شمس نيوز/عبدالله عبيد
اتفق متابعون للشأن الإسرائيلي على أن فرص وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان قد تكون قوية لتولي منصب رئاسة حكومة الاحتلال في السباق الانتخابي المقبل، مشددين على أن ليبرمان ليس شخصية تستحق هذا المنصب، ولكن الشارع الإسرائيلي يميل إلى الشخصيات الأكثر تطرفا.
وأكد المتابعون في أحاديث منفصلة لـ"شمس نيوز" أن تصريحات ليبرمان "الانتحارية" تأتي في سياق الكلام فقط، ولكن حينما يكون في موقع صنع القرار يتخلى كلياً عنها، مشيرين إلى أنه لو حظي ليبرمان بمنصب رئيس الوزراء، فذلك لا يعني بالضرورة حدوث تغيير كبير في سياسة دولة الاحتلال.
وكان وزير الأمن الداخلي "الإسرائيلي"، يتسحاك أهرونوتفيتش من حزب "يسرائيل بيتينو"، قال إن وزير الخارجية الحالي، أفيغدور ليبرمان، سيكون رئيس الحكومة القادمة.
وبحسب أهرونوفيتش: سيكون ليبرمان رئيس الحكومة، فهو من صنف الزعماء القادرين على قيادة الدولة" بحسب تعبيره.
وأضاف أنه لا يرى الانتخابات في الأفق، ولكن عندما ستجري الانتخابات فإنه على قناعة بأن "يسرائيل بيتينو" سيكون أقوى.
تجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية الحالي، بنيامين نتانياهو، كان قد صرح مؤخرا بأنه سيشارك في الانتخابات القادمة بقائمة مشتركة مع ليبرمان، لأنه ينوي التنافس على رئاسة الحكومة في الانتخابات القادمة أيضاً.
أكثر تطرفاً
وقال المتابع للشأن الإسرائيلي باسم أبو عطايا: يجب ألاّ نستغرب إذا أصبح ليبرمان رئيساً لوزراء دولة الاحتلال، ليس لكونه يستحق هذا المنصب، ولكن لأن الشارع الإسرائيلي يميل أكثر إلى التطرف، وهو يبحث عن الأكثر دموية وعنفا تجاه الفلسطينيين وتجاه قضايا الحل النهائي مع السلطة الفلسطينية".
وأضاف أبو عطايا في حديثه لـ"شمس نيوز": ليبرمان ليس الشخص الذي يستحق أن يكون رئيساً للوزراء، وهو شخصية غير مقبولة لا إسرائيلياً ولا دولياً"، مشيراً إلى أن هناك الكثير من الاعتراضات من قبل الشخصيات صاحبة الرأي والخبرة في دولة الاحتلال، وخصوصاً أولئك الذين يضعون سياسات الدولة، على وجود ليبرمان في وزارة الخارجية، فكيف سيقبلون به رئيسا للوزراء".
وتابع بالقول: لا يوجد زعيم إسرائيلي يحمل رحمة للفلسطينيين، فكلهم دمويون، سواء كانوا من اليمين أو من اليسار، لافتاً إلى أن نتنياهو بنفسه كان يقول "لا يمكن أن نتفاوض مع الإرهابيين ولا يمكن أن نقبل بالجلوس معهم".
وأضاف أبو عطايا: اليوم نتنياهو هو من يتحدث عن وقف إطلاق النار ويطلب الجلوس مع المقاومة"، مبيّناً أنه عندما يتحدث ليبرمان يقول ما يريد، ولكن لا يمكن أن يفرض سيطرته أو رأيه في ظل وجود نظام دولي محدد بشروط.
شعارات كثيرة
واتفق المتابع للشأن الإسرائيلي د. عدنان أبو عامر مع سابقه في الرأي على وجود حدود لا يمكن لأي صانع قرار في إسرائيل تجاوزها، حتى لو كان أفيغدور ليبرمان أو غيره.
واعتبر أبو عامر في حديثه لـ"شمس نيوز" تصريحات بعض الوزراء الإسرائيليين بأن ليبرمان سيكون رئيس الوزراء القادم هدفها للضغط على بنيامين نتنياهو، مشدداً على أن فرص ليبرمان قد تكون قوية وكبيرة لرئاسة وزراء إسرائيل.
وقال: الإسرائيليون في مواقع المعارضة يمتازون بكثرة الشعارات السياسية والتحريض والتعبئة، لكن حين يكون في الحكومة تختلف الأوضاع السياسية"..
وزاد بالقول :كلهم عندما يكونون في المعارضة، يرفعون سقف المطالب، ولكن في الحكومة يحاولون العودة إلى موقع الحكم وصنع القرار"، لافتاً إلى أن الشارع في إسرائيل يتجه نحو اليمينية المتطرفة، "وهذا لا بد أن يكون واضحاً لصناع القرار الفلسطينيين والعرب في صيغ التعامل مع مثل هذا الكيان الإسرائيلي".
وحول تصريحات ليبرمان النارية والدعوات التي وصفها بالانتحارية في التعامل مع الملف الفلسطيني وبعض الملفات الدولية والإقليمية، أضاف المتابع للشأن الإسرائيلي: مهما قال عن حلول متطرفة أو دعوات انتحارية حينما يكون في موقع صنع القرار يتخلى كلياً عن هذه الشعارات ويبقى يرددها فقط إن كان في المعارضة، الآن ليبرمان وزير خارجية في حكومة قائمة وقد تراجع في نهاية الحرب الأخيرة عن مطالب احتلال قطاع غزة".
من هو ليبرمان؟
أفيغدور ليبرمان وزير الخارجية الإسرائيلي الحالي، ينتمي إلى اليمين المتطرف، وله رأي متعصب بالصراع العربي-الإسرائيلي، لكن وعكساً لرأي معظم أتباع اليمين فهو مستعد أن يعترف بدولة فلسطينية بشروط مُحددة.
في عدة مواقف أعرب ليبرمان عن معارضته الشديدة لليسار الإسرائيلي ، ففي يوم قَسَم الكنيست ال31 طالب ليبرمان بمحاكمة كل عضو كنيست يلتقي بقادة حماس على أساس أنهم عملاء.
يرى ليبرمان الصراع العربي-الإسرائيلي كقصم من مواجهة أكبر بين الغرب والعالم الإسلامي، وحسب رأيه فالهدف الوطني والأمني لدولة إسرائيل يجب أن يكون الانضمام إلى الناتو والاتحاد الأوروبي.
وعلى خلفية الوضع غير المستقر بعلاقات السلام بين مصر وإسرائيل يقول ليبرمان بلقاء مع سفراء اتحاد الدول المستقلة خلال انتخابات 2001 انه في حال نشبت حرب بين مصر وإسرائيل على إسرائيل أن تفجر السد العالي وتغرق بالمياه بحيرة ناصر والمناطق المحاذية لها.
في نهاية عام 1991 قدمت دعوى ادعاء ضد ليبرمان تتهمه بالاعتداء على قاصر (دون سن 18)، الاعتداء حصل على اثر اعتداء على ابن ليبرمان وقد هدد ليبرمان الفتى القاصر بالاعتداء عليه مرة أخرى في حال عودتهم لمستوطنة "نوكديم". في سبتمبر 2011 أدين ليبرمان بالاعتداء على قاصر وتهديده، وأمر بدفع 7500 شيكل تعويضاً للفتى و10.000 شيكل غرامة.
واتهم وابنته بقضايا فساد بينها فضيحة كازينو "واحة لادن" في الخليل التي أعيد فتح التحقيقات بها والمستمرة منذ سنوات في يناير 2008 بعيد مغادرته بأسابيع كوزير للشؤون الإستراتيجية.وخلصت الشرطة أن أرئيل شارون تلقى 3 ملايين دولار كرشوة. ولايزال أفيغدور ليبرمان يخضع للتحقيق لتلقيه رشوة من رجل الأعمال النمساوي اليهودي مارتن شلاف.
وليبرمان هو صاحب الدعوة إلى ضرب قطاع غزة بقنبلة نووية خلال عدوان الرصاص المصبوب الذي قاده ايهود أولمرت ووزيرة خارجيته تسيبي ليفني ووزير حربه ايهود باراك نهاية عام2008 ومطلع 2009.