شمس نيوز / عبدالله عبيد
أثار قرار منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، الذي ينفي أي علاقة تاريخية بين اليهود والمسجد الأقصى المبارك وحائط البراق، سخط وغضب الأوساط الإسرائيلية سيما رئيس الحكومة اليمينية بنيامين نتنياهو.
أعرب مراقبون خلال أحاديث منفصلة لـ"شمس نيوز"، عن تخوفاتهم من تزايد التصعيدات الإسرائيلية في المسجد الأقصى والمدينة المقدسة بعد قرار "يونسكو"، خصوصاً وأن الاحتلال أعلن بعد القرار الكثير من الإجراءات التي سيتخذها في القدس والأقصى بشكل "غير مسبوق".
وتبنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، الخميس الماضي، قرارا ينفي أي علاقة تاريخية بين اليهود والمسجد الأقصى المبارك وحائط البراق، وتؤكده اليوم بشكل نهائي.
وجاء في القرار حسب صحيفة هآرتس العبرية، أنه لا يوجد أي اثبات أثري يدل على وجود "الشعب اليهودي" في القدس، مستنكراً في الوقت ذاته الاقتحام المتواصل للمسجد الأقصى، من قبل "متطرفي اليمين والقوات النظامية الإسرائيلية".
تصعيد نوعي
رئيس لجنة الحريات في الداخل المحتل، الشيخ كمال الخطيب ونائب رئيس الحركة الإسلامية بالداخل، كشف عن تصعيد "غير مسبوق" للإجراءات الإسرائيلية "الاستفزازية" بحق الأقصى، بعد صدور قرار منظمة الـ "يونسكو".
وقال الخطيب لـ"شمس نيوز": "لم يكن المسجد الأقصى يوم من الأيام بعيداً عن الانتهاكات والاقتحامات والتضييقات الإسرائيلية، لكن هذا الوضع سيزداد بعد قرار اليونسكو وكأن "إسرائيل" تريد أن تضرب بعرض الحائط هذا القرار، وتفريغه من أي مضمون وأي محتوى".
وأضاف: "ستكون محاولة الرد لديها بأقصى ما يمكن "رد الصاع صاعين"، مشدداً على أن الاحتلال سيتخذ الكثير من الخطوات"، إما عبر فتح المزيد من أبواب القدس لدخول اليهود أو عبر إدخال جماعات يهودية أكثر إلى المسجد الأقصى يومياً، أو من خلال السماح للوزراء وأعضاء الكنيست السماح بدخول المسجد الأقصى".
وتابع الخطيب: "إسرائيل ستقول للعالم أنكم تؤيدون قرار يونسكو أن اليهود ليس لهم علاقة تاريخية في هذا المكان، ونحن من طرفنا سنثبت أن هذا المكان لنا وهذا الموقع له علاقة تاريخية"، لافتاً إلى أن الاحتلال يخطط لتصعيد نوعي خلال المرحلة القادمة.
أكثر نكاية
وأوضح أن، "إسرائيل" دائماً ما يكون لديها خطوات تصعيدية ضد الأقصى والقدس، مستدركاً بالقول: "لكن موقفها سيكون أكثر نكاية بعد قرار يونسكو، خصوصاً في ظل وجود تنسيق أمني فلسطيني، ووجود أنظمة عربية تتسابق من أجل إقامة علاقات دبلوماسية مع الاحتلال".
ويرى رئيس لجنة الحريات في الداخل أن المرحلة مواتية للحكومة اليمينية، التي وصفها في غاية التطرف والعدائية ضد الفلسطينيين ومقدساتهم، للعبث بمستقبل القدس والمسجد الأقصى المبارك وكل القضية الفلسطينية.
وكان رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وصف قرار منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، بـ"السخيف".
وقال نتنياهو: "هذا هو قرار سخيف آخر اعتمدته الأمم المتحدة. منظمة اليونسكو تتجاهل العلاقة التاريخية الفريدة من نوعها القائمة بين الديانة اليهودية وجبل الهيكل, حيث وقف الهيكلان الأول والثاني لمدة ألف عام وصلى له كل يهود العالم خلال آلاف السنين".
ضربة قوية
في السياق، اعتبر الخبير في شؤون المقدسات والقدس، د. جمال عمرو قرار اليونسكو بهذا الشأن ضربة قوية ضد "إسرائيل"، منوهاً إلى أن القرار لم يأتِ بجديد "فهو أكد بشكلٍ جازم أحقية القدس للفلسطينيين فقط".
وأوضح عمرو لـ"شمس نيوز"، أن التنفيذ الفعلي للمقررات اليهودية الخطيرة لتهويد القدس وإفراغها من سكانها الفلسطينيين، سيبدأ جلياً الفترة الراهنة بعد القرار الأممي، مؤكداً على أنه "رغم سعادة الفلسطينيين بقرار اليونسكو لأن العالم أثبت أحقيتهم بالقدس والأقصى، إلا أن القدس في قبضة اليهود تماماً 100%"
وأردف قائلاً: "في هذه الساعات نزل اليهود إلى الميدان وبدأوا بنصب كاميرات إضافية وبدأوا بأعمال حفريات في منتهى الخطورة، وصعد الفلسطينيون إلى منصة الاحتفال، وشتان بين الذي يفعل في الميدان وبين الذي يحتفل به ".
باتت مكشوفة
وبحسب الخبير المقدسي، فإن المرحلة القادمة ستكون أخطر من السابق على القدس والأقصى، في ظل التصعيد الإسرائيلي، موضحاً أن تصريحات نتنياهو باتت مكشوفة أمام الجميع نحو الخطوات التي سيتخذها في القدس.
واستطرد بالقول: "نتنياهو انكشف الآن فهو لا يتحدث كمسؤول وكرئيس دولة، بل هو كمستوطن لأقواله وتصرفاته التي خرجت عن السيطرة تماماً، وهو فقد عقله وما في قلبه ظهر الآن على اللسان، ولم يعد يخفي أنه مستوطن حاقد".
والجدير بالذكر، أن منظمة "اليونيسكو" التابعة للأمم المتحدة، أصدرت اليوم الثلاثاء، قرارا نهائيا بأن المسجد الأقصى تراث إسلامي خالص، وأن لا علاقة نهائيا للاحتلال الإسرائيلي، ولا لليهود به.
وجاء قرار "اليونسكو" بعد نقاش داخل أروقته بين الدول المصوتة، وتراجع دولة المكسيك عن دعم الأقصى لصالح الفلسطينيين، إلا أن غالبية الأصوات في الإعادة، منحت الفلسطينيين حقهم في تراثهم.