غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر ليالي قتلة فقهاء بعد الحكم ..كوابيس يهون معها الموت

شمس نيوز/ توفيق المصري

بعد أن لعق مرارة ما جنته يداه "حكم بالإعدام شنقًا"، وقف أحد المتهمين بعملية اغتيال الأسير المحرر مازن فقها (هـ.ع) أمام عدسات الكاميرات خلال خروجه من قاعة المحكمة ليوصل رسالة للمخابرات الإسرائيلية، مردداً "أقول للمخابرات الإسرائيلية أنتم جعلتمونا عملاء على أبناء شعبنا، وشعبنا سينتصر عليكم".

"الله أكبر يحيا العدل"؛ متهم آخر بعملية الاغتيال، نطق بهذه الجملة إبان الحكم عليه بالإعدام شنقًا، لتظهر تلك الجملة أن تأنيب الضمير من أصعب اللحظات التي تمر على الإنسان في حياته.

لم ينتهِ المشهد، حتى بعد إعلان محكمة الميدان العسكرية، أمس الأحد، حكمها النهائي بإعدام العملاء الثلاثة، المتهمين بجريمة اغتيال فقهاء؛ فطريق العودة نحو الزنازين، لم تكن كما قبل الحكم، الصمت يخيم على الأجواء، كل واحد منهم في غرفته المنفردة داخل السجن، لكنهم يتقاسمون هم التفكير.

أحدهم جلس ليلة الحكم متأملاً خيوط الضوء المنبعثة من بضع سنتيمترات لنافذة زنزانته، وشريط الذاكرة يعود للوراء، للحظات الأولى التي أوقع به الاحتلال في فخ "العمالة" أثناء توجهه للعمل في الداخل المحتل.

ما يلبث أن يدع هذا التفكير جانبًا، ويذهب إلى ما هو أشد وطأةً على قلبه، "أطفالي وزوجتي وعائلتي ما أحوالهم وماذا فعلت بهم؟"، ويضرب رأسه بجدران الزنزانة ويبكي.

الآخر، خبأ وجهه داخل زنزانته وانكمش جسده وتكور على عتبات الذاكرة، للحظة التي ابتزه فيها ضباط المخابرات الإسرائيلية، حين تعثر في رحلة علاج زوجته، ويلوم نفسه أنه انصاع لأوامرهم وزودهم بالمعلومات عن أماكن الأسرى المحررين والمبعدين إلى قطاع غزة.

يضرب أخماس في أسداس، ويدور حول نفسه، وكأنه يقول: "أيا ليت الزمن يعود إلى الوراء قليلاً، لأتصرف بحكمة، كيف لم أفكر بعائلتي وزوجتي وأطفالي، ومن أين سألقى رصاصة الموت في رأسي أم في قلبي، أهو واحد أم مجموعة الذين سيطلقون النار عليّ؟"، تساؤلات تدور داخله بعد أن حكم بالإعدام رميًا بالرصاص.

أما قاتل الفقهاء، فلم تغمض جفناه، وهو يسترجع بداية تورطه بالعمالة، وكيف أغرته بضع الدولارات، قدمت له بحجة الدعم لـ"حركات متشددة"، وكيف سحبوا أقدامه نحو تلبية مطالب المخابرات الإسرائيلية، في تتبع مواقع المقاومة ورجالها.

يقاطع ذلك التفكير، كيف تمكن من إطلاق رصاصات مسدس الصوت إلى رأس وصدر الفقها، ويود لو ينسى للحظة حتى قبل إعدامه شنقًا كيف سحب أجزاء مسدسه، وغيّب ضميره.

وعلى عتبات الصمت الذي يخيم أجواء زنازين العملاء الثلاثة، يخترق جولات ذاكرتهم والكوابيس، خطوات السجانين.

وتتسارع نبضات قلب العملاء كلما تحركت السلاسل، وكلما دبت الخطوات، فمع كل خطوة يستشعرون اقتراب الموت منهم خطوة أخرى.

في هذه المشاهد ترسم وكالة "شمس نيوز" اللحظات التي قد يعايشها المتهمين الثلاثة بعملية اغتيال فقها، بعد صدور الأحكام عليهم.

وأقدم مسلحون مساء الجمعة 24 آذار/ مارس الماضي، على اغتيال القيادي في كتائب القسام، مازن فقهاء (38 عامًا)، في مدينة غزة؛ بإطلاق الرصاص عليه من أسلحة كاتمة للصوت.

والأسبوع الماضي، أعلنت وزارة الداخلية بغزة اعتقال المتهمين الثلاثة في اغتيال المحرر فقها، بالإضافة إلى 45 متخابرًا مع الاحتلال الإسرائيلي