شمس نيوز/تمام محسن
تصوير/ حسن الجدي
تعد السماعات الطبية ركنًا أساسيًا في المستشفيات والعيادات الطبية، لا غنى عنه في عملية التشخيص الأولي للمرضى، لكن في قطاع غزة المحاصر منذ عقد تبدو مجرد سماعة ترفًا غير متاح!.
إذ يواجه قطاع غزة نقصًا حادًا في المعدات الطبية، عدا أن ما هو متوافر من المعدات القليلة "قديم جدًا" ولا يلائم احتياجات القطاع.
يحاول محمد أبو مطر (31 عامًا) كجزء من فريق دولي لتغيير هذا الوضع نحو تحرير احتكار الأجهزة الطبية، مستفيدًا من تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد.
"الفكرة تقوم على توظيف الطباعة ثلاثية الأبعاد لإنتاج معدات طبية تتراوح بين بسيطة أو معقدة"، يقول محمد أبو مطر ممثل مشروع "Glia" بغزة.
ومشروع "Glia" الذي يشارك فيه مجموعة من التقنيين والأطباء من عدة دول، يهدف إلى تحرير الأجهزة الطبية المحتكرة وغالية الثمن وجعلها مفتوحة المصدر، يسهل تصنيعها بأقل التكاليف دون قيود حقوقية.
ويضيف أبو مطر، المختص في مجال النمذجة الصناعية، أن "على رغم من التكلفة التصنيعية لبعض الأجهزة الطبية بسيطة لكنها تباع بسعر غالٍ.. ما يحرم الملايين حول العالم من الاستفادة منها".
"الكثيرون يموتون أو يعيشون إعاقات دائمة بسبب حرمانهم من هذه التقنية؛ لأنها غير قادرة على توفير المال لاقتنائها. غزة ودول كثيرة في جنوب أفريقيا نموذجًا لهذه الأوضاع"، يتابع حديثه.
التقى أبو مطر بأحد الأطباء الكنديين يدعى طارق لوباني وجمعتهما الغاية ذاتها، فأشار إليه الطبيب الكندي بتصنيع معدات طبية باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد التي صنعها بنفسه قبل نحو العامين وبدأ للتو باستخدامها.
"مظهرها يبدو مضحكًا وغريبًا" يصف أبو مطر السماعة المطبوعة فيما يحاول تركيب إحداها، مضيفًا " لكن كفاءتها عالية وقد خضعت لاختبارات وحصلت على إجازة من هيئة الجودة الكندية (موطن لوباني) للأجهزة الطبية".
لا تتجاوز أسعار السماعة "المطبوعة" خمسة دولارات للواحدة، في مقابل تصل أسعار السماعات التقليدية "عالية الجودة ما بين 200-300 دولار.
يسعى الفريق في الوقت الراهن إلى انتاج 500 سماعة مطبوعة وتوزيعها على مستشفيات القطاع، قبل البدء بتصاميم لأجهزة أخرى ربما أعقد.
ويقول أبو مطر:" المهم أن يحل الجهاز مشكلة يحتاجها القطاع الطبي"، ملوحًا بجهاز في يده لوقف النزيف ما زال في مرحلة الاختبار.
"الكثير من الوفيات خلال الحروب التي تشن ضد قطاع غزة كانت نتيجة النزيف" يتابع فيما يشرح طبيعة عمل الجهاز الذي يبدو بسيطًا.
على الرغم، أن الطباعة ثلاثية الأبعاد تشهد تطورًا سريعًا عالميًا، لكنها لازالت تحذو خطواتها الأولى في القطاع، وذلك في ظل مواصلة سلطات الاحتلال إدخالها للقطاع ومنع بعض المعدات المرتبطة بها بحجج "أمنية".
ما دفع أبو مطر، قبل نحو عامين، من تصميم أول طابعة ثلاثية الأبعاد في قطاع غزة، مستعينًا بنماذج مفتوحة المصدر، وخبرته المتراكمة من تصميم اللوحات الإلكترونية.
ويأمل أبو مطر في تعميم ثقافة الطباعة ثلاثية الأبعاد في قطاع غزة على المستويين الطبي والتعليمي، وذلك بتخفيض أسعار منتجاته للتشجيع على إقبال الجمهور الغزي.