شمس نيوز/عبدالله مغاري
أوضح الخبير في القانون الدولي حنا عيسى, آلية الإجراءات القانونية التي من المفترض أن تقوم بها منظمة التحرير الفلسطينية, لمقاضاة الحكومة البريطانية على إصدارها وعد بلفور عام 1917, والذي أعطت من خلاله الحق لليهود بإقامة وطن قومي لهم في فلسطين .
وقال عيسى في حديثه لـ"شمس نيوز" من الناحية القانونية تقوم منظمة التحرير أولا بالتوجه لمجلس الأمن الدولي من خلال المندوب العربي المصري, وبالتأكيد ستقوم الحكومة البريطانية باستخدام حق الفيتو, ولكن هذا لا يقطع الطريق أمام الفلسطينيين "
وبين أستاذ القانون الدولي عيسى أن الخطوة التالية بعد استخدام بريطانيا للفيتو هي التوجه للجمعية العمومية للأمم المتحدة, واستصدار قرارا يلزم جميع الأطراف وذلك استنادا للقرار رقم 377 لعام 1956 "الاتحاد لأجل السلام ", وأن تشكل المحكمة مكانية محددة الزمان والمكان لمعاقبة الحكومة البريطانية على وعد بالفور " الذي تسبب بمعاناة للشعب العربي الفلسطيني الذي حتى تاريخه لم يحصل على حق تقرير المصير "
وعن المعيقات التي يمكن أن تقف أمام مقاضاة بريطانيا, أشار عيسى إلى وجود عقبات على المستوى الدولي, تتمثل في نفوذ بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة بالإضافة "لإسرائيل", مستدركا " لكن بنهاية المطاف يجب أن تعلم بريطانيا أنها ستحاسب على جرائمها بحق الشعب الفلسطيني وان هذا يعتبر هولوكوست ضد الفلسطينيين ويجب أن تعاقب عليه و أن تعترف بريطانيا بمسؤوليتها القانونية تجاه شعبنا "
وحول ما إذا كانت هناك مؤشرات لفشل أو نجاح المساعي الفلسطينية قال خبير القانون الدولي "لا يوجد نسبة للحكم بنجاح أو فشل المهمة , نحن قمنا بطلب إعداد ملف بهذه القضية وتجهيز التحضيرات المطلوبة, ومن تم القيام بالإجراءات وانتظار النتائج"
وتوقع عيسى انه في حال نجاح المساعي الفلسطينية بمقاضاة بريطانيا أن تقوم الحكومة البريطانية بالاعتراف بأنها ارتكبت خطأ تاريخيا بحق الشعب الفلسطيني, وان تقوم بتقديم التعويض المالي للفلسطينيين عن المعاناة التي عاشوها على مدار السنوات الماضية, مرجحا أن تستغرق القضية نحو عشرة سنوات لإصدار الحكم النهائي .
وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قد طالب خلال كلمته بالقمة العربية التي عقدت في نواكشوط، الاثنين الماضي الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بمساعدة السلطة لرفع قضية ضد الحكومة البريطانية لإصدارها وعد بلفور المشؤوم ما تسبب في نكبة الشعب الفلسطيني .
وفي أول رد "إسرائيلي" وجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو انتقادا حاداً إلى مساعي السلطة لمقاضاة بريطانيا بسبب وعد بلفور متوقعا الفشل لها .
وقال نتنياهو: لقد سمعت أن السلطة الفلسطينية تنوي مقاضاة بريطانيا حول إعلان بلفور، ومعنى ذلك أنها لا ترفض الدولة اليهودية فحسب بل هي ترفض البيت القومي اليهودي الذي سبق الدولة اليهودية.
وأضاف، "إنها ستفشل بذلك، ولكن هذا يسلط الضوء على جذور الصراع وهو عبارة عن الرفض الفلسطيني بالاعتراف بالدولة اليهودية مهما كانت حدودها".
وتابع نتنياهو، "هذا كان ولا يزال قلب الصراع ولغاية أن نعترف بذلك ونقول لشعوب العالم إن هذه هي جذور الصراع وهذا هو التحريض الذي يرافقها – لن يكون هناك حل ولكن هذه المحاولة أيضا ستتكلل بالفشل".