شمس نيوز/ تمام محسن
يعد العمل في مضمار السياسة جذابا للساعين إلى التغيير في مجتمعاتهم، أو التواقين إلى الشهرة على حد سواء.
ولعل الشباب الفلسطيني الذي يعاني التهميش واستلاب الدور في ميدان السياسة بفعل الاحتلال وأسباب أخرى أكثر التواقين للانضمام إلى هذا السباق.
وفي مجاراة هذه الرغبة ذهب بعض الشباب إلى استنساخ التجارب الديمقراطية للبلدان الأخرى في إجراء المناظرات بين السياسيين إبان الانتخابات لتبصير العامة بالأجدر.
وفي هذا السياق، عكفت العديد من المؤسسات ومنها مؤسسة فلسطينيات-غير حكومية مقرها رام الله- منذ نحو 3 سنوات على عقد تدريبات مكثفة لعدد من الشباب حول المناظرات ومن ثم عقد مناظرات تجريبية داخل المؤسسة توجت إلى مناظرات علنية تنافسية بين بعضهم البعض بدعوة جمهور من الجامعات والمهتمين لحضور التجربة.
محاكاة للسياسة
يأمل الشاب محمد البكرون (23 عاما) وهو أحد المشاركين في فريق مناظرات فلسطينيات للعام 2016، في استثمار تجربته لمناظرة رجال السياسية والمسئولين، معتقدا أن المناظرات أفضل الطرق في إيصال صوت الشباب وآرائهم للمسئولين.
وأضاف أنه يرغب في الالتحاق بالعمل السياسي في المستقبل، "تعلمت أكون سياسي وسياسي قوي (..) فالسياسية تتطلب بعض المراوغة وتركيب الكلمات بشكل مغري للآخرين وإقناع الآخرين كما المناظرات". يقول البكرون.
وفي السياق نفسه، قالت نهلة جلهوم (22 عاما) -أحد المشاركين في مشروع المناظرات – "إن الوقت قد حان لان يتولى المناصب الشباب وأن تستريح القيادات الحالية لأن الفجوة تتسع بيننا".
وترى جلهوم أن: "المناظرة هي أساس العمل السياسي، وإذا سمحت الفرصة لأي شاب خوض مجال المناظرات عليه ألا يتردد أبدا فهي تجربه قوية ومؤهله لمجال السياسي".
تعميم التجربة
من جانبها أوضحت مرح الوادية، منسقة مشروع المناظرات في مؤسسة فلسطينيات، أن الهدف الرئيسي من المشروع هو تعميم تجربة المناظرات، وتقوية شخصية الطلاب ودمجهم بالمجتمع بصورة أو بأخرى، بالإضافة إلى دعم آليات البحث والكشف عن جوانب القضية المختلفة التي غالبًا ما تحمل وجهات نظر مضادة تمامًا.
وقالت: "المناظر يسعى لبحث وجهات النظر من كلا الجهتين بالدليل والبرهان وعدم التحدث بمعلومات غير صحيحة (...) وهذا يؤسس لجيل قادر على التحدث بالدليل والمنطق الموجود على أرض الواقع، بعيدًا عن الإسهاب والخوض في أمور لا تعتمد على مصدر".
وتابعت: تجربة المناظرات بقطاع غزة تحديدًا بدأت بالظهور بشكل قوي، خصوصًا بالتزامن مع المناظرات العالمية بين الرؤساء (ترامب-كلينتون) نموذجًا.
وفي معرض ردها حول دور المناظرات في الدفع بالشباب نحو ممارسة أدوار سياسية، قالت: "المناظرة بحد ذاتها فرصة لإثبات جدارة الشباب، فالبحث عن المعلومات وتوسيع أوفق التفكير من شأنه أن يؤهلهم للخوض في أي دور سياسي حقيقي يقع أمامهم وهذا يقع على عاتق الجهات المسئولة بضرورة إشراك الشباب في جميع القضايا الأساسية في المجتمع".
أرقام مروعة
وفق تقرير صادر عن المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار والديمقراطية -مؤسسة غير حكومية- رصدت مشاركة 122 شاباً على مستوى انتخابات المجلس التشريعي عام 2006 من أصل 728 مرشحاً، وكانت النتيجة أن فاز ما مجموعه 18 شاباً من أصل 132 عضواً هم مجموع أعضاء المجلس التشريعي.
ويشير قانون الانتخابات الفلسطيني للعام 2005، وفي المادة (12) إلى أن من سيرشح نفسه لانتخابات الرئاسية "عليه أن بكون أتم الأربعين أو أكثر في اليوم المحدد لإجراء الاقتراع".
والمادة (15) من القانون نفسه، تنص على أن من سيرشح نفسه للانتخاب المجلس التشريعي "عليه أن يكون أتم سن الثامنة والعشرين من العمر أو أكثر في اليوم المحدد لإجراء الاقتراع".
ويسعى الشباب الفلسطيني إلى تخفيض العمر المسموح به للترشح سواء للرئاسة أو للمجلس التشريعي، لرفع نسبة تمثيلهم في هذه المؤسسات، إذ تشير الإحصاءات إلى أن % 1 فقط من الشباب ينتمون للفئات العليا من الوظائف الحكومية وغير الحكومية في فلسطين.