شمس نيوز/ وكالات
تعد مئذنة مسجد عمر بن الخطاب، بمحافظة دومة الجندل بالجوف في السعودية، أول مئذنة في الإسلام، وأمر ببنائها عندما كان متجهًا لبيت المقدس عام 16 للهجرة، ولا تزال المئذنة محافظة على شكلها المعماري لأكثر من 14 قرنًا.
وتقع المئذنة في الركن الجنوبي الغربي وتنحرف عن مستوى جدار القبلة، وقاعدة المئذنة مربعة الشكل، طول ضلعها "3"م، وتضيف جدرانها الحجرية إلى الداخل كلما ارتفع إلى الأعلى حتى تنتهي بقمة شبه مخروطية يبلغ ارتفاعها الحالي "13م"، فيما استخدم حجر "الجندل" في بناء المسجد والمئذنة، وهي حجارة صلبة وتتكون من خمسة مستويات.
والمئذنة من الداخل تتكون من أربعة طوابق بنيت على سقف ممر المسجد المؤدي للخروج. وكان للمئذنة درجًا داخليًا يصل طوابقه بعضها ببعض. وكان بني من الحجر وبفعل الزمن تآكلت حجارة الدرج، وأصبح الصعود إلى طوابق المئذنة شيء مستحيل.
كما أن تخطيط بناء المسجد وتصميم يماثل نمط بناء المساجد في عهد الرسول الكريم، حيث إن تخطيط بناء مسجد عمر بن الخطاب في منطقة الجوف، يشابه تخطيط بناء مسجد الرسول في المدينة المنورة في المراحل الأولى لبناء المسجد، حيث تم بناء سقف المسجد من الأثل وسعف شجر النخيل، والمغطى بالطين، وهو ما يعده الخبراء استمرارًا لنمط بناء المساجد الأولى لظهور الإسلام.
وبني المسجد على شكل يقارب المستطيل، ويبلغ طوله من جهة الغرب إلى الشرق بطول 32,5 م وعرض 18م تقريبًا، وتم تصميم المسجد من الداخل من رواق القبلة، ومحراب ومنبر، وصحن وساحة المسجد والمصلى، ومما يميز المسجد أيضًا هو الجزء الخلفي وهو عبارة عن مكان خلوة للتعبد والصلاة في الشتاء حيث البرد القارس.
وأوضح مدير عام فرع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالجوف، أحمد بن عتيق القعيد، أنه منذ عام 1404هـ والمسجد تحت حماية الآثار والمتاحف، وبعد انضمام قطاع الآثار والمتاحف للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في عام 1429هـ، أصبح تحت حماية الهيئة ومنذ استلام الهيئة العامة للسياحة المسجد اعتنت به من حيث النظافة والصيانة وفرش المسجد، ولاتزال الصلاة تؤدى فيه.