريع عملية بناء الجدار الجديد مع قطاع غزة؛ بهدف مواجهة أنفاق حركة حماس ومنع تسلل المسلحين الفلسطينيين للكيبوتسات المجاورة للقطاع، مبيّناً أن ممثلين عن وزارة الجيش وقيادة المنطقة الجنوبية التقوا للاتفاق على تسريع خطوات البناء لوقف تهديد الأنفاق.

وأشار إلى أن ميزانية كبيرة رصدت لأجل هذا المشروع الذي يعد الدرع الحامي – حسب تعبيره- لمواجهة الأنفاق، لافتا إلى أن المشروع الجديد يشمل تكنولوجيا كشف الأنفاق وإقامة جدار ذكي أسفل وأعلى الأرض على طول الحدود، وتوسيع نشر المنظومة الجديد للإنذار المبكر الخاصة بقذائف الهاون.

خطة قديمة

في السياق، أوضح الخبير بالشأن الإسرائيلي، أنطوان شلحت أن موضوع بناء جدار يمتد من سطح الأرض لفوقها "خطة قديمة" كانت بتكلفة عالية واليوم أقر بتكلفة أقل".

وقال شلحت لمراسل "شمس نيوز" إسرائيل حاولت وتحاول الكثير من اجل القضاء على أنفاق حماس، وهذا يأتي كرد تكنولوجي لتدمير شبكة الأنفاق"، لافتاً إلى أن الأنفاق أرهق الجيش الإسرائيلي بشكل كبير.

وأضاف "هناك مخاوف إسرائيلية من ازدياد الأنفاق، وعادة تحاول أن ترد على مثل هذه التهديدات والمخاوف بخطوات استباقية، والتي يكون طابعها ردعي أكثر".

وعن مدى نجاح هذا الجدار في تدمير الأنفاق إذا ما تم إنشاؤه، يرى الخبير بالشأن الإسرائيلي أن إسرائيل لديها أمل كبير في هذه الخطة، مستدركاً " لكن هناك مخاوف من أن تفشل كما فشلت القبة الحديدية في التخليص على صواريخ المقاومة التي تنطلق غزة".

وتابع" كما توجد عند الاحتلال عقول تفكر بالخطوات لمثل هذه التهديدات، فإن هناك أيضاً عقول لدى المقاومة في غزة، تفكر في كيفية التغلب على مثل هذه العوائق"، حسب تعبير شلحت.