غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر ماذا تريد مصر من حماس؟.....قراءة تحليلية

الكاتب: محمد مشتهى

ستبقى مصر تمتحن إخلاص وولاء حماس إلى ما لا نهاية، لأنها لا تثق فيها ولن تثق فيها على الأقل بنظامها الحالي فهناك تعبئة مصرية ناقمة على حماس والاخوان لا يمكن شطبها فجأة وفي مدة قصيرة....هناك مصلحة أمنية تريدها مصر من حماس مقابل كلام معسول مكتوم الصوت لم يرتقِ إلى المستويات الرسمية (فقط تسريبات على لسان إما حماس نفسها أو كتاب فلسطنيين ومصريين) ووعودات بعيدة عن الاعلام وسولار مدفوع الثمن " بالقطارة"، أما بالنسبة للمعبر في نهاية المطاف سيقدم المصري اعتذاره الرسمي لحماس بأنه لا يستطيع أن يفتحه بصورة مستمرة إلا بالتوافق مع السلطة الفلسطينية أو سيستمر بالمراوغة حتى اشعار آخر ومن أهم أدوات تلك المراوغة هو الوضع الأمني في سيناء.

لماذا أقول ذلك؟

١_ اللقاءات التي تجري بين حماس ومصر لم ترتقِ إلى المستوى السياسي والطابع الأمني لها هو سيد الموقف وهذا يؤكد حاجة مصر لهذا الجانب من حماس وخير دليل هو المفرزات التي قامت بها حماس على الحدود مع مصر هي ذات طابع أمني وليس سياسي.

٢_ لازال المستوى الرسمي المصري متردد ويتحرّج ولم يعلن عن أي تفاهمات مع حماس سوى التفاهمات الأمنية وبصورة خجولة، وما يمارسه المصري هو تسريبات إعلامية فقط هنا وهناك وهذا يؤكد بأن مصر متخوفة من العلاقة السياسية مع حماس.

٣_ إغلاق معبر رفح لمدة طويلة في ظل وجود تلك التفاهمات وعدم تغير طريقة التعامل القاسية للمسافرين والعائدين في فتحة المعبر الأخيرة وإرجاع القافلة الجزائرية، كل هذا يؤشر على أن الإشارة للعلاقة الجيدة بين مصر وحماس لم يُعطَ لها الأمر من القيادة المصرية حتى الآن.

٤_ حتى كتابة هذا البوست لم تظهر صورة واحدة لأي وفد من حماس (الصور التي انتشرت لوفد حماس هي لأنفسهم على ضفاف النيل) مع أي مسئول مصري سواء أمني أو سياسي، إذاً لماذا لازالت مصر تتحرّج من علاقتها مع حماس وتبقيها قدر ما تستطيع متوارية عن الأنظار الرسمية؟

٥_ أي علاقة جديدة أو تجديد علاقة بين طرفين تتطلب اعلان على المستوى السياسي كما حدث مؤخرا بين حماس وايران.

٦_ والأهم من ذلك كله أن التصريحات الرسمية المصرية على المستوى السياسي لازالت تؤكد بأنها مع السلطة الفلسطينية وملتزمة بالاتفاقيات معها وخصوصا معبر رفح.

من كل ما سبق نستنتج بأن مصر أخذت قرارا بعدم انتظار الفلسطينيين طويلا من أجل الاتفاق فيما بينهم وبما يسمح لها بضبط الأمن على الحدود، لذلك قررت أن تتعامل مع الفلسطينيين بإنقسامهم وتقسيمهم الى شق أمني وشق سياسي، الأمني لحماس والسياسي لعباس، ويبدو أن عباس في زيارته الأخيرة لمصر قد فهم هذه المعادلة، وما لاحظناه في خطاباته الأخيرة وتصريحات معاونيه بأنها أصبحت تخلو من الغمز واللمز ضد مصر، فقبل زيارة عباس لمصر كانت تصريحاتهم ولقاءاتهم المتلفزة تحمل الكثير من الغمز والايماءات لمصر وكأنهم بعد الزيارة باتوا أكثر اطمئناناً، وما يؤكد ذلك أيضا أن عباس أصبح أكثر عنادا واصرارا على عقاب حماس (كما يدعي)، وإجراءاته ضد غزة أصبحت أشد قسوة وهذا يؤشر على المباركة المصرية لإجراءات عباس في زيارته الأخيرة لمصر، فكيف يعقل أن يضج الاعلام الفلسطيني بكل هذه الانفراجات والتفاهمات الوردية بين الحبيبة مصر والغالية حماس ولا تسعى الحبيبة مصر لتخفيف الضغط ولو بالشيئ اليسير عن غاليتها حماس أثناء زيارة عباس لمصر؟.


المقال يعبر عن رأي كاتبه

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".